الوطن

عون في أول جلسة للحكومة الجديدة: لاستعادة الثقة بري: متفائل جداً… دياب: نحن للإنقاذ

تأليف لجنة صياغة البيان الوزاري

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن «دقة المرحلة تتطلب مضاعفة الجهود والعمل»، لافتاً إلى «ضرورة العمل على معالجة الأوضاع الاقتصادية واستعادة ثقة المجتمع الدولي بالمؤسسات اللبنانية، والعمل على طمأنة اللبنانيين إلى مستقبلهم»، وقال «سبق أن أعددنا خطة اقتصادية وإصلاحات مالية سيقع على عاتق الحكومة تطبيقها أو تعديلها عند الضرورة».

أما رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب، فأشار إلى أننا  نواجه أصعب وأخطر مرحلة في تاريخ لبنان، معتبراً أن «الحكومة هي حكومة إنقاذ وطني وليست حكومة فئة أو طرف أو فريق، بل حكومة كل لبنان واللبنانيين»، مشدّداً على «ضرورة تأمين الاستقرار وركائزه من خلال استعادة ثقة اللبنانيين بالدولة».

مواقف عون ودياب جاءت خلال الجلسة الأولى للحكومة الجديدة التي انعقدت قبل ظهر أمس في قصر بعبدا والتي شكلت لجنة لصياغة البيان الوزاري.

وبعد انتهاء الجلسة، أذاع الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية بياناً أشار فيه إلى أن عون هنأ في مستهل الجلسة «الوزراء والوزيرات، متمنياً لهم التوفيق في مهامهم الجديدة، لافتاً إياهم إلى دقة المرحلة التي تتطلب منا مضاعفة الجهود والعمل ولا سيما أن هذه الحكومة شُكّلت في ظل أوضاع اقتصادية ومالية واجتماعية صعبة للغاية».

وقال عون «مهمتكم دقيقة وعليكم اكتساب ثقة اللبنانيين والعمل لتحقيق الأهداف التي يتطلعون إليها سواء بالنسبة إلى المطالب الحياتية التي تحتاج الى تحقيق، أو الأوضاع الاقتصادية التي تردّت نتيجة تراكمها على مدى سنوات طويلة». ولفت إلى ضرورة العمل لمعالجة الأوضاع الاقتصادية واستعادة ثقة المجتمع الدولي بالمؤسسات اللبنانية، والعمل على طمأنة اللبنانيين إلى مستقبلهم.

وتابع «لقد سبق أن أعددنا خطة اقتصادية وإصلاحات مالية سيقع على عاتق الحكومة تطبيقها أو تعديلها عند الضرورة»، مشيراً إلى «عقد جلسات متتالية لمجلس الوزراء لإنجاز جداول الأعمال وتعويض ما فاتنا خلال الأسابيع الماضية، علماً أن هذه الجلسة مخصصة لتشكيل لجنة البيان الوزاري».

ثم قال  دياب «شكراً فخامة الرئيس، ما تفضّلتم به يضع الإصبع على الجرح في واقعنا الأليم الذي وصلنا إليه اليوم. في الواقع، وأنا أتوجه إلى السادة الوزراء بالتهنئة، أشعر أن المرحلة لا تحتمل ترف التهاني، فالوضع في البلد لا يطمئن على كل المستويات. هناك تحديات هائلة تنتظرنا، وجميعنا معنيون بخوض هذه التحديات، مجتمعين ومنفردين، هنا في مجلس الوزراء، وأيضاً كل وزير في وزارته».

وتمنى أن تكون هذه الجلسة «صفارة انطلاق قطار الحكومة، لأننا نواجه أصعب وأخطر مرحلة في تاريخ لبنان».

وإذ أكد أن «اللبنانيين تعبوا من الوعود والبيانات والخطط التي تبقى حبراً على ورق، بينما قدراتهم تتآكل، وآمالهم تكاد تتبدّد بوطن مستقرّ يطمئنهم إلى مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، اعتبر أن «من حق اللبنانيين أن يصرخوا، وأن يطالبوا بوقف المسار الانحداري للبلد، بينما لا يزال الإصلاح أسير التجاذبات». وتابع «اليوم نحن أمام مأزق مالي واقتصادي واجتماعي. في الواقع نحن أمام كارثة، وعلينا التخفيف من وطأة وتداعيات هذه الكارثة على اللبنانيين. توصيف المشكلة قد يأخذ منّا وقتاً طويلاً الآن، لكن عناوين المشكلات واضحة. وأنا على يقين أن كلاً منكم يدرك حجم المخاطر».

ورأى أن «المهم اليوم هو تأمين الاستقرار الذي يحفظ البلد كي ننصرف إلى ترسيخ ركائز هذا الاستقرار من خلال استعادة ثقة اللبنانيين بالدولة.

ولذلك، فإن الرهان على حماية ظهر الجيش اللبناني والقوى الأمنية، عبر تأمين المظلة السياسية التي تمنحهم الحصانة في التعامل بحكمة مع التحديات، والتمييز بين الاحتجاج والشغب»، مشدداً «على أهمية دعم الجيش والقوى الأمنية، لأنهم صمّام أمان الاستقرار».

كما شدّد على أن «الديموقراطية يجب أن تبقى مصونة، ومحمية، والتعبير الديموقراطي يجب الحرص عليه حتى لو كان ضدنا، لأن الممارسة الديموقراطية تفترض الاستماع إلى رأي الناس وصراخهم، فالشعب هو مصدر السلطة الأول»، مؤكداً أن «هذه الحكومة، عملياً، هي حكومة إنقاذ وطني، ولذلك فهي ليست حكومة فئة أو طرف أو جهة أو فريق. هي حكومة كل لبنان وكل اللبنانيين. علينا التعامل بتواضع مع الناس، وحكمة في معالجة المشكلات والإشكالات».

وتمنى «أن نستطيع تقديم صورة مختلفة في هذه الحكومة عن مفهوم العمل الحكومي وأن يبدأ كل وزير، بوضع جدول أعمال الملفات التي يجب عليه إنجازها بسرعة».

وختم «هناك واقع اجتماعي واقتصادي ومالي لا يحتمل الكثير من الدراسات والمناقشات. هناك ملفات يمكن إطلاق العمل فيها سريعاً، وعلينا العمل ليل نهار من أجل تحقيق أهدافنا.

نحن لسنا حكومة سياسية، وبالتالي، لن نغرق في مناقشات تؤدي إلى تجاذبات وسجالات لا فائدة منها. يجب أن تكون هذه الحكومة استثنائية. في أداء وزرائها، وفي خطة عملها، وفي إنجازاتها، وفي تكوينها باعتبارها فريق عمل واحد يعمل لإنقاذ لبنان. أرجو أن نعمل كثيراً ونتكلم قليلاً».

وعلى الأثر، شكل مجلس الوزراء لجنة إعداد البيان الوزاري برئاسة دياب وعضوية نائبة رئيس الحكومة ووزراء: المالية، الخارجية، العدل، الاقتصاد والتجارة، البيئة والتنمية الإدارية، الإعلام، الشباب والرياضة، الاتصالات، الصناعة والشؤون الاجتماعية.

وستعقد اللجنة أول اجتماع لها غداً الجمعة الساعة الحادية عشرة في السرايا الحكومي.

اجتماع ثلاثي

وكان الوزراء وصلوا تباعاً إلى قصر بعبدا ابتداءً من الساعة العاشرة قبل الظهر، حيث أُخذت الصور الرسمية لكل منهم، ثم وصل رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي حيث اجتمع مع عون في مكتبه قبل أن ينضم إليهما دياب.

ثم انتقل الرؤساء الثلاثة يرافقهم الوزراء إلى حديقة الرؤساء، حيث تمّ التقاط الصورة الرسمية التذكارية للحكومة الجديدة.

ولدى مغادرة بري القصر الجمهوري، اكتفى بالقول رداً على أسئلة الصحافيين «بحسب الإعلام، لا تفاؤل بالحكومة ولكنني متفائل كثيراً».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى