أخيرة

أنتِ الرّوح فلسطين

 

 حنان سلامة

كيف تشربون الشّرف، وسماؤكم لا تمطر عزّاً، وأرضكم قحلاء تفتقر الى الشّرفِ

كيف تدركون الشّهامةَ، ونفوسكم دنيئة، وعقولكم لا تحسن التّصويب على الهدف

سجّل اللّه وصمة عارٍ على جبين الزّمن يوم وُجدت على الأرض أمّة الأعراب. أيّ قوم أنتمأيّ مخدّرٍ تنشّقتموه ليصيبكم الشّلل والتّخاذل.

سكونٌ مميت، فلا الظّلم يحرّك فيكم دماً، ولا التّسلّط يثير بكم رجولة.

قرونٌ وعقود، نراهن خلالها أن تستفيقوا من سباتكم، وكأنّنا ننتظر صحوة الموت، أو ننتظر بعث الحياة في الحجر.

مؤمنون نحن بانتصار قضيّتنا رغم كفركم.

إذا ما تحدّثنا عن الأعراب، نجد أنفسنا أمام مسلسلٍ من العجائب. فليحتفظ المرء بما تبقّى لديه من الكرامة ليصون حرّيته، حيث ينبغي أن يكون مفهوم الحرّية مفهوماً عريضاً يمتدّ ليشمل مجالاتٍ عديدة، يوصلنا الى تذوّق أكبر انتصار في زمننا، ألا وهو دحر العدوّ الصّهيونيّ عن كامل أراضي الأمّة، دون أن يغيب عن بالنا أنّ الطّريق الموصل إلى النّصر تشوبه المصاعب والفخوخ الخطيرة. فإذا أردنا النّصر لا بدّ أن نغيّر طريقة تفكيرنا، فنناضل ولا نتنازل.

في المجال التّنظيميّ، لا تزال القيادة ودعم تطوير القدرات العسكريّة والثّقافيّة يتطلّبان تدريباً وإعداداً أشمل، فالحالة الأمنيّة لا تزال هشّة تفتقر إلى تدابير عديدة، ونحن لا نزال نفتقر إلى التّعاون المؤدّي إلى الهدف المرتقب، أيّ زوال الاستعمار وإخضاع العدوّ وإسقاط الامبرياليّة. مَن منّا لا يدرك تماماً أنّ الحرّيّة المطلقة لم تُنجز بعد، وأنّ مخلّفات الاستعمار لا تزال مرئيّة على الأرض وفي فكر البعض ممّن تخاذلوا وتعاونوا مع المحتلّ.

اليوم، نستنكر بشدّة ظاهرة التّطبيع، والعمليّة التّدريجيّة نحو تهيئة مناخ التّعاون مع الكيان الغاصب تلبيةً لرغبة أميركا. وبطبيعة الحال، فإنّ التّحدّيات من قِبل المقاومين وأصحاب النّفوس الأبيّة لن تسمح للسّلطات بمتابعة جهود المصالحة بحجّة إحلال السّلام وتسوية العديد من القضايا المعاصرة، لا سيّما القضيّة الفلسطينيّة.

كيف يحلّ السّلام وأصل النّزاع مع «إسرائيل» محوره القضيّة؟ ونضالنا ضدّ الاحتلال هو حقّ لا يختلف عليه كلّ من ينشد السّلام.

 ونحن، من موقع مسؤوليّتنا نحو شعبنا الفلسطينيّ، ومن منطلق إيماننا الرّاسخ بأنّ المواجهة هي أوثق طريق نحو استرجاع أرضنا، وأنّ عداءنا لـ «إسرائيل» لا يحلّ بالوسائل السّلميّة بل بالمقاومة الّتي تؤدّي إلى تحقيق مرادنا تحقيقاً كاملاً، فنحن ندعو الجميع إلى اتّخاذ خطوة مهمّة لمواصلة القيام بدور إيجابيّ لنصرة فلسطين، فالسّلام في العالم لا يتحقّق بسلب أرضٍ من شعبها. لذا، نحن كما اعتدنا دوماً، سندين ونواجه التّسلّط والإرهاب، وسنكون بالمرصاد أمام الاستعمار بذات القوّة الّتي ندافع بها عن السّلام.

 

عقدوا الاجتماعات لأجل الصّفقات

وشدّوا قيد معصمك الحزين

يا «صفقة القرن» ما أنت بعابرة

وسلاح الرّفض في وجه موافقٍ لعين

قد اشترينا قدسك يا فلسطين بأرواحنا

ولن نبيع لأجلك الأرواح

فأنت الرّوح فلسطين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى