تواصل قطع الطرق والمواجهات مع الجيش والقوى الأمنية واعتصامات أمام المركزي في بيروت والمناطق
فيما تواصل قطع العديد من الطرق في العاصمة والمناطق، ساد الهدوء منطقة الحمرا أمس، بعدما شهدت أعمال شغب الليلة قبل الماضية وفتحت جميع المصارف أبوابها، وعمل أصحاب المحال التجارية وموظفو المصارف المتضررة في شارع الحمرا، منذ الصباح، على تصليح الأضرار التي أصابت الأبواب الزجاجية وبعض المحتويات، خصوصاً أجهزة الصرّاف الآلي، التي تم تكسيرها.
وروت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي– شعبة العلاقات العامة، في بلاغ، ما حصل لا سيما المواجهات مع عناصرها، فأوضحت أن «مثيري شغب اعتدوا في تاريخ 14/1/ على عناصر قوى الأمن الداخلي المتمركزين أمام مصرف لبنان المركزي برمي الحجارة والمفرقعات وتوجيه الشتائم، أصيب عدد من العناصر بكسور ورضوض، وعمدوا الى إزالة العوائق الخشبية وتكسير غرفة الحراسة، محاولين الدخول في اتجاه المصرف.
وبعد التمادي في الاعتداء وتحطيم وتكسير ممتلكات عامة وخاصة في شارع الحمرا ومتفرعاته، والإستمرار في التعرّض والاعتداء على العناصر، أعطى المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان أوامره بالعمل على إلقاء القنابل المسيّلة للدموع وتفريق المشاغبين، وذلك خلال إشرافه مباشرة على عمليّات حفظ الأمن والنظام من غرفة التحكّم والمراقبة في وحدة شرطة بيروت.
وبعد أن صدر عن شعبة العلاقات العامة عبر وسائل الإعلام أكثر من إنذار لمغادرة المتظاهرين السلميين المكان الذي تحدث فيه أعمال الشغب حفاظاً على سلامتهم، أعطى اللواء الأوامر لملاحقة المعتدين وتوقيفهم وقد استمرّت التعديات والمواجهات حوالي الخمس ساعات، أسفرت عن إصابة 47 عنصراً من قوى الأمن الداخلي بينهم 4 ضباط، وتوقيف 59 مشتبهاً فيهم في أعمال شغب واعتداءات.
وبعد انتهاء المهمة في شارع الحمرا بعد منتصف الليل، عاد المدير العام يرافقه قائد وحدة شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي، العناصر المصابين في أحد المستشفيات واطمأنّ إلى وضعهم، وأثنى على حِرَفِيَتهم وكفاءتهم في تأدية مهامهم وثمّن تفانيهم إلى جانب زملائهم في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار».
وتواصلت أمس تحركات المحتجين أمام مصرف لبنان في الحمرا كما أمام فروعه في طرابلس وصيدا. وتوافد محتجون مساءً، إلى أمام «المركزي» في محلة الصنائع ثم غادروا إلى أمام ثكنة الحلو في كورنيش المزرعة للإنضمام إلى المتظاهرين الذي طالبوا بالإفراج عن الموقوفين بسبب أعمال الشغب.
وفي صيدا رمى المحتجون المفرقعات النارية باتجاه مبنى مصرف لبنان في المدينة وسط هتافات مناهضة للسياسات المصرفية وحاكم المصرف، فيما تم قطع الطريق أمام مبنى المصرف بسبب كثافة المشاركين.
كما رشق عدد من الشبان في طرابلس مبنى المصرف المركزي في المدينة بالحجارة، ما أدى إلى تدخل المعتصمين لوقف هذه الممارسات ومنع التعدي على القوى الأمنية.
وتمّ تكسير أحد المصارف في شارع المصارف في طرابلس ورشق المتظاهرون عدة واجهات مصارف أخرى بالحجارة، ولاحق الجيش مثيري الشغب.
من جهة أخرى، ساد الهدوء مدينة صيدا بمختلف شوارعها وأحيائها لاسيما ساحة تقاطع إيليا في المدينة فيما بقيت مساربها الأربعة مقفلة لليوم الثالث في الخيمة التي وضعت في وسط الساحة على الرغم من محاولات الجيش إقناع المحتجين إزالتها وفتح الطريق أمام المواطنين.
ونظّم محتجون وقفة احتجاجية أمام عدد من محلات الصيرفة، وسط إجراءات للقوى الأمنية، وأجبروا أصحابها على الإقفال. وطالب المحتجون الصرافين باعتماد السعر الرسمي للدولار متهمين إياهم «بالمساهمة في ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية لتحقيق الأرباح الطائلة».
وفي النبطية، نظّم طلاب من الجامعات والثانويات الرسمية والخاصة في المدينة،، تجمعاً في حي الجامعات، تحت شعار «بيحقلنا نضوي مستقبلنا»، رفعوا خلاله الأعلام اللبنانية، وبُثت الأناشيد الحماسية، ثم انطلقوا في مسيرة جابت شوارع النبطية، وصولاً إلى أمام السرايا في المدينة، إحتجاجاً على «ما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع سعر الدولار»، وسط إجراءات أمنية اتخذتها وحدات من قوى الأمن الداخلي.
ونفذ أبناء بلدة حاصبيا والجوار اعتصاماً في ساحة السرايا الشهابية أعلنوا فيه عن استمرارهم بالحراك الشعبي، حاملين الأعلام اللبنانية. واستنكروا الإرتفاع في أسعار المحروقات والمواد الغذائية. وأعربوا عن احتجاجهم على الأوضاع الاقتصادية.
وتفاوتت نسبة المدارس والجامعات الخاصة التي فتحت أبوابها في قضاء الكورة، حيث اقفل بعضها، خصوصاً أن عدداً كبيراً من طلابها من مناطق طرابلس والجوار، في حين التزمت المدارس الرسمية بقرار وزير التربية. وزاولت المصارف عملها بشكل طبيعي، كما أن الطرق التي كانت قد أقفلت صباحاً تم فتحها وشهدت زحمة سير.
واعتصم عدد من المحتجين أمام مصارف في كفرصارون وكفرعقا في الكورة، منددين «بالسياسات المالية في حق صغار المودعين»، في ظل انتشار لعناصر من قوى الأمن الداخلي.
وفي طرابلس، أقفل عدد من الطلاب دوار السلام وأشعلوا الاطارات وأقفلوا عدداً من الطرقات في المدينة.
وفي البقاع، اعتصم محتجون أمام مركز «أوجيرو» في بعلبك، ومنعوا دخول المراجعين، ورشقوا فرع الشبكات بالحجارة. وحضرت عناصر الجيش وقوى الأمن ومنعوا المتظاهرين من دخول المبنى.
وفي جبيل، قطع محتجون الأوتوستراد على المسلك المؤدي إلى الشمال، كذلك دخل عدد من المتظاهرين إلى مكاتب شركة الكهرباء في جبيل ثم انتقلوا بعدها في مسيرة في السوق التجاري.
وقطع عدد من الطلاب أوتوستراد جونية بالإتجاهين. ووقع إشكال بين مواطنين عالقين في زحمة السير وبين الطلاب المعتصمين، تدخلت القوى الامنية لفضّه.
ووصلت قوة كبيرة من الجيش اللبناني لإعادة فتح الطريق، ونجحت بإزاحة التلامذة والمحتجين والاطارات التي وُضعت بوسط الطريق. وحصل تدافع بين الجيش والمتظاهرين إنتهى بإعادة فتح الطريق أمام السيارات.
كما حصل تدافع وإشكال بين الجيش والناشطين على أوتوستراد جونية، وتم توقيف شخصين من منظمي الحراك. وأقام الجيش حاجزاً بشرياً فاصلاً بين التلاميذ والطريق، لمنعهم من إقفاله.
وانطلقت تظاهرة طالبية من ساحة الجديدة في اتجاه نقطة التجمع المركزية للمحتجين في جل الديب، بمواكبة من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي.