أخيرة

المهمّ تشكيل الحكومة…

عمر عبد القادر غندور*

 أياً كانت الأسباب التي تعرقل تشكيل الحكومة العتيدة فإنّ الشعب اللبناني وحده هو الذي يدفع أثمان الفراغ انتحاراً وعوزاً وعجزاً ومذلّة في الشوارع وعلى أبواب المصارف والمستشفيات، ومن بقيَ في البيوت فهو أشدّ عوزاً وفقراً وعجزاً وطفراً

 هذا الواقع المرير لم يحرّك ضمير حكومة تصريف الأعمال التي توزّعت مع عوائلها خارج لبنان تنعم بسعة العيش متخلّية عن واجبات «تصريف الأعمال» وكأنّ الأمر لا يعنيها، لا بل يقول أحد أعضائها معلّقاً على تعثر تشكيل الحكومة «بطيخ يكسر بعضه»!

 والله! لا أحد ينكسر غير الشعب اللبناني الذي ينتظر حكومة إنقاذية توقف على الأقلّ الانهيار الاقتصادي أو تخفف من إضراره، واستبشر اللبنانيون ببزوغ ولادة هذه الحكومة في الأيام الماضية، ولكن هذه الولادة لم تحصل رغم أنّ التسريبات كانت تجمع على تسوية الأسباب المعرقلة والتي ما كان يجب أن تكون في بلد أصبح على الحصيرة؟

 نحن لا نملك سوى التمنّي بالإسراع في تشكيل حكومة طوارئ على غير «مسطرة» الحكومات السابقة المركبة من المتعهّدين القادمين من رحم المحاصصة، بل حكومة مركبة من وجوه جديدة نظيفة تملك الحزم والعزم، وأن يُعطى الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب الفرصة اللازمة شرط أن يلقى دعم أكثرية القوى السياسية الوازنة ومن دون استحضار أزمات المنطقة وتداعياتها بينما كلّ ما يجري يجب أن يشكل حافزاً للمضيّ في مساعي التشكيل، بينما الشعب يعاني تحت خط الفقر تجلده سياط التجار ورفع الأسعار، بنسبة تزيد عن الثلاثين في المئة، ولا يهمّ شكل الحكومة وعددها وطائفتها!

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى