عربيات ودوليات

إيران في نكبة الطائرة الأوكرانية: لا يمكننا إخفاء مسببات الحادثة تظاهرات أمام السفارة البريطانية في طهران ومطالب بطرد السفير

على صعيد الطائرة الأوكرانية المنكوبة، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إنه «من غير الممكن إخفاء مسببات حادثة الطائرة الأوكرانية من الناحية الفنية»، مشيراً إلى أن «الجمهورية الإسلامية وفرت كل الظروف اللازمة للدول المعنية في قضية الطائرة للمشاركة في التحقيقات من دون أي قيود».

كلام شمخاني جاء خلال كلمة له في مراسم تأبين إثنين من ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة في طهران.

وقال إن «حزن قادة وعناصر حرس الثورة بعد حادثة الطائرة أمر غير مسبوق»، مضيفاً أن «القوات المسلحة الإيرانية تعتبر نفسها صاحبة هذا المصاب الوطني».

من جهته، قال قائد حرس الثورة في إيران اللواء حسين سلامي إن «الجميع كانوا على أهبّة الاستعداد لضرب أهداف أميركية ومن أطلق الصاروخ باتجاه الطائرة تصوّر أنها صاروخ كروز».

وأضاف «أننا سنقيم مراسم تشييع تليق بشهداء الطائرة، وسنقدّم اعتذاراً لعوائلهم وجهاً لوجه». وإذّ أكد أن «ضحايا الطائرة هم أبناؤنا وأخواننا وآبائنا ونساؤنا وأمهاتنا وسنضحّي بأنفسنا لنحمي شعبنا من الاعداء»، وعد سلامي في الوقت نفسه الشعب الإيراني «بأن لا يتكرّر مثل هذا الخطأ وأن نعمل ليل نهار لحمايتهم».

قائد القوة الجوفضائية في حرس الثورة العميد حاجي زادة، وبلسان النظام عبّر عن أسفه لحادثة الطائرة قائلاً «يا ليتنا كنا أموات ولم نرَ هذا الحدث المؤلم».

ممثلية المرشد الإيراني في قوة القدس التابع لحرس الثورة ذكرت في بيان لها أمس، أنها «لن تسمح بالانتقام من الحرس بسبب خطأ عسكري»، مضيفة «اليوم يظنّ العدو مخطئاً أن خطأ عسكرياً أوقع بالطائرة الأوكرانية سيسمح له بالانتقام من الحرس».

فيما اعتبر المرشد الإيراني الأعلى السيد علي خامنئي أن «حادثة سقوط الطائرة الأوكرانية مصيبة» و»مأساة وطنية» كما عبّر الرئيس حسن روحاني، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة تتحمل جزءاً منها باعتبارها المسؤولة عن تصعيد حالة التوتر»، وفق تصريحاتٍ لقادةٍ في حرس الثورة.

وبعد أيامٍ من الغموض حول أسباب سقوط طائرة الركاب الأوكرانية غرب العاصمة طهران، حسمت إيران الجدل، وأعلنت أن خطأ بشرياً من قواتها المسلّحة أدّى إلى إطلاق صاروخ باتجاه الطائرة المدنية وإصابتها. في حين عقد مجلس الشورى الإيراني جلسة مغلقة أمس، بحضور القائد العام لحرس الثورة لبحث تداعيات سقوط الطائرة.

هيئة الأركان المسلحة الإيرانية كانت قد أعلنت أن «الطائرة الأوكرانية أصيبت نتيجة اقترابها من أحد المراكز الحساسة لحرس الثورة أثناء استدارتها»، حيث بدا شكل الطيران مشابهاً لطائرة معادية في ظل موجة تهديدات أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضرب أهداف داخل إيران في حال ردت الأخيرة على اغتيال الفريق قاسم سليماني.

في هذه الأثناء، أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني بريس جونسون، أنه أدان والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، احتجاز السفير البريطاني في طهران.

وأتت إدانة جونسون وميركل في اتصال هاتفي أجراه الطرفين أمس، على خلفية الحدث.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني «فيما يتعلق بإيران، ناقشا الخسارة المأساوية للأرواح في طائرة الخطوط الدولية الأوكرانية، وأدانا احتجاز إيران للسفير البريطاني في طهران وقالا إنه انتهاك للقانون الدولي».

وأضاف المتحدث في بيانه أن جونسون وميركل ناقشا «مصالحنا المشتركة لضمان ألا تحصل إيران مطلقاً على سلاح نووي، وأكدا التزامهما المستمر بالحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني».

وكان كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد أعلن أن «السلطات الإيرانية لم تعتقل السفير البريطاني لدى طهران بصفته سفيراً، بل تمّ توقيفه كشخص أجنبي شارك في احتجاجات غير قانونية»، مشيراً إلى أنه «تم إطلاق سراحه بعد 15 دقيقة من تحديد هويته».

وكتب عراقجي، عبر حسابه على «تويتر» أمس، رداً على تغريدة للممثل الأعلى للسياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوسيب بوريل «هو لم يعتقل، بل تم إلقاء القبض عليه كشخص أجنبي غير معروف يشارك في تجمّعات غير قانونية، وحين أبلغتني الشرطة أن شخصاً معتقلاً يدّعي أنه السفير البريطاني، قلت من المستحيل».

واعتبر وزير خارجية بريطانيا دومينك راب، احتجاز السفير ماكير من دون أساس أو تفسير «انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي».

في حين، تجمّع عدد من المتظاهرين أمام السفارة البريطانية في طهران، وسط تعزيزات أمنية مشددة، مطالبين بـ»طرد السفير البريطاني من طهران».

وطالب المتظاهرون بطرد السفير البريطاني واتهموه بدعم «مثيري الشغب» في طهران، كما رددوا شعار الموت لبريطانيا ورفعوا صوراً لـ»قاسم سليماني».

وذكرت وكالة «فارس» للأنباء عن مصادر مطلعة، أنه «سيتم استدعاء السفير البريطاني إلى الخارجية الإيرانية خلال الساعات المقبلة للاحتجاج على حضوره في احتجاجات ضد السلطات أول أمس في طهران».

هذا وذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية، أول أمس، أن سلطات البلاد احتجزت السفير البريطاني في طهران، روب ماكير، لساعات عدة «لتنظيمه تحركات مشبوهة في جامعة أمير كبير»، مشيرة إلى «إطلاق سراحه لاحقاً»، الأمر الذي نفاه السفير مؤكداً عدم مشاركته في أي احتجاجات أو تحريضه عليها.

من جهتها انتقدت الحكومة البريطانية بشدة احتجاز سفيرها لدى طهران، مشددة على أن هذه الخطوة جاءت «دون أي أرضية ومبررات» وتعتبر مخالفة فضيعة لمعاهدة فيينا الخاصة بالعمل الدبلوماسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى