الوطن

الحشد الشعبي والتيار الصدريّ: حق المقاومة للردّ على اغتيال الشهيدين.. ولا شهداء في صفوف القوات المسلّحة العراقية عبد المهدي: ندعو لضبط النفس واحترام سيادة العراق

دعا رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، إلى ضبط النفس وتغليب لغة العقل والتقيد بالمواثيق الدولية واحترام العراق.

وقال عبد المهدي في بيان إنه تلقى رسالة شفوية من إيران بعد منتصف الليل تقول إن الردّ على قتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بدأ أو سيبدأ بعد قليل.

وقال عبد المهدي إن إيران ذكرت أن الضربة ستقتصر على أماكن تمركز الجيش الأميركي في العراق من دون أن تحدد مواقعها.

وأضاف أنه تلقى اتصالاً من أميركا وقت سقوط الصواريخ على الجناح الأميركي من قاعدة عين الأسد في الأنبار وقاعدة الحرير في أربيل ومواقع أخرى.

وقال البيان الصادر عن رئيس وزراء العراقي، إن الأخير حذر القوات العراقية بمجرد تلقي نبأ الهجوم، مؤكداً أنه لم يتلق تقارير عن إصابات من الجيش العراقي أو التحالف بقيادة أميركا.

وأكد البيان أن رئيس الوزراء يتابع التطوّرات ويجري الاتصالات اللازمة في محاولة لاحتواء الموقف، مشدداً على أن العراق يرفض أي انتهاك لسيادته والاعتداء على أراضيه.

وشدّد عبد المهدي على أن هذه الأزمة الخطيرة تهدّد المنطقة والعالم بحرب مدمرة شاملة.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، أمس، استهداف قاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق، رداً على اغتيال سليماني الذي أعلنت الولايات المتحدة الأميركيّة استهدافه بغارة في مطار بغداد قبل أيام.

الحشد الشعبي

إلى ذلك، توعّد أمين عام «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي القوات الأميركية بالردّ على اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، واصفاً الردّ بأنه «أكبر» من ردّ الإيرانيين على اغتيال الفريق قاسم سليماني.

وقال الخزعلي في تغريدة نقلها مكتبه الإعلامي، إن «الرد الإيراني الأولي على اغتيال القائد الشهيد سليماني حصل»، مضيفاً «الآن وقت الرد العراقي الأولي على اغتيال القائد الشهيد المهندس».

وتابع «لأن العراقيين أصحاب شجاعة وغيرة، فلن يكون ردّهم أقل من حجم الردّ الإيراني. وهذا وعد».

وكان الخزعلي قد حذّر قبل يومين القوات الأميركية في العراق قائلاً لهماخرجوا فوراً من العراق وإلاّ..!».

بدورها، شكرت «حركة النجباء» في العراق إيران لأنها «تساعد العراق مجدداً على استعادة سيادته وهيبته عندما استهدفت قواعد قوات الشر الأميركية المحتلة على أراضٍ مغصوبة من بلدنا ثأراً لضيفنا العزيز الحاج قاسم سليماني».

المتحدث الرسمي للحركة المهندس نصر الشمري نبّه الجنود الأميركيين قائلاً: «لا تغمضوا عيونكم فإن ثأر الشهيد أبي مهدي المهندس قادم لا محالة أيضاً وبأيادٍ عراقية حتى يتم إخراج آخر جندي منكم».

التيار الصدري

من جهته، قال القيادي في التيار الصدري حاكم الزاملي إن «جريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني جريمة كبيرة، واستهداف قائد في المؤسسة الأمنية هو اعتداء على سيادة العراق»، لافتاً إلى أن «هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف أميركا الحشد الشعبي والقوات العراقية، وكانت تبرر ذلك بالقول إنه حصل عن طريق الخطأ».

وأكد أن «للعراق حقاً مشروعاً في مقاومة القوات الأميركية قبل انسحابها من العراق، لأنها كانت قوات احتلال».

وأضاف الزاملي أن «تشييع الشهيد المهندس لم نشهد له مثيلاً في العراق، وكل المدن أرادت تشييعه، ونحن في صدمة حقيقية بسبب الجريمة الأميركية ولا يتحمّلها كل من العراق وإيران، كما أن الكثير من المتظاهرين في الساحات العراقية يرفعون صور الفريق سليماني والمهندس ويندّدون بواشنطن».

وفي حديثه أشار القيادي في التيار الصدري إلى دور الفريق سليماني والقائد المهندس في دفع الضرر عن العراق بشكل واضح وكبير، وأوضح أنه «حين وصل تنظيم داعش إلى العراق، طلب الأخير من أميركا إرسال الأسلحة، فردّت بالقول إن الأسلحة تصل عام 2020، في حين عندما وصل داعش حدود بغداد وصلت الأسلحة بالطائرات من إيران إلى مطار بغداد خلال ساعات بفضل الفريق سليماني»، لافتاً إلى أنه «رافق الفريق سليماني والقائد المهندس في أغلب المعارك بدءاً من سامراء».

وتابع الزاملي قائلاً إنه يجب «رصّ الصفوف لأن العدو بدأ يُعدّ العدة لاستئصالنا والقضاء علينا، ويجب ألا نستسلم للولايات المتحدة ونضع خططاً للمواجهة».

كما شدّد على وجوب «تفعيل الاتفاقية مع الصين على المستوى الاقتصادي والأمني والتعاون مع روسيا عسكرياً»، وقال إن «على بغداد تنظيم وضعها على المستوى العسكري والأمني والسياسي وتحديداً الحصول على دفاعات جوية»، لافتاً إلى أن «المنظومة الجوية العراقية لم تعرف من أين أتت الطائرة التي نفّذت الجريمة وكيف دخلت الأجواء العراقية، ونحتاج إلى منظومة رادارات ومنظومات دفاع جوية للتصدي لأي اعتداء من الجو على العراق».

القيادي العراقي أوضح أن «لدى واشنطن منظومة تجسس متطورة جداً داخل السفارة الأميركية في بغداد، ومنظوماتها تتنصّت على كل المسؤولين العراقيين وبعض الضباط الكبار، ولدينا معلومات بأن القوات الأميركية ستضيف مدارج لطائرات «b52» في قاعدة عين الأسد».

ولفت إلى أن «القوات الأميركية تحصّن وجودها في قاعدة عين الأسد إضافة إلى قواعدها في اربيل، وقد سيطرت على الجزء الأكبر من قاعدة عين الأسد وسمحت للقوات العراقية بالبقاء في جزء صغير».

الزاملي كشف أيضاً عن وجود «مخطّطات لاستهداف السيد مقتدى الصدر من أجل إغراق العراق في الفوضى».

خلية الإعلام

وكانت خلية الإعلام الأمني العراقي، أعلنت أمس، تعرض مواقع في البلاد للقصف بـ 22 صاروخاً منها 17 على قاعدة «عين الأسد» الجوية، اثنان منها لم ينفجرا.

وأكدت خلية الإعلام الأمني العراقي، في بيان، عدم ارتقاء شهداء في صفوف القوات العسكرية العراقية نتيجة الضربات الصاروخية التي استهدفت مقار التحالف الدولي ليلاً.

وقال البيان: «سقط 17 صاروخاً على قاعدة عين الأسد الجوية من ضمنها صاروخان لم ينفجرا في منطقة حيطان غرب مدينة هيت، و5 صواريخ على مدينة أربيل».

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، في وقت سابق، استهداف قاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق، رداً على اغتيال قائد فيلق القدس الذي أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عنه قبل أيام.

وكان البرلمان العراقي، قد صوّت بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال، عادل عبد المهدي، في جلسة استثنائية دعا إليها الأخير، الأحد الماضي، على قرار من أربع فقرات هي:

أولاً، إلزام الحكومة العراقية بإلغاء طلب المساعدة المقدم منها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش»، وذلك لانتهاء العمليات العسكرية، والحربية في العراق، وتحقق النصر، وعلى الحكومة العراقية العمل على إنهاء تواجد أي قوات أجنبيّة في الأراضي ومنعها من استخدام الأجواء العراقية لأي سبب.

وثانياً، على الحكومة العراقية ممثلة بالقائد العام للقوات المسلحة أن تعلن إعداد الفنيّين والمدرّبين الأجانب التي تحتاجهم وأماكن تواجدهم ومهامهم ومدّة عقودهم.

وثالثاً، على الحكومة، ممثلّة بوزير الخارجية التوجّه إلى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، وتقديم الشكوى ضد الولايات المتحدة الأميركية بسبب ارتكابها لانتهاكات وخروقات خطيرة لسيادة وامن العراق. ورابعاً وأخيراً، أن ينفذ هذا القرار من تاريخ التصويت عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى