حديث الجمعة

«عشق الصباح»

 تراتيل على شرفات البحر

تنكفئ العاصفة وتختبئ النجوم خلف الغيم.. هدأ موج البحر على كتف صخور الشاطئ.. وأنا أتكوكن في محراب حزني أنسج من الصبر قمصان حكاياتي بهالليالي الباردات، تأخذني القراءات والكتب من حالي.. محاولاً كسر طوق كلّ هذا الضيق الذي يحاصر ذاكرتي.. ولكأن هذا الغيم الماطر يجثم على صدري؟ رجعت أجرجر خيبتي لأوراقي، تناولت القلم، اشعلت لفافة تبغ، كنت اريد متابعة كتابة حكاية عشق من شاطئ الحكايات التي تسكنني منذ تركت طفولتي في قريتي معان وانطلقت إلى زحام المدن والحياة.. لكني لم استطع كتابة ولا كلمة.. يُقلقني هدوء البيت في الليل! حيث لا شيء إلا الصمت.. إلا الصمت وأنا.. بعد لحظات، سمعت نقرات قطرات المطر تدق على زجاج النافذة. وجهك الذي جاء.. يا إلهي: كيف يكون.. أم هو الخيال يأخذني إليكِ.. ارتبكت ارتعشت أصابعي على القلم.. اندلقت ركوة القهوة على أوراقي المبعثرة فوق الطاولة.. وفقت حائراً ما الذي جاء.. وماذا حصل.. تذكرت شجرة السفرجل.. أشعلت لفافة تبغ من جديد وتركت الطاولة والقلم والورق.. وقفت في الشرفة أرقب كيف ينهمر المطر في الحاكورة على شجرة السفرجل بعد ان خلع الخريف قميصها الاخضر.. هي حالها كحالي، وأنا هنا خلف النافذة في هذه الليلة الباردة أفتش عن الدفء وانتظر عودة الأحبة يا بحر..؟!.    

حسن إبراهيم الناصر

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى