الوطن

الرئيس الأميركيّ يعتبرها رائعة وستنجح.. وصحيفة صهيونية تقول إن نتنياهو حصل على «هدية القرن» الرئاسة الفلسطينية تكذّب ترامب: لم يحدّثنا حول «صفقة القرن»

قالت الرئاسة الفلسطينية، أمس، أنه لم يجر أي حديث مع الإدارة الأميركية، حول خطة السلام الأميركية المعروفة إعلامياً بـ «صفقة القرن».

جاء ذلك بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا»، تعقيباً على ما ذكره الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن إدارته تحدّثت بإيجاز مع الفلسطينيين، وستتحدث معهم مجدداً حول الصفقة.

وقالت «الرئاسة» إنه «لم يجر أي حديث مع الإدارة الأميركية لا بإيجاز أو بإسهاب حول خطة السلام الأميركية».

ونقلت «الوكالة» عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، قوله إن «الموقف الفلسطيني واضح وثابت وهو رفض قرارات ترامب المتعلقة بالقدس وغيرها من القضايا، وبكل ما يتعلق بصفقة القرن المرفوضة».

وكان الرئيس الأميركي وصف خطته للتسوية بين الفلسطينيين والصهاينة المعروفة بـ»صفقة القرن» بأنها «عظيمة وستنجح».

ورحب ترامب بقدوم رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ومنافسه زعيم حزب «أزرق أبيض» بيني غانتس، ولكنه أشار الى أن صنع السلام بينهما سيكون أصعب من إنجاح صفقة القرن.

وكان البيت الأبيض دعا كلاً من نتنياهو وغانتس للقاء مع الرئيس الأميركي الثلاثاء المقبل وقد رحّبا بالدعوة.

ورداً على سؤال من الصحافيين للرئيس الأميركي على متن طائرة الرئاسة في رحلة ترامب الى ولاية فلوريدا عما إن سيقدر على صنع السلام بين نتنياهو وغانتس قال «سيكون هذا الأمر أصعب».

وأضاف، بحسب نص الحديث مع الصحافيين الذي نشره البيت الأبيض، «لقد قلت دائمًا أنني أحب أن أكون قادرًا على القيام بهذه الصفقة. يقولون إن هذه هي الأصعب من بين جميع الصفقات. أنا أحب القيام بصفقات».

وألمح الى أن قراره بنشر الخطة قبل قدوم نتنياهو وغانتس إلى واشنطن، الثلاثاء، جاء بسبب تكرار الانتخابات الصهيونية دون نتيجة. وقال «كما تعلمون، ما وقف في طريقنا بالفعل هو أن الانتخابات تجري إلى الأبد».

وأضاف بشأن توقيت نشر خطته «من المحتمل ان ننشرها قبل قليل من قدومهما»، في إشارة الى نتنياهو وغانتس.

وأشار «بصراحة، إنّها خطة رائعة، إنّها خطة ستنجح حقاً».

وعما إذا كان سيتحدّث الى الفلسطينيين عن الخطة قال «لقد تحدثنا معهم لفترة وجيزة، لكننا سنتحدث إليهم في فترة من الزمن، ولديهم الكثير من الحوافز للقيام بذلك، أنا متأكد من أنهم ربما يتصرّفون بشكل سلبي في البداية، لكنها (الخطة) في الواقع إيجابية للغاية بالنسبة لهم»، بحسب تعبيره.

وأضاف «سيكون من الرائع القيام بذلك على أساس إنساني، إن الأمر برمّته مجنون وهو مستمرّ لسنوات طويلة، وبالتالي سنمنح الأمر فرصة جيدة».

وقد هدّدت الرئاسة الفلسطينية، بـ»اتخاذ إجراءات»، إذا تم الإعلان عن صفقة القرن الأميركية بصيغتها الحالية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان «سنطالب «إسرائيل» بتحمل مسؤولياتها كاملة كسلطة احتلال، ونحذّر «إسرائيل» والإدارة الأميركية من تجاوز الخطوط الحمراء».

كما توعّدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، في بيان أصدرته، بإفشال الخطة الأميركية.

وقالت حماس «كل محاولات تمرير هذه الصفقة، ستتحطّم على صخرة مقاومة شعبنا وصموده».

و»صفقة القرن»؛ خطة تسوية أعدّتها إدارة ترامب، وتقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة الاحتلال، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية المحتلة، وحق عودة اللاجئين.

وأوقفت الإدارة الأميركية، في العامين الماضيين، كل أشكال الدعم المالي للفلسطينيين، بما في ذلك مشاريع البنى التحتية والمستشفيات في القدس الشرقية، ودعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».

بدورها، أوقفت القيادة الفلسطينية اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأميركية بعد قرار ترامب، في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة.

إلى ذلك، رأت صحيفة صهيونية في إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره نشر خطته للسلام التي يطلق عليها «صفقة القرن» بأنه بمثابة «هدية القرن» لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وقالت صحيفة «الجروزاليم بوست»، أمس، «تلقى نتنياهو هدية القرن يوم الخميس عندما دعاه نائب الرئيس مايك بينس ومعه زعيم حزب «أزرق أبيض» بيني غانتس إلى البيت الأبيض لإجراء محادثات يوم الثلاثاء المقبل حول خطة السلام التي طال انتظارها، والمعروفة باسم «صفقة القرن».

وأضافت «إنها هدية لأسباب عدة، أولاً، من المقرر أن يجري الكنيست يوم الثلاثاء تصويتًا مصيريًا على طلب نتنياهو بالحصانة من المحاكمة بسبب جرائمه المزعومة بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة. هل يتراجع «أزرق أبيض» الآن عن طلب عقد الجلسة بسبب القمة في واشنطن أم أنه سيتمسّك بسلاحه؟».

وتابعت «في كلتا الحالتين، سيكون اهتمام من قبل الشعب بما يحدث في واشنطن وليس على ما يحدث في الكنيست، فهناك، من المتوقع أن يقدّم الرئيس دونالد ترامب وفريق السلام بقيادة صهره جاريد كوشنر تفاصيل الخطة إلى نتنياهو وغانتس ثم يمهّدان الطريق لضم غور الأردن وربما أكثر».

ولفتت إلى «أنّها هدية لأنه على الرغم من دعوة غانتس، إلا أن نائب الرئيس الأميركي بنس أشار إلى أن الدعوة تم توجيهها بناءً على طلب نتنياهو، وبعبارة أخرى، نتنياهو يبدو وكأنه قائد حقيقي، وليس زعيمًا يلعب ألعابًا سياسية صغيرة عندما يتعلق الأمر بمسائل ذات أهمية استراتيجية مثل خطة ترامب للسلام».

وعلى ذلك فقد رأت الصحيفة أن «غانتس في موقف صعب، فمن ناحية، ستكون غريزته هي رفض الدعوة، لماذا يلعب دوراً في لعبة نتنياهو؟ الجميع في السياسة الإسرائيلية، وخاصة في حزب الليكود التابع له، يعرفون أن نتنياهو ليس سياسيًا كريماً».

وقالت «ماذا يمكن أن يحدث في هذه الحالة؟ في 3 مارس/آذار، اليوم التالي للانتخابات. يعرف نتنياهو أن فرص حزبه في الفوز بـ 61 مقعداً في الانتخابات المقبلة ليست عالية، وفرصته الوحيدة لتشكيل ائتلاف هي جعل غانتس يوافق على تشكيل حكومة وحدة».

وأضافت «الأميركيون هم السماسرة. جمعوا مناحيم بيغن وأنور السادات في البيت الأبيض في عام 1979، وجمعوا اسحق رابين وياسر عرفات في عام 1993 والآن، في عام 2020، سيكونون قد جمعوا نتنياهو وغانتس في المكتب البيضاوي».

وختمت الجيروزاليم بوست بالقول «سيقدم ترامب خطة سلام مواتية واتفاق دفاع ومَن يعرف ماذا. كل ما عليك القيام به، كما يقول، هو تشكيل ائتلاف. من سيكون قادرًا على قول لا؟».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى