عربيات ودوليات

تشييع مليونيّ للشهيد الفريق سليماني ورفاقه في الأهواز من كندا إلى باكستان: حزن وعزاء في دول عدّة

تجمهرت حشود مليونيّة هائلة في شوارع مدينتي الأهواز ومشهد الإيرانيتين، أمس، لتشيّع الشهيد الفريق سليماني ورفاقه الذين استشهدوا الجمعة بضربة جوية أميركية في العراق، في اغتيال أعلنت طهران الحداد الوطني عليه ثلاثة أيام.

وفي مشهدٍ غير مسبوق، شيّعت حشود مليونية من المواطنين في منطقة «أهواز» الإيرانية جثامين الفريق الشهيد قاسم سليماني ورفاقه الآتية من النجف الأشرف في العراق.

وأفاد مشيّعون بأنّ «قائد فيلق القدس الشهيد سليماني من الشخصيات الاستثنائية التي يحبها كلّ الإيرانيين بمختلف تياراتهم». كما أكّد المشيّعون أنّ لسليماني «الدور الأبرز في توفير أمن المدينة».

وبطلب من مواطني «أهواز» شيّع الفريق أمس، في منطقتهم أولاً، ثمّ نقلت الجثامين إلى مدن مشهد وطهران وقم وكرمان حيث سيوارى الثرى قائد فيلق القدس الشهيد قاسم سليماني.

وفي الساعة 17,15 (13,45 ت غ) شقّت قافلة تحمل نعوش الشهداء الستّة الذين ارتقوا في الغارة الجوية الأميركية فجر الجمعة بحراً من المشيّعين في مشهد، ثاني كبرى مدن البلاد والمدينة المقدسة لدى الشيعة.

وأظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الرسمي رجالاً اعتلوا الشاحنة التي تقدّمت الموكب الجنائزي وهم يرمون باتجاه الحشود الكوفيات والقمصان وقطع ألبسة أخرى ناولهم إياها هؤلاء لمسحها بنعوش «الشهداء» بهدف تبريكها.

ومع هبوط الليل أضاءت حشود المشيّعين بأنوار هواتفهم الخلوية المكان بأسره في حين استمر عويل النساء وبكاء الرجال على سليماني، القائد العسكري الأكثر شعبية في إيران.

وكان مقرّراً أن يستكمل التشييع مساء أمس، في طهران لكنّ الحشود الغفيرة في مدينة مشهد تسببت ببطء شديد في تقدم القافلة ما استدعى إلغاء المراسم التي كانت مقرّرة في العاصمة.

وكان يوم الحداد الأول في إيران بدأ صباح أمس، بوصول الشاحنة التي تقل نعشي سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وقد زيّنت بالورود وبغطاء يحمل صورتهما وتتوسطهما صورة مسجد قبة الصخرة، إلى مدينة الأهواز عاصمة محافظة خوزستان.

وهذه المحافظة التي ينتمي غالبية سكانها إلى الأقلية العربية في إيران، تضرّرت بشكل كبير في الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) حيث بدأ نجم سليماني يلمع، بداية مراسم تستمر ثلاثة أيام تكريماً للقائد العسكري الكبير في إيران، بعد تلك التي جرت السبت في العراق.

ومنذ صباح أمس، بث التلفزيون الإيراني برنامجاً خاصاً عن الجنازة الوطنية التي ستستكمل في طهران أمس، ثم في قم اليوم، قبل دفنه غداً في مدينة كرمان، مسقط رأسه بجنوب شرق البلاد.

وأعلنت السلطات الحداد الوطني لثلاثة أيام، بينهما يوما عطلة في طهران اليوم وفي كرمان غداً.

وتحت قبة البرلمان الإيرانية صدحت حناجر عشرات النواب بهتاف «الموت لأميركا». وقال رئيس البرلمان علي لاريجاني أمام النواب مخاطباً الرئيس الأميركي «ترامب، هذا هو صوت الأمة الإيرانية، فاسمع!».

وتحدّثت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية عن «عدد لا يُحصى» من المشاركين في حشد تشييع سليماني، بينما أشارت وكالة «مهر» إلى «عدد لا يصدق» من المشاركين.

وظهر في اللقطات حشد كبير يرفع أعلاماً حمراء وخضراء وبيضاء وصوراً لسليماني، مهندس العمليات الخارجية لإيران في الخارج.

وكان رجال ونساء يبكون ويلطمون بينما يتردّد هتاف «الموت لأميركا» بقوة.

أمّا جثمان نائب رئيس الحشد الشعبي الشهيد أبو مهدي المهندس، فانتقل إلى إيران لإجراء فحص الحمض النووي ثمّ سيرجع إلى النجف الأشرف حيث سيدفن في مقبرة وادي السلام.

وتجدر الإشارة إلى أنّ شهداء العدوان الأميركي شُيّعوا أول أمس في مختلف المدن العراقية مثل كربلاء، الكاظمية والنجف الأشرف بمشاركة عشرات آلاف العراقيين.

كما شهدت دول عدّة حول العالم تظاهرات ومراسم عزاء إثر اغتيال قائد قوّة القدس في الحرس الثوري الفريق قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، فجر الجمعة.

نيجيريا

تظاهر المئات من النيجريين في مسيرات عفوية يوم الجمعة، مرددين شعارات تندد بالعدوان الأميركي الذي استهدف القائدين سليماني والمهندس.

فلسطين

أقامت فصائل العمل الوطني والإسلامي في قطاع غزة بيت عزاء عن أرواح الشهداء. وأحرق المعزّون العلمين الأميركي و»الإسرائيلي».

لبنان

تلّقت السفارة الإيرانية في بيروت يومي الجمعة والسبت، التعازي باستشهاد قائد قوة القدس الفريق قاسم سليماني، وتوافد المعزّون إلى مقرّ السفارة ومن بينهم حشود من القوى والشخصيات السياسية والدبلوماسية والدينية.

وأقام حزب الله أمس، احتفالاً تأبينياً في الضاحية الجنوبية لبيروت، تحدّث فيه الأمين العام السيد حسن نصر الله.

باكستان

أحرق المتظاهرون في باكستان العلم الأميركي، مردّدين هتافات معادية للولايات المتحدة على خلفية اغتيال الفريق سليماني.

كشمير

وفي الشطر الهندي من كشمير، تجمع متظاهرون للتعبير عن رفضهم لاغتيال سليماني، وأغلق المحتجون المحال التجارية والشركات في مدينتي ماغام وبودغام، فيما حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «الموت لأميركا» و»الموت لإسرائيل»، كما نظمت تظاهرات في مدينة كارغيل في الهمالايا.

كندا

نطمّت مجموعة كندية إسلامية تدعى «مجتمع شباب المهدي» اعتصاماً أول أمس، في مدينة تورنتو، حاملين صوراً لمن أسموهما «أبطال الإسلام» المهندس وسليماني اللذين استشهدا في بغداد. وقوبل الاعتصام بمجموعة أخرى من المتظاهرين الذين يحملون أعلاماً لإيران «الشاهنشاهية» والأعلام الأميركية منادين «فليذهب الإرهابيون إلى بيوتهم»، ليجيبهم المحتجون بشعارات تقول «دونالد ترامب هو الإرهابي الحقيقي» و»تسقط أميركا وإسرائيل» وملوّحين بعلم حزب الله.  

ألمانيا

حمل متظاهرون أعلام قوات الحشد الشعبي العراقي، وصوراً للرئيس السوري بشار الأسد وأدانوا قيام الولايات المتحدة الأميركية باستهداف سليماني.

بريطانيا

وأقيمت مراسم تأبين للشهيد مساء أول أمس، في مبنى المركز الاسلامي في العاصمة البريطانية لندن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى