أخيرة

مسيرة شكر من أرمينيا إلى سورية مروراً بلبنان

 د. فيكي تشابريان

أتى اليوم الموعود لنشكر الدولة السورية لاعترافها وإقرارها بالإجماع بقضية الإبادة الجماعيّة الأرمنيّة.

لا بدّ أن الدولة السورية تعرف معنى الاحتلال تمام المعرفة، بما أن لواء الاسكندرون أرض سورية محتلة من قبل الدولة التركية، كما تعي الحالة بالأراضي الأرمنية المغتصبة من قبل الاتراك منذ 100 عام، فلا يسعنا إلا أن نشكر الدولة السورية على هذا الاعتراف بحق الأرمن.

فالأرمن شعب لا ينسى الحقيقة التاريخيّة يوم استقبلت سورية آلافاً من الأرمن المهاجرين هاربين من ظلم احتلال الدولة العثمانية. يومها كان الأرمن دون مأوى وبيوتهم قد احتلت وأرضهم اغتصبت وشبابهم قتلوا.

لأن الشعب الأرمني شعب راقٍ ووفي، ولا ينكر الجميل ولا ينسى مَن وقف معه يوم كان بحاجة إلى المساعدة، بقي الأرمن أوفياء للشعب السوري على معروفهم. فالأرمن الذين استوطنوا في مدينة حلب ودير الزور ودمشق قد ساهموا في ازدهار الصناعة في الدولة السورية إذ فتحوا معامل صناعية بجميع أشكالها منها معامل لصناعة الذهب وصناعة الحديد، صناعة القطنيات والصوف والحرير والسجاد وصناعة الحرف على جميع أنواعها وأشكالها.

ولأن الأرمن بقوا أوفياء للبيت الذي استضافهم أصبح لديهم وضع خاص في سورية. فهناك مثلاً شوارع على طرقات رئيسية في جميع المدن التي سكنها الارمن، هناك ايضاً صالات وكنائس ونوادٍ أرمنية في كل انحاء سورية.

لذا، ولأن سورية احتضنت الشعب الأرمني يوم كان مشرداً وبعيداً عن وطنه، فلا أتعجب أن ارى اليوم هتافات للدولة السورية ومجلس شعبها من قبل الأرمن من حاملي الجنسية السورية الذين هاجروا للمرة الثانية الى بلادهم أرمينيا تاركين وراءهم المعامل والبيوت التي جهدوا لإعمارها، ولأن الأتراك في البلدان المجاورة لسورية اغتصبوا أموالهم وأملاكهم للمرة الثانية في البلد الذي استضافـتهم.

فأبناء الشعب الأرمني جميعاً، إن كان في بلاد الاغتراب في جميع أنحاء العالم، الى جانب الأرمن المقيمين في أرمينيا، والأرمن من الجنسية السورية في مدينة يريفان، يشكرون الدولة السورية وأعضاء مجلس شعبها على مبادرتهم يوم الثالث عشر من شباط 2020 للتصويت بالإجماع على القرار الذي يدين ويقر بجريمة الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الأرمن على يد الدولة العثمانية في بداية القرن العشرين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى