حديث الجمعة

كغيمةٍ هاربةٍ

تغيب معك الأشياء تماماً

كما تأتي..

تختفي، تشتعل، تحترق

وتتكاثف عالياً في الهواء..

لو لم تكن تلك الأصابع وجعي..

وبعضٌ منها لا يزال يهوي

كل مساءٍ على خاصرتي..

تعبث بأجزائي المبعثرة

وبخصلات الموج الممتدة

على سماءٍ لن تحملك إلي..

ولأننا التقينا بلا جسد

على نجمٍ ما هناك جلسنا

وتدلت أرجلنا كطفلين بائسين

نحصي ما تبقى في هذا الكون من نجوم

كانت تسقط على صدري

كلما قال بعينيه أحبك!!

وتتجمع على راحتيّ

بخوراً للآلهة قبل أن تصبّ غضبها علينا

نحن التائهين عن مسارات الزمن..

متعبان كوطن!!

لم أتيك بالكثير..

حملت لك نصف قلبٍ لم أملك سواه

والكثير الكثير من الشعر الذي

علقٍ على خصلات شعري ذات شتاء..

فردتها لك!!

كما تفرد شجرةٌ عاريةٌ أذرعها

لفصل الموت مبتسمة

بعدما قلب على رأسها كل أوراقها..

كم سيطول موتنا سيدي؟؟

وكم من الخيبات ستحصي أشباح الليل..

وكم وكم من ليلٍ لن يمضي..

قلمتُ بحرصٍ أظافر الأرق

قبل أن تحفر عميقاً على مسامات جلدي

وذوبت كلماتك بكأس نبيذي

وارتشفتها رشفةً رشفة

جرحاً جرحا..

تعلو الموسيقى هناك..

وتضحك أديث بياف وهي

تنثر أوراق الخريف على رئتي

فتختنق بالكلمات النافذة..

وذاك الوطن لا يزال يسبح على جثتي

على بقايا امرأةٍ كانت يوماً أنا

كانت تتقن قبل اليوم كيف تسور روحها

وتهرب قبل أن ينهمر من ذاك البعيد

صوتك!

ريم بندك

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى