الوطن

الرئيس العراقي يرى آثارها وتداعياتها الأمنية في المنطقة.. وموظفون أميركيون في الشركات النفطية يغادرون العراق السيستاني: يصف اغتيال سليماني والمهندس بـ»الاعتداء الغاشم»

وصف المرجع الديني في العراق، السيد علي السيستاني، أمس، عملية اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بـ»الاعتداء الغاشم».

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثله عبد المهدي الكربلائي: «تتسارع الأحداث وتتفاقم الأزمات ويمر البلد بأخطر المنعطفات، فمن الاعتداء الآثم الذي تعرّضت له مواقع القوات العراقية في مدينة القائم وأدى إلى استشهاد وجرح العشرات من أبنائنا المقاتلين، إلى الحوادث المؤسفة التي شهدتها بغداد خلال الأيام الماضية، إلى الاعتداء الغاشم بالقرب من مطارها الدولي بما مثله من خرق سافر للسيادة العراقية وانتهاك للمواثيق الدولية».

وأضاف «أدّى الحادث الغاشم إلى استشهاد عدد من أبطال معارك الانتصار على الإرهابيين الدواعش، وأن هذه الوقائع وغيرها تنذر بأن البلد مقبل على أوضاع صعبة جداً، وإذ ندعو الأطراف المعنية إلى ضبط النفس والتصرف بحكمة نرفع أكفنا بالدعاء إلى الله العلي القدير بأن يدفع عن العراق وشعبه شر الأشرار وكيد الفجّار».

من جهته، قال الرئيس العراقي، برهم صالح، أمس، إن أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني كان لهما دور مهم وحاسم في قتال تنظيم «داعش»، وسطرا في الحرب عليه أروع صور الإيثار، داعياً إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل والحكمة وتقديم المصلحة الوطنية العليا.

ونقل عن الرئيس قوله «ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ استشهاد القائدين الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيـــئة الحشد الشعبي، والشهيد الحاج قاسم سليـــماني اللذين كان لهما دور مهم وحاسم في قتال تنظيم داعش الإرهابي، وسطرا في الحرب عليه أروع صور الإيثار».

وأضاف، «إننا ندين هذا العدوان الذي طال قادة أمنيين ينتمون للمؤسسة العسكرية العراقية والذي بلا شك سوف تترتب عليه آثار وتداعيات أمنية في العراق والمنطقة لا سمح الله، في حال لم يبادر الحكماء إلى إعلاء صوت العقل والمنطق، ومحاولة احتواء الآثار المترتبـــة على هــذا العدوان، الذي يهدّد سلم المنطقة والعراق بشكل واضح».

ودعا الجميع إلى «ضبط النفس وتغليب صوت العقل والحكمة وتقديم المصلحة الوطنية العليا»، لافتاً إلى أن «في هذا الظرف الاستثنائي واجبنا التمسك بوحدتنا ورصّ الصفوف وتجاوز الخلافات العابرة من أجل حماية المصالح الوطنية العليا، وحماية سيادة العراق وأمنه، وتجنيب البلاد والعباد ويلات ومآسي نزاعات مسلحة أنهكته على مدى أربعة عقود من الزمن ولا تزال آثارها وجراحها لم تندمل».

وكان حسن الكعبي النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي، قد دعا لعقد جلسة برلمانية طارئة اليوم السبت تخصص لمناقشة «الاعتداء الأميركي السافر» باغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.

وقال الكعبي في بيان صحافي «آن الأوان لوضع حد للاستهتار والاستكبار الأميركي داخل العراق، فكل يوم يتضح بشكل جلي زيف ادعاءاتهم واستهانتهم بسيادة العراق»، مؤكداً أن «جلسة اليوم السبت ستخصص لاتخاذ قرارات مفصلية تضع حداً للتواجد الأميركي داخل العراق».

وفي السياق، اعتبرت قيادة العمليات المشتركة في العراق أن اغتيال نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة البلاد وخروجاً عن مهام القوات الأميركية المحددة لمكافحة «داعش».

وقال نائب قائد العمليات المشتركة عبد الأمير رشيد يارالله، في بيان أصدره أمس، إن «قيادة العمليات المشتركة تنعى الشهيد البطل شيخ المجاهدين الحاج جمال جعفر الإبراهيمي (أبو مهدي المهندس)، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الذي استشهد الليلة الماضية إثر حادث غادر وجبان نفذته الطائرات الأميركية قرب مطار بغداد الدولي هو وعدد من منتسبي هيئة الحشد الشعبي». وأضاف البيان: «نستذكر دوره الكبير في عمليات التحرير في مواجهة عصابات داعش الإرهابية»، مشيراً إلى أنه «بالوقت الذي ننعى فيه قائداً عراقياً وبطلاً قارع الإرهاب بكل شجاعة وبسالة وبطولة، نؤكد أن ما حصل هو انتهاك صارخ لسيادة العراق وخروج واضح عن مهام القوات الأميركية المحددة لمكافحة داعش وتقديم الدعم والإسناد للقوات العراقية».

وأعلن الحشد الشعبي، فجر أمس، اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني بغارة أميركية في بغداد.

وكان المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني قد أعلن، استشهاد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني. في الغارة الأميركية باستهدف سيارته على طريق مطار بغداد الدولي، إلى جانب عدد من قادة الحشد الشعبي العراقي.

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن ضربة أميركية قتلت قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وقالت الوزارة في بيان «هذه الضربة تهدف إلى ردع أي خطط إيرانية لشن هجمات في المستقبل»، بحسب تعبيرها.

إلى ذلك، أعلنت وزارة النفط العراقية، عن مغادرة موظفين أميركيين يعملون في الشركات النفطية في البلاد. وذكرت في بيان صحافي «تنفي وزارة النفط مغادرة موظفين أجانب يعملون في الشركات النفطية جنوب العراق، باستثناء عدد من الموظفين ممن يحملون الجنسية الأميركية فقط استجابة لطلب حكومتهم». وأكدت أن «الأوضاع طبيعية في الحقول النفطية في جميع أنحاء العراق، وأن عمليات الإنتاج والتصدير لم تتأثر».

وكانت وكالة غربية، أفادت بأن شركات النفط الأجنبية العاملة في العراق بادرت لإجلاء موظفيها من البلاد، على خلفية اغتيال الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني بغارة أميركية على طريق مطار بغداد.ونقلت الوكالة عن مصادر في شركات النفط الأجنبية تأكيدها أن موظفيـــها يتوجـــهون حالياً إلى مطار البصرة تمهـــيداً لإجلائهم من الـــبلاد، خوفاً من التصعيد المحتمل بعد اغتيال سليماني، قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى