ثقافة وفنون

ماذا ينتظرنا في رمضان المقبل من الدراما العربيّة: تكرار ومكانك راوح وتناول حقبات تاريخيّة!

 جهاد أيوب

غالبية الأعمال الدرامية لرمضان 2020 شارفت على نهاية تنفيذها، والقليل منها تحت الاتفاق ومن ثم التنفيذ، وقد بدأت ملامحها تظهر باكراً، والغريب أن شروط الفضائيات كالسنوات السابقة فرضت على المنتجين من حيث اختيار الأفكار والممثلين والبطلات، وتغيير بعض المشاهد، وإبعاد بعض الممثلين، والمعالجات الدرامية حسب الطلب.

وأيضاً بعض الدول العربية فرضت شروطها، لا بل منها من دخل لعبة الإنتاج الدرامي فأجلس بعض النجوم في منازلهم، وأبرز نجومه العاملين في صفوفه المخابراتية، ويخدمون تطلعاته السياسية المعنية بهذه المرحلة العربية، لذلك العلة الدرامية قد تتكرّر وتعاد من الأعوام السابقة، وما قيل في الأعوام الماضية سيتكرر كتابة وشكلاً ومضموناً دون رقيب أو محاسب خارج لعبة الإفادة، وحالاتها بكل تناقضاتها هي ذاتها في دراما 2020!

ولا تزال تعيش دراما الاجترار من خلال الأجزاء، وهات يا هبل درامي وإلغاء ممثل على حساب آخر، ونصّ لا يشبه ما سبقه إلا من خلال تفكيك النص كما لو كنا أمام عمل إذاعيوهذه هي بعض الأعمال التي تسنى لنا وعرفناها:

} السورية:

لا تزال الدراما السورية مشحونة ومسجونة بالبيئة الشامية التي تكرّر الأحداث والشخصيّات والأمكنة والصراخ وشجارات الشارع في الحي، وشعارات بالية:

«الحرملك» رغم الضجة الإعلامية الكبيرة لم يحقق الجزء الأول النجاح الشعبي، وغالبية النقاد تناولوه بالسلبي، ومع ذلك الجزء الثاني اصبح جاهزاً وبانتظار الجزء الثالث والرابع، وبذلك نكون قد دخلنا في «باب الحارة» على طريقة تقليد الدراما التاريخية التركية وليست الشعبية! وانطلق تصوير العمل الشامي «طوق البناترغم تكرار أحداثه مع كل الأعمال الشامية.

كما بدأ تصوير مسلسل «وردة شاميةحصد نجاحاً كبيراً العام الماضي، ووعد المؤلف أنه سيدخل البيئة الشامية بالواقع المعاصريستحق الانتظار!

و«باب الحارة 10» مع المخرج بسام الملا والوحيد الذي استمر في العمل مع غياب كل النجوم الأساسيين لم يحقق أي نجاح العام الماضي كما بداياته، ونأمل أن لا يكون مسلسل «شغف» المعتمد على البيئة الشامية تأليف مروان قاووق وبشار مارديني من إخراج باسل داغر من ذات الصنف والنوع والأحداث.

عودة غير أكيدة لمسلسل «مرايا 2020» الذي تأجل تصويره العام الماضي، وغموض متعمّد حول «عن السيف والهوى».

أما «الأغوات» فقد يبدأ تصويره مع كتابة هذا الموضوع، وهو عمل يعتمد على فنتازيا تأليف طلال مارديني، أما العمل البوليسي الوحيد في الدراما السورية لهذا العام فقد يكون «الجوكر» من إنتاج شركة قبنض، تم تأجيل تنفيذه أكثر من موسم! «اعذروني» عبارة عن خماسيات، وهو عمل مشترك بين الدراما السورية والأردنية من تأليف الكاتب مروان قاووق.

} المصرية:

عدد من نجوم الصف الأول تعاقدوا من العام الماضي على بطولة أعمالهم على أمل العودة هذا العام، وبالفعل بعض الأعمال شارفت على الانتهاء، وآخرى يتم التفاوض على تنفيذ شروط البطل المطلق كي ينطلق التصوير، ومنها لا يزال التفكير جارياً في اختيار النصالعجيب وعلى غير العادة لم تسرب أخبار شجارات ومشاكل النجوم مع فريق العمل إلى الصحافة والسوشال ميديا، كما بعض الأعمال تنتظر بيعها لفضائيّات خليجية ومصرية لتنطلق بالتنفيذ!

وبعد غيابه العام الماضي كل الأخبار تؤكد أن أول العائدين الفنان الكبير عادل إمام من خلال «فالنتينو» الذي لا يزال يكتبه السيناريست أيمن بهجت قمر وهو من تأليفه، ويقال إن القصة مكرّرة كثيراً في السينما والدراما المصرية، ومن إخراج رامي إمام، ومن بطولة دلال عبد العزيز وداليا البحيري، بدرية طلبة، هدى المفتي، سليمان عيد، وحمدي الميرغني، وقد يشهد عودة للفنان القدير محمود ياسين.

الممثل يوسف الشريف بدأ تصوير «النهاية» كتابة عمرو سمير عاطف، ومن إخراج ياسر سامي. أما أحمد فهمي فقد قرر أن يدخل الموسم من خلال عمل فنتازي، وقد يبدأ التصوير بعد شهر.

ويقال إن الفنان المغني محمد رمضان حتى الآن لم يجد قصة حتى يقوم بتجسيدها، وترك هذا الحمل على شركة «سينرجي» الذي تعاقد معها كي يقوم بالدخول في السباق الرمضاني، وكذلك مي عز الدين قرّرت أن تبتعد عن الكوميديا هذا العام وتقدّم عملاً تراجيدياً، وقد وافقت على الفكرة وتنتظر التنفيذ.

أمير كرارة يستعد للدخول في الموسم الرابع من مسلسل «كلبشمن تأليف باهر دويدار، العمل تقليد ساذج للسينما الغربية، ويعتمد على البطل الخارق والجريمة والمانيا!

}  اللبنانية:

القنوات اللبنانية حتى الآن لم تحسم برمجتها الرمضانية، وتبحث عما ينسجم مع الشح المالي التي تعانيه، وهذا قد يخسرها الكثير من العروض السورية والمصرية، وقد تقوم هذه الفضائيات بتقديم ما هو في أدراجها سابقاً!

وأيضاً قد تعرض بعض الفضائيات اللبنانية من قديمها، وقد تستكمل بعض المسلسلات التي أوقفتها بسبب الحراك.

من الأعمال الأكيد عرضها عمل يعيد القدير أحمد الزين إلى قناة «المنار» وإلى الكوميديا. هذا الفنان البصمة الذي يجيد كل الأدوار بذكاء وحرفنة يلعب في «مرايا الروح» من تأليف فتح الله عمر، وإخراج محمد وقاف، ويشارك في البطولة نعمة بدوي، ومازن معضم، وجان قسيس، ونقولا مزهر، وهند خضرا، ومحمد شمص، وحسن فرحات، وحسن حمدان، وفولين حداد، وكارول عبود، وبيار شمعون.

كما نجد «الهيبة» بطولة تيم حسن وديما قندلفت، وقد تمّ تغيير الكاتب ليحل مكانه فؤاد حميرة، ومسلسل «عشرين 20» مشترك لبناني سوري، من بطولة نادين نسيب نجيم وقصي الخولي.

و«أسود فاتح» مشترك لبناني مصري بطولة هيفاء وهبي والمصري أحمد فهمي، ومسلسل «من الآخر» بطولة معتصم النهار، وريتا حايك، وسينتيا صاموئيل، و«أولاد آدم» من بطولة ماغي بوغصن التي تترك جانباً الكوميديا لتعود إلى الأجواء الرومانسية مع دانييلا رحمة.

ومن الأعمال المنتظرة «غربة» من إخراج ليليان بستاني، من 2 حلقة تدور حول حقبة الخمسينيات، بطولة عمار شلق، ونقلت شمعون، ويوسف حداد، وطوني عيسى، وبيار جماجيان، ومي سحاب، و»رصيف الغربا» إخراج إيلي س. معلوف، وتأليف طوني شمعون يدور حول عام 45 و65 و1970، بطولة عمار شلق، وداد جبور، وخالد السيد. وأيضاً من الأعمال المشتركة نجد «دانتيل» مستوحى من فورمات أجنبية  (velvet)، ومن بطولة سيرين عبد النور، ومحمود نصر، ومن إخراج المثنى صبح، وكتابة إنجي القاسم، و»دفعة بيروت» وهو امتداد لمسلسل العام الماضي «دفعة القاهرة»، وهو عمل مشترك لبناني خليجي، ويصور في لبنان، بطولة نور الغندور، ومهند الحمدي، وبشار الشطي.

} الخليجية:

قد تكون الدراما الخليجية الوحيدة التي أنجزت غالبية أعمالها الرمضانية، لا بل غالبية الفضائيات الخليجية وضعت الشبكة الرمضانية بكل منوّعاتها، ومنها:

«إم هارون» يعيد حياة الفهد إلى التراث من إخراج المصري محمد العدل، ومن تأليف محمد وعلي شمس، وبطولة فخرية خميس، وسعاد علي، وأحمد الجسمي

بعد نجاحه وحصوله على أفضل ممثل للعام الماضي، الممثل داوود حســـين للسنة الثالثة على التوالي يلعب تراجــــيديا، ويخلع ثوب الكوميديا في الدراما الخليجية. وهذا العام نفذ «في ذاكرة الظل» تأليف مريم نصير، وإخراج محمد كاظم، بطولة عبير الجندي، أحمد ايراج، محمد صفر، يعقوب عبدالله، علي العلي، شيماء علي.

«جنة هلي» من بطولة الفنانة الكبيرة سعاد عبدالله، وهند البلوشي، المساء طارق، وأيضاً مسلسل «شغف» بطولة الناجحة هدى حسين، وزهرة عرفات، وعبدالله بوشهري، من تأليف علي حمزة، وإخراج محمد القفاص.

«الحلقة الأخيرة» إخراج خالد الرفاعي، وبطولة شجون الهاجري، و»الكون في كفة» تأليف علي الدوحان، وإخراج سائد الهواري ومن بطولة إلهام الفضالة.

باختصار لا تزال الدراما العربية تعيش تخبطاً واضحاً في أكثر من مجال وصعيد، خاصة وهي بعيدة عن واقعها، وتجاهل بيئتها وتتصارع تجارياً بين حضورها ورغبة أصحاب الفضائيات ومطالب الأجهزة الحكوميّة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى