الوطن

926 شكوى ضد التحالف الدوليّ لارتكابه جرائم حرب في العراق.. وصالح يبحث مع فريق تحقيق أمميّ تأسيس محكمة دوليّة خاصة لمحاكمة عناصر «داعش» بغداد: التحقيق في اغتيال سليمانيّ والمهندس وصل إلى نتائج كبيرة

أعلن مسؤول برلماني عراقي أن اللجنة الوزارية المكلفة بالتحقيق في اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس «الحشد الشعبي» العراقي أبو مهدي المهندس وصلت إلى «نتائج كبيرة».

وقال العضو في لجنة الأمن والدفاع لدى مجلس النواب العراقي، كريم المحمداوي، أمس، حسب ما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للأنباء «نينا»، إن اللجنة المكلفة بالتحقيق بمشاركة جميع صنوف القوات الأمنية، «في طور إكمال» تلك النتائج الكبيرة للكشف عنها.

وأكد المسؤول أن الحكومة العراقية لم تكشف بعد أي نتائج تمّ التوصل إليها ضمن تحقيق مجلس النواب أو لجنة الأمن والدفاع.

واغتيل سليماني، قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، والمهندس وعدد من مرافقيهم بغارة أميركية على طريق مطار بغداد الدولي فجر الثالث من يناير الماضي، ما أدّى إلى تصعيد حادّ في التوتر، ودفع مجلس النواب إلى تفويض الحكومة بإنهاء التمركز العسكري الأميركي في العراق.

وفي هذا السياق، مسؤول بارز في الحرس الثوري الإيراني إن الضربات التي شنّتها طهران في يناير الماضي على قاعدة عين الأسد التي تتمركز فيها قوات أميركيّة في العراق أسفرت عن سقوط 120 قتيلاً.

وشدّد كبير مستشاري قائد القوة الجوفضائيّة في الحرس الثوري، العميد علي بلالي، أثناء مراسم أقيمت الأربعاء في مدينة تربت حيدرية في محافظة خراسان الرضوية، على أن اغتيال الولايات المتحدة لقائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، في العراق أوائل يناير كان «خطأ كبيراً».

ونفت الولايات المتحدة في البداية وقوع أية إصابات في صفوف عسكرييها جراء الضربات الإيرانيّة على مواقعها في العراق، لكن البنتاغون اعترف لاحقاً بأن أكثر من مئة جندي تعرّضوا لإصابات دماغية جراء القصف.

وليس بعيداً عن هذا السياق، ولأول مرة بعد سنوات من انتهاء معارك تحرير المدن العراقية من سطوة «داعش» الإرهابي، كشفت الحكومة أعداد الشكاوى الواصلة لها من ذوي الضحايا المدنيين الذين قتلوا وجرحوا إثر ضربات كان ينفذها طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.

تلقت الحكومة العراقية، من خلال جهاتها المعنية، شكاوى من مئات المدنيين، ضد التحالف الدولي، لتسببه بمقتل المئات من المواطنيين، وإصابة آخرين، بالإضافة إلى تدمير بيوتهم.

كشف عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، علي البياتي، أمس، عن حصيلة شكاوى مسجلة لدى الحكومة الاتحادية، ضد التحالف الدولي ضد الإرهاب، من ذوي ضحايا تمّ استهدافهم في قصف للتحالف خلال العمليات العسكرية للقضاء على «داعش» الإرهابي.

وأوضح البياتي، أن 926 شكوى من ذوي الضحايا مسجلة لدى الحكومة العراقية، من محافظات: نينوى، وكركوك، والأنبار، شمال وغربي البلاد، مبيناً أن نصف العدد المذكور هم قتلى، والآخر إصابات مختلفة.

وشدّد البياتي، مطالباً الحكومة العراقية، أن تعمل على إقامة دعاوى ضد التحالف الدولي، عن الشكاوى التي وصلت إليها من ذوي الضحايا، لأن التحالف غير مخوّل من قبل مجلس الأمن.

وأضاف، على الحكومة العراقية، أن تعمل على محاسبة التحالف الدولي، وتعوّض الضحايا، لأن القصف الذي طالهم من التحالف، هو انتهاك للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف الأربع التي تحتّم على الجهات المتحاربة تجنب استهداف المدنيين، وضرورة حمايتهم.

ونوّه البياتي، إلى اعتراف التحالف الدولي، قبل أيام عدة، أنه خلال سنوات الحرب ضد «داعش» سقط ما يقارب 1370 مدنياً في العراق، وفي سورية في حين تقارير دولية محايدة تؤكد سقوط 11800 قتيل فقط في العراق وسورية وأكثر من 8000 جريح.

وعن موقف الحكومة حيال الشكاوى المقدّمة إليها من قبل ذوي الضحايا، أخبرنا عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، مختتماً حديثه، أنها اكتفت بذكر عدد الشكاوى، ولم تتخذ حتى الآن أي موقف أو تحرّك يحاسب التحالف الدولي عن سقوط الضحايا المدنيين.

وشارك التحالف الدولي، الذي تشكل في أيلول/ سبتمبر عام 2014، بتنفيذ ضربات جويّة عديدة داخل المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي، في محافظات: نينوى، كركوك، وصلاح الدين، والأنبار، طيلة السنوات ما بعد تشكيله إلى أواخر 2017.

وأعلن العراق في ديسمبر/ كانون الأول 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي (المحظور في روسيا)، بعد نحو 3 سنوات ونصف من المواجهات مع التنظيم الإرهابي الذي احتلّ نحو ثلث البلاد معلناً إقامة ما أسماها «الخلافة الإسلامية».

إلى ذلك، بحث الرئيس العراقي برهم صالح مع فريق تحقيق تابع للأمم المتحدة، تأسيس محكمة دولية خاصة لمحاسبة عناصر تنظيم «داعش» عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبوها بحق العراقيين.

وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية العراقية، أن «السيد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، استقبل في قصر السلام ببغداد، كريم خان رئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من قبل داعش».

وأضاف البيان «وجرى، خلال اللقاء، بحث جهود تأسيس محكمة دولية خاصة لمحاسبة عناصر «داعش» عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبوها بحق العراقيين في مختلف المدن والمحافظات، قبل أن يتمّ تطهيرها».

وأشار البيان «كما تمّ التأكيد على أهمية التعاون والتنسيق المشترك بشأن مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله وبما يسهم في ترسيخ الأمن والسلم الدوليين».

هذا وقال جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، في وقت سابق، إنه يمتلك قاعدة بيانات كاملة لبقايا تنظيم «داعش» الإرهابي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى