ثقافة وفنون

الأديب والزميل الياس عشي خلال احتفال ميلادي مميّز في طرطوس: هذا العيد هو نقطة البداية لعهد جديد وإنسان حقيقي

قدّمت «جوقة سيدة طرطوس» ريسيتالها السنوي تحت عنوان: «بهالعيد أنا شو بزيد». قادته بجدارة السيدة غادة عشي توماس، في جو من المشاركة اللافتة لأبناء المدينة الفرحة بمجيء يسوع، وحلول السلام

وبطلب من المسؤولين عن التنظيم افتتح الاحتفال بكلمة ميلادية للأديب الياس عشي جاء فيها: الريسيتال الذي نتحلق حوله في هذه الأمسية المقدّسة هو لوحة نغميّة مباركة، تحمل عنواناً لافتاً «بهالعيد أنا شو بزيد»، ولكنه أيضاً فاصلة أنيقة، دافئة تتماهى بين مشهدين: مشهد الطفل يسوع مولوداً في مذود، محاطاً برعاة وملوك، جاؤوا من الجهات الأربع حاملين الهدايا والدفء، مشاركين مريم ويوسف في فرحة ميلاد المخلص. ومشهد رأس سنة جديدة تضاف إلى سنوات طويلة من تاريخ المسيحية المتشامخة بتواضع يسوعها، والمتباهية بتعاليم كانت نقطة البداية لعهد جديد، لإنسان جديد، لرؤية جديدة اختصرها المعلّم حين قال مخاطباً تلاميذه: «كنت عرياناً فكسيتموني، وجوعاناً فأطعمتموني، ومريضاً فعدتموني، وسجيناً فزرتموني».

وتابع: حتى شرعة حقوق الإنسان التي يتشاوف بها كبار هذا العصر ومهندسوه، لم تستطع أن تصل إلى وجدان الناس، وتحرّك مشاعرهم، وتصادر أنانيتهم، كما فعلت عظة الجبل! صحيح أنّ الموت لم يتوقف تحت مقاصل الجوع، وصحيح أنّ الكثيرين من شعوب العالم يردّدون: «ما من سنبلة في التاريخ، إلا وعليها قطرة من لعابنا»، ولكن الصحيح أيضاً أنّ المسيحية حرّكت الوجدان، ولامست القلوب، وحثّت على الأخذ بيد المعوزين، واضعة العطاء على رأس التعاليم المسيحية، والفضائل الأخلاقية.  وأضاف: باسمي، واسم المشاركين بهذا الريسيتال، أشكر كلّ من سعى لإنجاحه عملاً، ومتابعةً، وتبرّعاً، ومشاركة، وتحية من القلب إلى غادة عشي توماس التي ترجمت إيمانها بالمسيح عملاً دؤوباً، رافضة الطقوس الجاهزة، واضعةً نصب عينيها هدفاً نبيلاً واحداً هو أن يتحوّل هذا الريسيتال الميلادي إلى تقليد كي يكون فرح العطاء في ميلاد المسيح عامّاً للجميع، لأننا عرفنا «شو منزيد».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى