ثقافة وفنون

اللقاء الأجمل ونور الطفولة الأسمى

}منال محمد يوسف

إنّ الحديث عن الثقافة وثقافة الطفولة بشكل خاص يعني الحديث عن «وعد المستقبل» وإشراقة الحلم فيه أي تلك الأيام وحكاية وجهها المشرق، وكينونة حلمها الواعد المزدهي.

يعني الحديث عن مرتكز الأيام المقبلة، الأطفال هم ذاكرة الوجع في أزمنة الحروب وصورة جميلة تم تشويهها وتمزيق ألوانها. هم ملائكة الله على الأرض ولا يجوز طردهم خارج أسوار الحياة ولا يجوز ظلمهم، وهنا نقصد «حقوق الطفل المشروعة التي تنصُّ عليها قوانين منظمة الطفولة الدولية». وهذا كلّه يجعلنا نعود ونسألُ أين ثقافة حقوق الطفل في ظلّ الأزمات والحروب؟ لماذا يُتخذ الأطفال وكأنهم سلاح في هذه الحرب أو تلك؟ متى تتبلور ثقافة مجتمعية تحمي الطفل وتحمي كينونته الإنسانية العظيمة في زمن تذهب به القيم والمعايير الإنسانية أدراج الريح، ولا يُسمَع فيه الصوت القدسيّ لصرخة الطفولة  المُعذّبة، الطفولة المُشرّدة التي تقتاتُ على خبز الوجع والحرمان، في حين نرى التجاهل التام لسياسة الاستثمار الفعلي لهذه الطاقة الإنسانية العظمى «الطاقة الطفولية المُثلى» وإذ نسأل اليوم ماذا حلَّ بها؟ أين هي القوانين الناظمة المنظمة لحماية الطفل وحقوقه؟ وكيف تُّمزّق كل الدساتير الإنسانية أمام صرخة الطفولة المُعذبة أمام أنين أوجاعهم؟ كيف  تُضبط قوانين خاصة تخصُّ الطفولة وتضمن لها منظومة الحقوق وتلخّص منظومتها وأنظمتها الواردة وتشمل مختلف المجالات المتعلّقة بها.

هذه المجالات التي تخصُّ الروحانية الطفولية وتبحث عن الأسس الناظمة والمناسبة لها ترتقي بثقافة الطفل وشموليّة منهجها، وترتقي بمفهومها المنهجي والتعليمي والثقافي.

وعن تقويمات النهوض بها أي «النهوض بالواقع الطفولي وترميم مرآتها» أي مرآة الذات المجتمعية الصغرى والكبرى على حدٍّ سواء.

من هنا قد نعرّج قليلاً على منهج الشيء الإنساني الطفوليّ الذي يُوضع بين قابيّ التعجّب من صرخة الطفولة ويتم حالها صرخة ذاك الطفل الذي يختصر كلّ  النداءات المُعذبة إذ يقول:

«إنني أكره الحروب

وأريدُ أن يُنشَرَ عطر السلام على كلّ الدروب

أريدُ أن يُشفى جرح الطفولة وكلّ الجروح».

وانطلاقاً من أهمية هذه «الصرخة الطفولية المُعذبة»، كان هناك العديد من التعاون الروسيّ السوريّ في هذا الإطار وخصوصاً من قبل مفوضة حقوق الأطفال في روسيا والعمل على تشكيل الإطار الطفولي ومواجهة صعوبة الحروب وتقديم الشيء العلاجي والتعليمي وحتى الثقافي.

نقصد بالثقافي الطفولي الذي يبتغي الارتقاء به وقد تم التعاون لإنقاذ الطفولة ودرء مخاطر الحروب النفسية والصحية والتعليمية وتطوير الأفكار العامة حول سلامة الطفل وأمنه العالمي وسلامة الرؤى والمناهج المحورية التي تساند الطفل والطفولة بشكل عام. هذه الأفكار تسانده حتى ولو تعرّض لشيء قد يُسمّى «اغتصاب الذات أو المرحلة الطفوليّة ما» وهذا بحدّ ذاته يُشكل خطراً فادحاً مثلما لاحظنا في الآونة الأخيرة.

 ونرى أنه ثمة الكثير من الأطفال قد تمّ تجنيدهم بصورة بشعة لا تليق بصورة الطفولة الحقيقية، في هذا المضمار بالذات تحقّق الكثير من التعاون بين الجانبين الروسي والسوري وقد تجسّدَ هذا التعاون الأمثل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أتون البراكين الملتهبة، وتتوّج هذا التعاون بلقاء جمع السيدة أسماء الأسد مع مفوضة حقوق الأطفال في روسيا الدكتورة آنا يورفنا كوزنيتسوفا المكلّفة لدى إدارة الرئيس بوتين بشؤون حقوق الطفل.

كما تبلور هذا التعاون في إطار خدمة الطفل والطفولة وثقافتهما العظيمة وخلق عوالم تسودها المحبة كي تكتمل الصورة الإنسانية الخلّاقة للمجتمع في أي بقعة جغرافية من العالم أو في العالم كله كوحدة جغرافية مزّقتها الحدود المصطنعة ولكن جمعتها الإنسانية التي حبانا الله بها وميّزنا عن كلّ خلقه لا بد هنا من التكاتف والتعاضد في كل مكان. ويقع على الجميع دعم مثل هذه المبادرات الإنسانية الخلاقة التي تقوم بها روسيا بشخص السيدة آنا كوزنيتسوفا لدعم مشاريع الإنماء الإنساني والانتعاش الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى