حديث الجمعة

ليالي الأعياد

في هذه الليلة الباردة، بينما الجميع منشغلٌ بالزينة والأعياد، وتحضير الموائد الفاخرة، وإعداد الحطب للمواقد وإرسال الدعوات والتهاني.. أصبّ كأس محبتي ودعواتي لهؤلاء الذين لا مأوى لهم، ولا عائلة.. هؤلاء الذين يتدفّؤون على مواقِد تشرّدهم، ويرتدون الفقر وشاحاً باليا ًممزّقاً، تخترقه نوباتِ برد وجليد.. الى ذلك الطفل الذي لا يجد ما يسُدُّ به رَمَقه.. ذلك الأب المقعد العاجز الذي يبحث عن حياةٍ لأولاده بين أزقّة التسوّل ولا يجد سوى أيادٍ تَنهَر ضعفه وتقذف له بنقودٍ لها صوت المعدن والمنّة.

الى تلك الشوارع المكتظة بقلوبٍ يجتاحها الضعف والحرمان.. القلوب الباحثة عن الحب.. والدفء.. هؤلاء الذين رغم كل أوجاعهم لا يتأوّهون.. رغم أنينهم لا يشكون.. ربّما لأنهم يعلمون..

إن صراخهم أبكموقلوبنا صمّاء!!

ناريمان علوش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى