مقالات وآراء

رسالة 
إلى الرئيس ترامب

} أحمد عجمي*

حضرة الرئيس المحترم

تحيّة وبعد

أظنُّ أنّك مطلع على تواريخ جبابرة الدنيا منذ أيام النمرود المتأله الذي كان يحيي ويميت (يقتل أحد السجناء ويبقى على آخر ويوهِم النّاس أنّه يحيي ويميت)، وآخرته كانت ذبابة دخلت في رأسه فأصيب بالجنون وارتاح النّاس من جبروته.

جبابرة الكون كُثر، وأختصر بفرعون مصر الذي كان متألّهاً وبقيّة النّاس عبيداً له، ولعلك تعلم كيف أنّ الله أغرقه في البحر مع جيشه الكبير، وبعده مرَّ كثير من الجبابرة وقد نسيهم التاريخ، ألا ترى أحداً يترحّم اليوم عليهم؟

وأتمنّى على سعادتكم أن تكونوا منارة تاريخية يترحّم عليك المؤمنون.

فنتمنى على سعادتكم ان لا تسير على نهجهم وتتجبّروا على الضعفاء، بل يكن عندك خوف من الله والرحمة بالناس، ولتخرجن من صفوف جبابرة العالم فيبارك الله لك العمل الصالح والخير والرحمه في البشر، ونصيحة من عبد من عبيد الله لبناني ان تبيّض صحائف حياتك فيبارك الله لك العمل الصالح يوم حساب الآخرة.

ونحن في العالم الإسلامي أتباع رسالة السماء وعلى أيدي الرسل من قبل عيسى وخاتمهم النّبي محمد بن عبد الله، وقد برز فينا مع أخيه الامام علي بن ابي طالب، وعلّمونا أنّ هذه الدنيا فانية لا تساوي شيئاً، فأصبح المنتصر عندنا سعيداً والمقتول شهيداً. لذلك نرى جبروتك يغطي كافة العالم الإسلامي فتناً وحروباً وقتالاً خدمة للولد المدلل «إسرائيل»، وكأنّ همّكم تحطيم العالم الاسلامي وتمزيقه، وقد نجحتم في الكثير بتنفيذ أفكاركم الهدّامة في بلاد هذه الشعوب الضعيفة التي أكل الاستعمار خيراتها.

وأنا أخاطبكم من لبنان هذا البلد الصغير الذي صرّحت سيادتكم أنّه يجب تمزيقه وتحطيمه وإفناءه، فالحصار علينا لا شكّ شديد من قبلكم على كلّ مقوّمات هذا البلد الصغير، تريدون تجويع شعبه وبثّ الفتن الخصاميّة بين أبنائه لبذر العداوة والشقاق. ونحن الأبرياء من أيّة إساءة إليكم. إنّما المُراد كما أرى هو القضاء على شعبه المقاوم المناضل في سبيل حريته وكرامته، وبدلاً من أن تحافظوا على هذا «البلد الرسالة» كما وصفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، نراكم تريدون تمزيقه وقتله.

وهل لبنان المحاصر جوّاً وبحراً وبرّاً من قبلكم مخيف لهذه الدرجة التي تريدون الانتقام منه؟ لذلك بملء الصراحة أقول إنّ قوّتكم الجبارة تعطيكم فرصة الإنتصار الدموي واللعب في مستقبل كلّ الشعوب الضعيفة والتي حكامها من زبانيتكم، ولكن لا تعطيكم فرصة اللعب بالشعوب أصحاب العقيدة المقدسة والقلوب المليئة إيماناً بالله العظيم.

إنّ خطك الجبروتي لا يقوى على إيماننا القوي بالله العظيم، أنتم تتبعون خطوات الشيطان الذي يقودكم الى مهالك الهاوية إن كنت تؤمن بالله العظيم وبحساب الآخرة.

ونحن يا حضرة الرئيس لا نخاف من التهديد والوعيد، إيماننا بالله عظيم وعقيدتنا راسخة وعلى الله اتكلنا فيحصّننا وينصرنا على كلّ الجبابرة، فنحن شعب متمسك برسالة السماء ولا نخاف الموت ولا آلاتكم الحربية، فإنْ انتصرنا فالله معنا الناصر ونعيش سعداء، وإنْ قتلنا فسنكسب الشهادة، و»الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون»، وعند الله لنا جنّة عرضها السماوات والأرض أُعدّت للمؤمنين المتقين. والسلام عليكم.

*نائب سابق في البرلمان اللبناني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى