عربيات ودوليات

إيران: الردّ سيكون عسكرياً ويطال أهدافاً عسكريّة وسيشمل مراكز إسرائيليّة ظريف يصف تهديد ترامب بـ«جريمة حرب»

أعلن مجلس الشورى الإيراني أنّ «شهادة الفريق قاسم سليماني هي بداية نهاية الوجود الأميركي في المنطقة». وذكر في بيان عقب جلسته أمس، أنّ «العمل الإرهابي الأميركي الجبان هو خرق للسيادة العراقية».

وطالب مجلس الشورى المجتمع الدولي والحكومة العراقية بـ»متابعة الجريمة الأميركية قانونياً». وفي هذا السياق، شدّد على «ضرورة الرد الحازم والشديد وبقوة واقتدار وحكمة على هذه الجريمة الأميركية».

مجلس الشورى الإيراني قال إنه «يجب اتخاذ إجراءات دبلوماسية للتصدي لإرهاب الدولة الأميركي». كما صادق في جلسته على مشروع إدراج الجرائم والمؤامرات الأميركية ضمن المناهج المدرسية.

وكان قد افتتح مجلس الشورى جلسته أمس بشعار «الموت لأميركا».

لاريجاني

وقال رئيس المجلس علي لاريجاني إن «ترامب قد ارتكب جريمة كبيرة وهي بمثابة الانقلاب العسكري عام 1953»، مشيراً إلى أن  «هذه الجريمة غيّرت ظروف المنطقة والعالم فجأة».

كما أكد  لاريجاني أن «الفريق قاسم سليماني ساعد الشعبين العراقي والسوري بطلب من حكومتيهما للتصدي للإرهاب لذا شهادته صدمة لشعوب المنطقة».

ظريف

فيما اعتبر وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف أن «تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستهداف مواقع ثقافية إيرانية، يعد جريمة حرب»، معلناً «بدء العد العكسي للوجود الأميركي في غرب آسيا».

وكتب: ظريف عبر «تويتر» أمس: «دونالد ترامب، الذي ارتكب انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي بعملية الاغتيال الجبانة، يهدّد مرة أخرى بانتهاكات جديدة للمعايير الأساسية (للقانون الدولي)».

وتابع: «استهداف المواقع الثقافية يعد جريمة حربسواء أكان الركل أم الصراخ، نهاية الوجود الأميركي الخبيث في غرب آسيا قد بدأت».

عراقجي

من جانبه، سلّم عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني، السفير السويسري مذكرة احتجاج شديدة اللهجة لواشنطن، مؤكداً أن «ما صدر عن ترامب تصريحات عدوانية وانتهاك للقانون الدولي».

وأشار عراقجي إلى أن «التهديد باستهداف مواقع ثقافية يذكّر بالغزو المغولي واستهدافه للأماكن الثقافية والتاريخية، ويعيد إلى الأذهان هجمات الجماعات الإرهابية»، وقال: «نعتبر هذه التهديدات جريمة حرب».

كما أبلغت إيران احتجاجها للسفير الألماني، وذلك اعتراضاً على تصريحات مسؤولين ألمان اعتبرت مساندة للغارة الأميركية التي أدّت إلى استشهاد قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق.

وبحسب بيان للخارجية الإيرانية، فإن الوزارة «استدعت السفير الألماني وسلّمته احتجاجاً شديد اللهجة على تصريحات المسؤولين الألمان في دعم الهجوم الإرهابي على العراق وقتله الفريق قاسم سليماني ورفاقه».

وشدّد البيان على أن «مثل هذه المواقف الأحادية الجانب وغير المقبولة تتناقض مع التعاون التقليدي للبلدين، من ناحية، والسعي إلى فرض الأمن والاستقرار الإقليمي من ناحية أخرى».

جهرمي

وسبق أن وصف محمد جواد أذري جهرمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، ترامب بأنه «إرهابي ببدلة»، بعد أن كشف الأخير في تغريدة أول أمس أن بلاده «حددت 52 موقعاً إيرانياً وأن بعضها على درجة عالية للغاية من الأهمية لإيران وللثقافة الإيرانية، ستضرب بسرعة كبيرة وبقوة كبيرة في حال شنت طهران هجوماً على المصالح الأميركية انتقاماً لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني».

سلامي

بدوره، قال قائد حرس الثورة في إيران اللواء حسين سلامي إن «اغتيال الفريق قاسم سليماني سيتبعه انتقام استراتيجي سيُنهي وجود أميركا في المنطقة»، مضيفاً أن «هذا الاغتيال سيخلق تلقائياً قوةً جديدةً في جغرافيا واسعة، عازمة على الانتقام، وفي مدة زمنية طويلة وسيترك أثراً مصيرياً».

وأشار إلى أن «الانتقام  لدم الشهداء سليماني والمهندس ورفقائهما بات هدفاً لجبهة المقاومة»، لافتاً إلى أن «اغتيال الفريق سليماني لا يعني نهايته بل هو بداية جديدة له باعتباره مدرسة وطريقاً للجهاد والنضال ضد الاستكبار».

دهقان

من جهته، قال حسن دهقان، المستشار العسكري للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، إن ردّ بلاده على مقتل قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني سيكون «عسكرياً، وضدّ مواقع عسكرية».

وصرّح دهقان بحديث لشبكة «سي أن أن» الأميركية: «دعني أقل لك أمراً واحداً، قيادتنا أعلنت رسمياً أننا لم نسعّ أبداً للحرب ولن نسعى لهاالأميركيون هم من بدؤوا الحرب وعليهم قبول ردود الفعل المناسبة على أعمالهم».

وتابع: «الأمر الوحيد الذي يمكنه إنهاء هذه المرحلة من الحرب هو أن يتلقى الأميركيون ضربة مساوية للضربة التي قاموا بها وبعدها عليهم ألا يسعوا إلى إعادة الكرّة».

وتعليقاً على تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وما قاله عن تحديد 52 هدفاً في إيران إن أقدمت طهران على أي عمل ضدّ الأميركيين، أو المصالح الأميركية، قال دهقان إنها «سخيفة وغريبة». ولفت إلى أن «ترامب لا يعرف القانون الدولي ولا يعترف بقوانين الأمم المتحدة».

رضائي

كما قال القائد السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رضائي أمس، إن «ردّ طهران على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، سيشمل حيفا ومراكز عسكرية إسرائيلية».

وكانت وكالة «تسنيم» للأنباء قد نقلت مساء أول أمس، عن قيادي كبير بالحرس الثوري الإيراني قوله، إن «إيران ستعاقب الأميركيين أينما كانوا في مرماها، رداً على مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس».

وقال القيادي غلام علي أبو حمزة، «إن 35 هدفاً أميركياً حيوياً في المنطقة بالإضافة إلى تل أبيب، في مرمى القوات الإيرانية»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة وإسرائيل يجب أن تكونا في حالة ذعر دائمة بعد اغتيال الشهيد قاسم سليماني».

وأضاف: «يعد مضيق هرمز طريقاً حيوياً للغرب، حيث يعبر عدد كبير من المدمرات والسفن الحربية الأميركية هرمز وبحر عمان والخليج الفارسي».

وشدد على أن «إيران تحتفظ بحقها في الانتقام من الولايات المتحدة على اغتيال قاسم سليماني».

باقري

فيما دعا رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري في رسالة إلى قائد حرس الثورة في إيران اللواء حسين سلامي كافة قوات حرس الثورة لـ»المضي قدماً وإكمال مسيرة الشهيد اللواء قاسم سليماني في النهج الذي كان يمضي به من أجل تحقيق أهداف الثورة الإسلامية».

واعتبر باقري أن «راية الحرية والعزة ستبقى مرفوعة على يد أبناء حرس الثورة حتى تحقيق أهدافها وتحرير كافة الشعوب المضطهدة من الظلم والاستكبار العالمي».

موسوي

بدوره، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي «لا نريد الحرب، لكننا مستعدّون للاحتمالات كافة»، مشيراً إلى أن «للهدوء وضبط النفس حدوداً».

وأضاف موسوي في مؤتمر صحافي أمس، «سنردّ على التهديد بالتهديد ولن نقف مكتوفي الأيدي».

وإذ أكد أن «إيران سوف تردّ على اغتيال سيلماني وستسعى ألا يسبب الرد حرباً على الشعب الإيراني»، أشار إلى أن «الرسالة الأميركية التي نقلتها سويسرا مرفوضة ورددنا عليها بالأسلوب المناسب».

موسوي أوضح أن «وزارة الخارجية الإيرانية تنفذ الأوامر التي تتلقاها من القيادة العليا للبلاد»، لافتاً إلى أن «الخارجية تقوم بمهامها القانونية تجاه اغتيال الفريق قاسم سليماني بغض النظر عما تقوم به المنظمات الدولية بهذا الصدد».

الناطق باسم الخارجية لفت إلى أن «زيارة وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني كانت مقرّرة من قبل، ولم تحمل أي رسالة»، موضحاً أيضاً أنه «لم يزُر أي وفد عماني طهران».

وكشف موسوي أن «هناك اجتماعاً هاماً بشأن الخطوة الخامسة لتقليص الالتزام بالاتفاق النووي».

وكان الدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي قد كشف أول أمس السبت عن رسالة وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لطهران بعد الضربة مباشرة عبر وسيط عربي رفيع المستوى، مشيراً إلى أن الرسالة رفضت منذ اللحظات الأولى.

كما أشار إلى أنه جاءت رسالة ثانية من سويسرا من دون الكشف عن مضمونها، وأنها تضمنت مضمون الرسالة الأميركية نفسه.

واستشهد قائد قوة القدس الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس الجمعة بقصف صاروخي أميركي قرب مطار بغداد الدولي.

سيناتور روسي: سينال ترامب حربه الكبيرة

اعتبر السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف، أن «تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقصف 52 هدفاً إيرانياً بينها مواقع ثقافية يؤكد التنبؤات المتعلقة بـ»احتمال شن حرب صاروخية أميركية على إيران».

وقال عضو مجلس الاتحاد الروسي بوشكوف، في تغريدة على تويتر: «لكن في حال ردت إيران بضربة انتقامية مستهدفة القواعد الأميركية في المنطقة، ستضطر الولايات المتحدة إلى توسيع عملياتها العسكرية. وسينال ترامب حربه الكبيرة».

بسملة خامنئي على «تويتر» تثير حيرة المغرّدين

أثارت أول تغريدة نشرها حساب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، بعد استشهاد قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، الكثير من التساؤلات وسط رواد مواقع التواصل الاجتماعي. واكتفى خامنئي بعد الإعلان عن مقتل سليماني بكتابة عبارة «بسم الله الرحمن الرحيم»، من دون أن يرفقها بأي تعليقات، ما جعل المتفاعلين يتساءلون عن فحواها، خاصة أنها تقرأ عادة عند استفتاح السور القرآنية.

ورأى معلقون أن «البسملة قد تدل على بداية عمل عسكري كبير تنفذه إيران ضد مصالح الولايات المتحدة، باعتبار أن العبارة يتداولها المسلمون أيضاً قبل الشروع في أي عمل».

وقارن متفاعلون آخرون بين تغريدة المرشد الأعلى المقتضبة وتغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المقتضبة أيضاً، حيث اكتفى ترامب بنشر صورة العلم الأميركي من دون أن يرفقها بتعليقات، في إشارة إلى أن «قرار استهداف سليماني هو قرار الشعب الأميركي بأكمله».كما نقلت وسائل إعلام ردود أفعال العديد من رؤساء العالم بعد الإعلان عن استشهاد سليماني، حيث دعا أغلبهم إلى «عدم التصعيد والتزام الهدوء».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى