الوطن

قتلى وجرحى إثر رصاص حيّ يستهدف المتظاهرين.. رسالة إلى مجلس الأمن عقب أحداث النجف.. وعلاويّ يهدّد بالاستقالة

وجّه رئيس «ائتلاف الوطنية» إياد علاوي، أمس، رسالة إلى مجلس الأمن لـ»محاسبة المتورّطين بسفك دماء الأبرياء في العراق».

ونشر علاوي تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، قال فيها: «أرسلت رسالة للسيد أنطونيو غوتيريس، وإلى جامعة الدول العربية، والسادة وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى منظمة المؤتمر الإسلامي لبيان حقيقة ما يجري في العراق وضرورة محاسبة المتورطين بسفك دماء المتظاهرين الأبرياء وتقديمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية».

وكان قد أشار علاوي إلى أن «إحراق الخيام إرهاب متجذر في ثقافة بعض العصابات الخارجة عن القانون، واستمرار اعتداءاتها على المتظاهرين السلميين يعكس إرادةً خبيثةً للقمع»، مضيفاً: «صمت الحكومة وأجهزتها الأمنية عما يجري بحق المتظاهرين، وعدم تحركها لإيقافه يؤكد ضلوعها أو تواطؤها وموافقتها ولن يعفيها من المساءلة القانونية».

بدوره، هدّد رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة العراقية الانتقالية، محمد توفيق علاوي، أمس، بـ»الاستقالة» من مهمته في حال استمرت أعمال العنف ضد المحتجين.

وقال في كلمة تلفزيونية، إن «ما يمر به بلدنا من ظروف صعبة، ومحنة تلد مشاكل إضافية، تستدعي منا المكاشفة والوضوح، والتآزر واستدعاء كل جهد ممكن، لأجل السير باتجاه صحيح، وإن ما حدث من أوضاع مؤسفة ومؤلمة في اليومين الأخيرين، مؤشر خطير على ما يحدث، وما يمكن أن يحدث، من سقوط شهداء وجرحى في كل ساحات الاحتجاج».

وأضاف أن «هذا الوضع ليس مقبولاً بالمرة، وأن من في الساحات هم أبناؤنا السلميون، الذين يستحقون كل تقدير واحترام، وواجبنا خدمتهم وسماع صوتهم، لا أن يتعرضوا للقمع والتضييق».

وأكد أن «هذه الممارسات تضعنا في زاوية حرجة، لا يمكن حينها الاستمرار بالمهمة الموكلة إلينا مع استمرار ما يتعرض له الشباب، فلم نأت لهذه المهمة الوطنية إلا من أجل بناء ما تهدّم، وليس من الأخلاقي القبول بتصدر المشهد، وتسلم المهمة، بينما يتعرض أبناؤنا لما نعرفه من ممارسات تدمي القلب والضمير».

وأشار المكلف بتشكيل الحكومة إلى أن «احترام الرأي والرأي الآخر هو أهم ما يجب أن نسعى إليه في هذه الفترة».

وشدّد في كلمته على أنّ «أولوية الحكومة المقبلة، وتحت البند الأول، هي إجراء تحقيقات جدية بشأن الخروقات التي تعرض لها أبناؤنا، من المتظاهرين والقوات الأمنية، ومحاسبة كل من يقف وراءها، كائناً من كان، ولأي جهة انتسب. فالدم العراقي خطنا الأحمر الوحيد، الذي لا كرامة لنا ولا احترام إن تم سفكه أمام أعيننا».

وأكد أنهم «مكلفون ولا يمتلكون الصلاحيات بسبب عدم اكتمال إجراءات تشكيل الحكومة»، مشدداً على أنّ «كل ما يهم الآن هو العمل من أجل عدم انزلاق الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، والمضي قدماً بالترتيبات لأهم مطالب ساحات الاحتجاج، وهي تحديد موعد للانتخابات المبكرة».

وفي السياق، قال الأمين العام لعصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، إن «من غير المقبول عدم قيام الأجهزة الأمنية العراقية بواجباتها في السيطرة على الانفلات الأمني وأعمال التخريب».

وفي تغريدة له على «تويتر»، قال الخزعلي، «ما زال إيماننا بأن الحل هو بحصر السلاح بيد الدولة، لكن عدم تحمّل القوى الأمنيّة لمسؤولياتها يُنذر بعواقب وخيمة»، معتبراً أن «حل هذه المشكلة قد يكون بإظهار المطلب الشعبي الداعم لحماية المتظاهرين من قبل القوى الأمنية».

على صعيد التظاهرات، قتل متظاهر، وأصيب آخرون، في محافظة كربلاء، أمس، إثر هجوم بالرصاص الحي على يد مسلحين استهدفوا ساحة الاعتصام.

ووقع هجوم مماثل استهدف المتظاهرين في النجف، وسط العراق، مساء أول أمس، أسفر عن مقتل 8 محتجين، من بينهم لاعب في المنتخب الوطني في الفنون القتالية «الكاراتيه»، خليل الغرابي، وإصابة العشرات بجروح إثر الرصاص الحي.

وتوافد عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى ساحة الصدرين، في النجف، وسط العراق، جنوبي العاصمة بغداد، لمواصلة الاحتجاجات بعد قمعها بالرصاص الحي مساء أول أمس.

كما خرجت مسيرات حاشدة تضم الآلاف من الشباب، والفتيات، من طلبة الجامعات، والمعاهد، في محافظات الوسط، والجنوب، ومنها في البصرة، والعاصمة بغداد، مؤيدة لمحتجين في النجف، وتنديداً بقمع التظاهرات، وقتل المتظاهرين بالرصاص الحي.

وتناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لأصحاب «القبعات الزرقاء»، وهم يحملون العصي الكبيرة، ومن بينهم من قام بإشهار سلاح أبيض، بعد سيطرتهم التامة على مبنى المطعم التركي.

وسرعان ما أطلق الناشطون، والمتظاهرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملات رفض واستنكار ضد تحوّل أصحاب «القبعات الزرقاء» من حامين إلى قامعين بالعصي، والتعذيب، بعد تمرير مرشح التسوية، محمد توفيق علاوي، لرئاسة الحكومة الذي كلف أول أمس من قبل رئيس الجمهورية، برهم صالح، وسط رفض شعبي واسع في عموم محافظات الوسط، والجنوب، وساحة التحرير حيث خرجت مسيرات احتجاج حاشدة ترفض علاوي.

ورفض المتظاهرون، في بغداد والبصرة والنجف وذي قار، القرار القاضي بـ»تكليف، محمد توفيق علاوي بمهام رئاسة الوزراء»، حيث ردّد البعض عبارة «مرفوض محمد علاوي».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى