أولى

هكذا ينفّذ الجيش السوريّ خطة اقتحام وتحرير جبل الزاوية..

 نضال حمادة

فيما يبدو أنها معركة تحرير جبل الزاوية حشد الجيش السوري منذ أيام عدة قواته من الجهة الجنوبيّة للجبل المذكور في كل من كفرومة وتل النار قرب كفرسجنة، وبدأ مساء أمس بعد تمهيد مدفعي وعشرات الغارات الجوية الروسية والسورية بشن بهجوم كبير على كفرسجنة ومعرتحرمة وحاس وكفرنبل.

وفي ساعات بعد ظهر يوم أمس الأحد حرّر الجيش السوري قرية حنتوتين التي تعتبر بوابة جبل الزاوية، وذلك بعدما سيطر على منطقة مسايا التي تشرف عليها وعلى كامل مدينة معرة النعمان، وتمكّن جنود سوريون من الوصول الى مطعم المجد في مسايا والمشرف على بوابة جبل الزاوية ومعرّة النعمان وبالتالي أصبحوا في موقع يشرف على منطقة هجومهم المقبل. وتقدّم الجيش السوري من حنتوتين في عمق جبل الزاوية، حيث دخل مع حلول الليل الى بلدة الشيخ دامس الاستراتيجية والحصينة حيث دارت أعنف الاشتباكات، ويتوقع ان يستكمل الجيش تقدمه شمالاً باتجاه قرى (كفرسجنةبينينرويحة) للتوغل أكثر في عمق جبل الزاوية. وكان حجم الغارات الجوية ومناطق الاستهداف يشيران الى أن الحملة العسكرية في ريف إدلب الجنوبي دخلت المرحلة الأخيرة من اتفاقية سوتشي اوتوستراد (أم 4) للوصول الى محيط مدينة عفرين.

ويتقدّم الجيش السوري وحلفاؤه في الهجوم عبر 3 محاور هي: 1- حيش، 2 – كفرسجنة، 3- قميناسسرمين باتجاه أريحا. وأريحا كانت أحد أسباب فشل اجتماع اللواء علي مملوك بمدير المخابرات التركية حقان فيدان في موسكو منتصف الشهر الماضي حيث طلب السوري انسحاب الفصائل المسلحة منها، بينما رفض التركي هذا الأمر. وتعتبر أريحا المنطقة الأهم في ريف إدلب الجنوبي ومَن يسيطر عليها يمكن له السيطرة بسهولة على جبال شحشبوالأربعينالزاوية فضلاً عن المنطقة الممتدة من معسكر المسطومة الى مدينة جسر الشغور. وتتبع قوات الجيش السوري وحلفاؤها استراتيجية عسكرية تقليدية من أجل تحقيق هدفها في الوصول إلى قلب جبل الزاوية في إطار الحملة العسكرية الحالية، كما هو مبيّن أدناه في الخريطة:

القصف المركّز الذي يهدف لقطع خطوط الإمداد العسكرية، والضغط على العناصر المسلحة.

القضم السريع، في ظل صعوبة السيطرة على المنطقة التركية العازلة دفعة واحدة.

السيطرة على التلال الحاكمة لتسهيل انهيار دفاعات الفصائل المسلحة..

الاعتماد على أسلوب (التطويق) أو فكي الكماشة في السيطرة على مساحات واسعة لتقليل التكلفة المفترضة، فمن المتوقّع أن تصل قوات الجيش السوري إلى أريحا عبر ثلاثة محاور تحيط كلها بنقاط المراقبة التركية التي سوف تصبح مع تقدّم الجيش السوري أسيرة ومحاصرة.

الاعتماد على الهجمات الليليّة من أجل تحقيق خرق في دفاعات الفصائل السلفية المسلحة، حيث أثبتت الحملات العسكرية الرابعة والخامسة صعوبة ذلك خلال العمليات القتالية في وضح النهار. وكانت أحداث يوم أمس شهدت إصابة عدد من جنود الجيش التركي جراء قصف مدفعيّ من قبل الجيش السوري على بلدة البارة في ريف إدلب الجنوبي. كما انسحاب رتل عسكري تركي مؤلف من 65 آلية عسكرية، بينها مصفحات ودبابات، من بلدة إحسم بريف إدلب الجنوبي عقب دخوله من جهة بلدة البارة نتيجة استهداف الطيران الروسيّ محيط الرتل التركي في البلدة المذكورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى