أخيرة

شرق صنعاء: انسحابات تكتيكية أم هزائم استراتيجية؟

} شوقي عواضة*

جمر تحت الرماد تلك هي نهم التي احتلتها قوات هادي بدعم من السعودية عام 2016 بعد عام من المواجهات مع الجيش اليمني وأنصار الله لتستمرّ المعركة حتى تحريرها. وبالرغم من مساحتها الشاسعة التي تضمّ سلسلة من الجبال الوعرة والتضاريس الصعبة، لم تشكل تلك الجغرافيا القاسية حائلاً دون تحريرها على أيدي الجيش واللجان الشعبية الذين سيطروا عليها خلال أيام معدودة، ومع أهميتها الاستراتيجية فهي تبعد عن صنعاء حوالي 50 كيلو متر شرقا وتتواجد فيها كلّ المؤسسات العسكرية والإدارية للانقلابي هادي ومرتزقته ومؤسّساته العسكرية والإدارية إضافة إلى امتدادها الجغرافي المرتبط بمحافظات يسيطر عليها أيضاً كمحافظة الجوف أكبر محافظات الشمال (3950 كيلومتر) والتي تحدّها من الشمال الشرقي المملكة السعودية كما أنها تمتدّ جغرافيا إلى محافظة مأرب الغنية بالنفط والتي يتخذ منها الانقلابي هادي المقرّ الرئيسي لما يسمّى (وزارة الدفاع ورئاسة أركان مرتزقته) وغرفة عمليات لتحالف العدوان وبالتالي فإنها تشكل الخاصرة الأكثر خطراً على صنعاء وفيها عقدت عدة اجتماعات عسكرية سبقت عملية اشتعال الجبهة كان آخرها اجتماع ضمّ كبار الضباط المرتزقين ومنهم ما يسمّى (بالمرتزق وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي) (والمرتزق المفتش العام للقوات المسلحة اللواء الركن عادل القميري) ليعلنوا بعد الاجتماع أنّ قرار تحرير العاصمة صنعاء قد اتخذ ولا رجعة عنه مهما كان الثمن مضيفاً أنّ العمليات العسكرية ستستمرّ لمواجهة جماعة (الحوثي) أنصار الله على جميع جبهات اليمن مشدّدين على الاستعداد والجهوزية القتالية القصوى في جميع الوحدات العسكرية لحسم المعركة لصالحهم أمر أكده ما يسمّى بقائد العمليات المشتركة بوزارة الدفاع الانقلابية التابعة لهادي (اللواء المرتزق صغير بن عزيز) الذي أكد على حسم المعركة بالانتصار على أنصار الله.

ومع انطلاق عملية المواجهات شرق صنعاء وخلال ساعات شنّ الجيش اليمني وانصار الله هجوماً على نهم وبدأوا بالتقدّم وهو أمر أرعب مرتزقة هادي ومعسكر التحالف السعودي العدواني وشكل لهم صدمة كبيرة لتتوالى الانهيارات أمام عزم الرجال من خلال تقدّم الجيش واللجان الشعبية في عملية نوعية لا تقلّ أهمية عن عملية نجران أثبت فيها المقاومون اليمنيون أنهم معجزة العصر العسكرية بعد سيطرتهم على آلاف الكيلومترات شرق العاصمة صنعاء وصولاً للسيطرة على جبهة نهم محققين تقدّماً بارزاً خلال أيام فقط. حقق اليمنيون إنجازهم بالتزامن مع شنّ سلسلة من الهجمات على عدة مواقع لأنصار هادي وقواته على عدد من مديريات محافظة الجوف القريبة من محافظتي صنعاء ومأرب. وعلى الرغم من الهزائم المتتالية التي مُني بها الانقلابي عبد ربه منصور هادي ومرتزقته أعلنت وزارة دفاعه أنها ستشنّ حرباً ضروساً في الجوف حتى يتمّ تحرير صنعاء. تهديد كسابق تهديداته الجوفاء كان الردّ عليه من خلال إحكام قبضة الجيش اليمني واللجان الشعبية على مديرية مجزر ثاني مديرية والتي تقارب مساحتها مساحة لبنان وتتبع لمحافظة مأرب، مسجلة تقدّماً نحو مديرية صرواح غربي المدينة إضافة إلى سيطرتهم على مديرية المتون والتقدّم باتجاه مركز المحافظة في مديرية حزم الجوف. وبعد فشل قوات هادي الانقلابية بكلّ تقنيّتها وسلاحها في تحقيق أيّ تقدّم أو إنجاز سجل الشرفاء من أبناء اليمن انتصارات كبيرة بفترة زمنية وجيزة رغم عدم تكافؤ القوى المتواجهة عسكرياً، وفي ظلّ ارتفاع وتيرة المواجهات وتسارعها وامتدادها إلى أودية نهم وصحراء الجوف فإنّ حسم المعركة بات قريباً، ووما المؤتمر الصحافي للمتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع الذي أعلن حجم العمليات وتفاصيلها واتحفنا بخسائر التحالف العدواني من آلاف القتلى والأسرى والجرحى عدا عن الغنائم من آليات وأسلحة، سوى إعلان عن الانتقال الى مرحلة جديدة من المواجهة مع حلف العدوان وخلق موازنة جديدة تقول انّ انتصارات العصر ستتوالى وستتهاوى كلّ ممالك الظلم وإماراتها بعزم رجال الله في اليمن، وستمهّد لانتصارات أكبر على مستوى محور المقاومة.

*كاتب وإعلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى