الوطن

نيبينزيا يؤكّد أن محاولات إجبار دمشق على مفاوضة الإرهابيّين في إدلب لن تنجح.. وبيدرسون قلق من تدهور الأوضاع هناك لافروف: إجراءات الجيش السوريّ وروسيا ردّ طبيعيّ لإبعاد الإرهابيّين.. ودمشق تتّهم بعض أعضاء مجلس الأمن باستغلاله لعرقلة حماية السوريّين

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا في إدلب السورية تدعم الجيش السوري، الذي يردّ على الاستفزازات فقط.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقب لقائه مع نظيره الأردني وزير الخارجية أيمن الصفدي: «لم يتم بعد، إنشاء خط منزوع السلاح على طول محيط منطقة إدلب، علاوة على ذلك، يستمر القصف من منطقة خفض التصعيد على مواقع الجيش السوري، والأهداف المدنية وهناك محاولات مهاجمة قاعدتنا في حميميم».

وأشار إلى أن هذه الأعمال التي تقوم بها القوات المسلحة السورية هي «استجابة لانتهاك صارخ لاتفاقات إدلب». وأضاف: «نحن على استعداد للعمل مع تركيا، على أعلى مستوى»، مؤكداً على عدم وجود تحضيرات للقاء بوتين وأردوغان.

وفي السياق نفسه، أكد لافروف أن القوات السورية تضغط على المقاتلين والإرهابيين ليس على أراضٍ أجنبية، بل على الأراضي السورية لاستعادة السيطرة عليها.

من جهة أخرى، أكد لافروف دعم موسكو للمبادرة الأردنية بتنفيذ بعض المشاريع الخاصة بإعادة إعمار جنوب سورية، مثمناً ثمار التعاون الروسي الأردني في إعادة اللاجئين السوريين.

وقال لافروف، إن المركز الروسي الأردني المشترك، الذي تمّ تشكيله قبل سنوات عدة في عمان بهدف تسهيل عودة اللاجئين السوريين، قد حقق إنجازات ملموسة، ولو لم تكن كبيرة، في هذا المجال، وحثّ الأطراف الدولية على تقديم الدعم لهذه الجهود الإنسانية بعيداً عن الاعتبارات السياسية وغيرها.

من جانبه، أكد الصفدي أن الشعب السوري يستحق العيش بكرامة ولا بد من إنهاء الكارثة السورية والتوصل إلى حل سياسي يحفظ وحدة سورية وتماسكها، ويعيد الأمن والاستقرار وينهي الإرهاب والإرهابيين، حتى تستعيد سورية مكانتها وتتهيأ الظروف التي تسمح بالعودة الطواعية لللاجئين.

ولفت الصفدي إلى ضرورة وجود دور عربي جماعي فاعل لحل الأزمة السورية.

وفي ما يتعلق بمصير مخيم الركبان للنازحين السوريين قرب الحدود الأردنية، قال الصفدي إن الأردن في الماضي قدّم مساعدات إنسانية مطلوبة لسكان المخيم، لكن الآن الوضع في سورية تغيّر، وليس الركبان مسؤولية أردنية، بل مسؤولية الحكومة السورية والمجتمع الدولي.

من جانبه، قال لافروف إن روسيا بذلت جهوداً كبيرة لمساعدة السوريين في الركبان، لكن المسلحين هناك منعوا وصول المساعدات. وأضاف أن واشنطن التي تدعم المسلحين، تستغل قضية مخيم الركبان ذريعة للإبقاء على وجودها العسكري في سورية.

وفي سياق متصل، اعتبر القائم بأعمال رئيس الوفد السوري الدائم لدى الأمم المتحدة لؤي فلوح خلال اجتماع لمجلس الأمن، أن بعض أعضاء المجلس يستغلونه في عرقلة إجراءات دمشق لحماية السوريين من الإرهابيين.

وأضاف فلوح أن «نظام (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان الخارج عن الشرعية الدولية، يواصل بدعم دول غربية اعتداءاته على الأراضي السورية في محاولة لإنقاذ أدواته من المجموعات الإرهابية»، مشدداً على أن سورية تحارب الإرهاب على أرضها وستواصل ذلك حتى تحرير كل شبر منها.

وقال فلوح إن بعض أعضاء المجلس يستغلونه للترويج لمزاعم لا أساس لها ولعرقلة إجراءات الدولة السورية في حماية مواطنيها من ممارسات الإرهابيين، مشيراً إلى أن هناك «دولاً غربية صعدت إجراءاتها العدائية ضد سورية لإطالة أمد الأزمة فيها وتعطيل جهود الدولة لمكافحة الإرهاب».

ولفت فلوح إلى أن تفاهمات أستانا وسوتشي لا تسمح للتنظيمات الإرهابية بجعل إدلب وما حولها معقلاً لها أو مواصلة اتخاذ المدنيين فيها دروعاً بشرية، مؤكداً أن «النظام التركي يواصل دعم التنظيمات الإرهابية في إدلب وأدخل مؤخراً كميات كبيرة جداً من الأسلحة والذخائر لها واستهدف المناطق المأهولة ونقاطاً عسكرية» هناك.

وأشار فلوح إلى أن التوصل إلى حل للأزمة في سورية يستلزم القضاء على الإرهاب ووضع حد لممارسات الدول الداعمة له ووقف تدخلاتها السافرة واعتداءاتها.

وفي السياق، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أمس، أن بلاده ستواصل دعم الحكومة الشرعية في سورية في حربها ضد الإرهاب.

وقال نيبينزيا خلال جلسة مجلس الأمن الدولي: «لن نتوقف عن مساندة الحكومة الشرعية في سورية، التي تخوض حرباً ضد الإرهاب الدولي».

وأضاف نيبينزيا: «سنواصل من جانبنا الجهود لتطبيع الوضع في سورية. نعتبر أنه من المهم إقامة روابط تاريخية بين مختلف الجماعات العرقيّة في سورية، الذين عانوا من أضرار جسيمة أثناء محاولات تمزيق البلاد».

وأشار نيبينزيا إلى أن التهديد الإرهابي عاد إلى الظهور في شرق سورية، والذي يخضع لسيطرة «قوات سورية الديمقراطية، بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها. وقال «يجب التوقف عن حماية المسلحين. إن توفير الغطاء السياسي للإرهابيين وتصويرهم على أنهم ثوار، وإجبار الحكومة السورية على التفاوض معهم لن يُجدي».

وأشار نيبينزيا إلى أن التسوية السياسية في سورية غير ممكنة إلا بجهود السوريين أنفسهم «بالطبع، نودّ جميعًا رؤية تقدم على المسار السياسي، ولكن الضغط أو إعطاء حلول جاهزة يعني انتهاك المبدأ الذي اتفقنا عليه جميعًا. يجب أن يقرّر الشعب السوري مصيره.

من جهته، أعرب المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، عن قلق المنظمة مما وصفه بتدهور الأوضاع في شمال غربي سورية بالتزامن مع عمليات الجيش السوري التي تستهدف الفصائل المسلحة، وما شهدته المنطقة من صدامات للجيش مع القوات التركية.

وقال بيدرسون، في جلسة لمجلس الأمن الدولي: «نشعر ببالغ القلق حيال التدهور السريع في شمال غربي سورية ومعاناة المدنيين»، مضيفاً: «يؤسفني تبليغ المجلس أن الأعمال العدائية والغارات المكثفة من الأرض والجو ستستمرّ».

وأكد أن «العمليات العسكرية من جانب جميع الأطراف، بما في ذلك العمليات التي تستهدف، أو تقوم بها، الجماعات الإرهابية، عليها احترام القانون الإنساني الدولي».

وأضاف أن «تركيا وروسيا، بصفتهما راعيتي خفض التصعيد في إدلب، عليهما الاضطلاع بدور أساسي لخفض التصعيد في الحالة الحالية»، موضحاً «أشدّد على ذلك في اتصالات رفيعة المستوى مع مسؤولين كبار في روسيا وإيران وتركيا».

وعن نتائج العمليات العسكرية، أشار بيدرسون إلى أن «قوات الحكومة السورية وحلفاءها استعادوا السيطرة على مجمل الجانب الشرقي للطريق السريع «إم 5» والكثير من الأراضي غرب هذا الطريق».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى