الوطن

البنتاغون يعترف بالعدوان.. وواشنطن لم تبلّغ موسكو بالعمل العسكري.. وأبو مهدي ‏المهندس يؤكد أن الرد سيكون قاسياً.. وتحالف الفتح يطالب بإخراج الاحتلال السيستاني: الحكومة العراقية وحدها معنية بالتعامل مع الغارات الأميركية

دان المرجع الديني الأعلى في العراق، علي السيستاني، الضربات الأميركية على مواقع «الحشد الشعبي»، معتبراً أنه خرق لسيادة البلاد والسلطات العراقية هي الجهة الوحيدة المعنية بالتعامل معه.

ونشر الموقع الرسمي للسيستاني، أمس، بياناً صحافياً قال فيه إن «المرجعية الدينية العليا إذ تدين هذا الاعتداء الآثم الذي استهدف جمعاً من المقاتلين المنضوين في القوات العراقية الرسمية وأدّى الى استشهاد وجرح عدد كبير منهم، فإنها تشدد على ضرورة احترام السيادة العراقية وعدم خرقها بذريعة الردّ على ممارسات غير قانونية تقوم بها بعض الأطراف».

وأضاف البيان أن «السلطات الرسمية العراقية هي وحدها المعنية بالتعامل مع تلك الممارسات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنعها، وهي مدعوّة إلى ذلك وللعمل على عدم جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية وتدخل الآخرين في شؤونه الداخلية».

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، في وقت سابق من الأحد، أن قواتها الجوية نفّذت غارات «دفاعية» على 5 أهداف تابعة لـ «كتائب حزب الله» المنضوية تحت لواء «الحشد الشعبي» في أراضي كل من العراق وسورية بزعم الردّ على الهجمات التي استهدفت القواعد الأميركية في العراق.

إلى ذلك، هدّد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهديالمهندس، مساء الأحد، بـ»ردقاس» علىالقوات الأميركية في العراق، على خلفيةاستهداف القوات الأميركية مقار للحشد فيالأنبار.‎

وقال المهندس، في تصريح مقتضب «أن دماء الشهداء والجرحى لن تذهبسدىً والردّ سيكون قاسياً على القوات الأميركية فيالعراق»، كما نقلت وكالة الأنباء العراقية.

وكان الطيران الأميركي، قصف مساء الأحد، مواقع للحشد الشعبي في محافظة القائم على الحدود العراقية السورية.

وأعلن الحشد الشعبي في العراق، أمس، عن ارتفاع حصيلة القصف الأميركي على مقاره في القائم، غربي البلاد، إلى 25 شهيداً و51 جريحاً.

ولكن معلومات تحدثت عن استشهاد أبو علي الخزعلي آمر الفوج الأول في اللواء 45 من جراء العدوان، في وقتٍ أعلنت فيه قيادة العمليات المشتركة في العراق عن استشهاد 30 مقاتلاً أحدهم معاون آمر اللواء وإصابة 70 مقاتلاً من منتسبي اللواء.

وكا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قال: إن كبار مستشاري الأمن القومي أبلغوا الرئيس دونالد ترامب بالهجمات الجوية على مواقع للحشد الشعبي في العراق وسورية، وأضاف أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي أمام النفوذ الإيراني في العراق.

وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر قال بدوره إن مقاتلات «إ ف 15» هي التي نفذت الهجوم مستهدفة ثلاثة مواقع غرب العراق وموقعين شرق سورية، وأضاف أن الهجمات كانت ناجحة، ولفت إلى أن المسؤولين ناقشوا خيارات أخرى مع ترامب للعمل ضد الوجود الإيراني، بحسب تعبيره.

بدوره، زعم بومبيو أن الهجوم استهدف منشأة عراقية تهدد القوات الأميركية، وقد استمرّ ذلك لأسابيع ولم تكن هذه هي المجموعة الأولى من الهجمات ضد هذه المنشأة العراقية وغيرها حيث تتعرّض حياة الأميركيين للخطر، وقال إن «ما فعلناه اليوم هو اتخاذ رد حاسم يوضح ما قاله الرئيس ترامب منذ أشهر، وهو أننا نواجه إيران لقيامها بأعمال تعرّض أميركيين للخطر ونؤكد التزامنا الدائم باتخاذ إجراءات حاسمة عندما يتطلب الأمر».

وكان البنتاغون قد أعلن مسؤوليته عن الهجمات، وأشار إلى أن الضربات التي وصفها بالدفاعية الدقيقة أتت رداً على ما وصفه بهجمات كتائب حزب الله المتكررة على القواعد العراقية المستضيفة لقوات التحالف.

البيان قال إن القوات الأميركية شنّت ضربات ضد خمس منشآت للكتائب في العراق وسورية، زاعماً أنها ستضعف قدراتها على تنفيذ هجمات مستقبلية.

وقال البنتاغون إن المواقع لتخزين الأسلحة والقيادة والسيطرة، مضيفاً أن التحالف موجود بدعوة من الحكومة العراقية لهزيمة داعش وتقديم المشورة والمساعدة.

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الولايات المتحدة لم تخبر روسيا بقصف مواقع «حزب الله» في العراق وسورية.

وأوضح المتحدث باسم الكرملين أن موسكو تقيم إيجاباً كل إجراءات تهدف لمحاربة الإرهاب كما تقيم سلباً كل إجراء قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار.

وكانت كتائب حزب الله في العراق اعتبرت في بيانٍ لها أن «غربان الشر الأميركية نفذت عدواناً مبيّتاً استهدف ابناءنا المدافعين عن الحدود الغربية».

ورأت أنه «بعد هذه الجريمة النكراء تدعو قيادة كتائب حزب الله القوات العسكرية والأمنية والقواعد الشعبية والوطنية الاستعداد لصفحة جديدة من صفحات العزة والإباء لطرد العدو الأميركي الغاشم من أرضنا المقدسة».

وأضافت أن «معركتنا اليوم مع أميركا ومرتزقتها باتت مفتوحة على كل الاحتمالات، فلا خيار لنا اليوم سوى المواجهة وليس ثمة حسابات ستمنعنا من الردّ على الجريمة».

وختم بالقول «نحن في حالة استنفار وانعقاد مستمر لبحث آلية الرد المناسب على الجريمة الأميركية».

القائد العسكري لكتائب حزب الله أبو أحمد البصري قال إن «قواتنا جاهزة لدك قواعد الاحتلال الأميركي وسحق رؤوسهم العفنةبانتظار الأوامر».

من جهته، أكد المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق محمد محيي أن الردّ على العدوان الأميركي الذي استهدف مواقع للمقاومة العراقية على الحدود السورية العراقية، سيأتي من أبناء الشعب العراقي، مشدداً على أن هذا العدوان استهانة بجميع أبناء الشعب العراقي الذي لا يمكن أن يقبل هذه المهانة وهذا المساس بسيادته.

وكشف، أن الولايات المتحدة تعدّ منذ فترة لاستهداف الحشد الشعبي، لافتاً إلى هذا العدوان نسف جميع الروايات الأميركية السابقة بأن دور القوات الأميركية في العراق استشاري فقط.

وقال محيي إن على أميركا أن تتحمل مسؤولية أفعالها بوضع نفسها بمواجهة ابناء الشعب العراقي، مؤكداً أن القوة التي يملكها العراق قادرة على كسر شوكة واشنطن.

وأضاف أنه من الافضل للولايات المتحدة الانسحاب من العراق لأن قواتها غير مرغوب فيها، منوّهاً إلى أن واشنطن تريد أن تفرض على البلاد احتلالاً جديداً.

وفي السياق، دعا «تحالف الفتح» في العراق، أمس، البرلمان العراقي إلى اتخاذ قرار عاجل وجريء يقضي بإخراج كافة القوات الأجنبية من الأراضي العراقية.

وقال التحالف (الذي يتزعمه هادي العامري ويضم أغلب فصائل الحشد الشعبي) في بيان، إن «الاعتداء السافر من قبل القوات الأميركية على القوات الأمنية، والذي استهدف اللواءين 45 و46 في الحشد الشعبي في القائم هو اعتداء على السيادة الوطنية، وعلى الكرامة العراقية التي تأبى المساس بها».ولفت إلى أن «هذا الفعل الإجرامي المتغطرس سيجابه برفض عراقي مستعدّ لخوض أي تحدٍّ يتعلق بكرامته وسيادته».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى