الوطن

الخارجيّة العراقيّة تستنكر «الاعتداء».. وعبد المهدي يرى استهدافها في بغداد قد يجعل البلاد ساحة حرب العامريّ يرفض استهداف السفارة الأميركيّة: الردّ المناسب إخراج قواتها

 

للمرة الثانية في ظرف أسبوع، تعرّضت السفارة الأميركية في بغداد لهجوم صاروخي، إلا أنه هذه المرة أصابها بصورة مباشرة، مما دفع القيادات العراقية للتأكيد على «رفضها القاطع لهذا العدوان»، وحرصها على «حفظ حرمة» جميع البعثات الدبلوماسية العاملة في البلاد.

وفي السياق، اعتبر رئيس تحالف الفتح هادي العامري أمس، أنّ الاعتداء على السفارة الأميركية بالعراق «هدفه إعاقة رحيل القوات الأجنبيّة».

العامري عبّر في بيان له عن رفضه الاعتداء على مقار السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية بالعراق، مشيراً إلى أنّ «هذه الأعمال التخريبية هدفها خلق الفتنة وإعاقة مشروع السيادة ورحيل القوات الأجنبية التي صوّت عليها مجلس النواب العراقي».

ودعا العامري الحكومة العراقية إلى «العمل الجاد في حماية البعثات الدبلوماسية وكشف المتورطين بها».

في سياق متصل، أكد العامري أنّ أميركا «تستخفّ بالعراق وحكومته والرد المناسب عليها هو إخراج قواتها من البلاد»، مشدداً على أنّها «ارتكبت جريمة كبيرة بكل معنى الكلمة باستهدافها لسيادة العراق في جريمة مطار بغداد».

وأضاف العامري: «أميركا قدمت الدعم والإسناد لداعش وكانت تطلق عليها تسمية ثوار العشائر، ونأت بنفسها عن دعم العراق في التصدّي لداعش حتى أيقنت بأن العراقيين اقتربوا من تحقيق النصر وتحرير المدن».

من جهته شدّد القيادي في حركة «عصائب أهل الحق» جواد الطليباوي، على «عدم وقوف فصائل المقاومة» وراء القصف الصاروخي الذي استهدف السفارة الأميركية.

وكانت خلية الإعلام الأمني في العراق أعلنت مساء أول أمس، سقوط 5 صواريخ كاتيوشا في المنطقة الخضراء من دون وقوع خسائر.

وفي السياق، أعربت وزارة الخارجية العراقية، أمس، «عن رفضها القاطع، واستنكارها للعدوان الذي استهدف سفارة الولايات المتحدة الأميركية بالقصف بقذائف كاتيوشا».

وقالت الوزارة في بيان نشرته في صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»: «في الوقت الذي تشدّد فيه الوزارة على استهجانها لهذا العمل العنفي المُدان قانوناً وعرفاً، تؤكّد أنها حريصة أشدّ الحرص على حفظ حرمة جميع البعثات الدبلوماسية العاملة في العراق؛ وذلك التزاماً ببنود اتفاقية فيينا لتنظيم العلاقات الدبلوماسيّة بين بلدان العالم، وحرصاً على العلاقات الثنائيّة، ورعاية للمصالح المُتبادلة للجميع».

وأضافت في بيانها: «العراق يؤكّد أن مثل هذه الأفعال لن تؤثر في مُستوى العلاقات الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن، التي تشهد ارتقاء على طريق تحقيق تطلعات الشعبين الصديقين، كما أنّ السلطات الأمنيّة المعنيّة قد شرعت في إجراءاتها التحقيقـيّة للكشف عن الجُناة، وتقديمهم إلى العدالة؛ لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات، ممّا قد يجرّ العراق لأن يكون ساحة حرب لأطراف خارجيّة».

ودعت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، السلطات العراقية إلى حماية المنشآت الأميركية في البلاد. وقالت إن المنطقة الخضراء، حيث السفارة الأميركية ببغداد، تعرّضت للقصف.

من جهته، وجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي، سلطات الأمن بـ»ضبط مُنفذي الاعتداء»، معتبراً أنّ «الأعمال المُدانة والخارجة عن القانون، تُضعف الدولة وتمسّ بسيادتها».

وأعلن رئيس الوزراء العراقي، أن استهداف السفارة الأميركية في بغداد قد يحول العراق إلى ساحة حرب.

وفي أول بيان له صدر بعد سقوط قذائف عدة على المنطقة الخضراء في بغداد، مساء الأحد، أصابت إحداها مبنى السفارة الأميركية، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية: «مرة أخرى يتكرر العدوان على بعثة دبلوماسية أجنبية، بسقوط عدد من صواريخ الكاتيوشا داخل حرم السفارة الأميركية.

وأردف: «إننا نستهجن استمرار هذه الأعمال المدانة والخارجة عن القانون والتي تضعف الدولة وتمسّ بسيادتها وبحرمة البعثات الدبلوماسية الموجودة على أرضها».

وأضاف عبد المهدي أنه أمر القوات الأمنية «بالانتشار والبحث والتحري لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات، واعتقال من أطلق هذه الصواريخ لينال جزاءه أمام القضاء».

وتابع عبد المهدي أن «استمرار هذا التصرّف الانفرادي اللامسؤول والذي يحمل البلاد كلها تبعاته وتداعياته الخطيرة يؤدي إلى الإضرار بالمصالح العليا للبلد وعلاقاته بأصدقائه، مما قد يجر العراق ليكون ساحة حرب، خصوصاً في وقت بدأت فيه الحكومة بإجراءات تنفيذ قرار مجلس النواب بانسحاب القوات الأجنبية من البلاد».

وفي ختام البيان، أكد رئيس الوزراء التزام الحكومة العراقية «بحماية جميع البعثات الدبلوماسية واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك وفق القانون»، داعياً كل القوى المسؤولة في البلاد إلى «الوقوف مع الحكومة لتنفيذ التزامات العراق والاضطلاع بدور كل منها لإيقاف مثل هذه الأعمال وكشف فاعليها وتحميلهم مسؤولية السير بالبلاد إلى ما لا يحمد عقباه».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى