ثقافة وفنون

احتفاليّة «ملتقى التواصل العربيّ النمساويّ».. وبدأت قصة الألف قصيدة!

 

«ملتقى التواصل العربي النمساوي» فيينا وفي احتفائية مميزة ودافئة أقام ليلة أدبية عامرة بالحضور واستذكارات الحكي، تلك الليلة كانت دافئة على الرغم من سطوة البرد الذي يجتاح المدينة، دافئة بالحضور العربي التي ترك وراءه دفاتر السياسة التي جعلتهم فرقاً وجاء ليتّحد بالكلمة الصادقة والمعبرة.

الهويات كانت كثيرة ومتعددة، سورية وفلسطينية وعراقية وليبية ويمينية ومصرية وسودانية ولبنانية وأخرى، لكن اللسان كان عربياً خالصاً مخلصاً لما تكتنفه القلوب من محبات وكذلك الأديان في تلك الليلة تعدّدت، ولكن ابتهال حالها كلها لرب واحد، رب الحب والوفاق..كما كان حضور الضيوف النمساويين على الرغم من يتمه لكونها الفعالية الأولى دافئاً أيضاً، اللوحة تكاملت كل دوالها من دون أن تسقط منها دائرة خارج بقعة الضوء التي أولمت لها..

طلال مرتضى الذي قدّم الأمسية خاطب جمهور الحضور قائلاً: لعلكم توستم خيراً في المجيء إلى هنا. منيتم أرواحكم بالكثيرالكثير، لعل أفكاراً غاويةً راودت رؤوسكم حين قرأتم دعوة الحكاية. الحكاية من ألف خسارتها إلى ياء اكتمالها على مهل الشوق حبكنا خيوطها أنا وعدنان. هذه البلاد باردة جداً، رغم ما ننعم به من كهرباء رغم الحرارة المتدفقة كسيل لا ينقطع، رغم وفرة الخبز واكتظاظ مطابخ بيوتنا هنا بما لذّ وشاب. هذه البلاد باردة على الرغم من ودّ أهلها وطيبتهم. باختصار.. أنا مذ وسمت هويتي بلاجئ لم يغمر الدفء عظامي، لهذا استجررتكم عمداً كي على جمر قلوبكم أعانق الدرب التي أودت إلي.

رئيس ملتقى التواصل عدنان أبو ناصر، قدم شرحاً موجزاً عن الأهداف التي يصبو الملتقى لتحقيقها والتي تتكامل في مضمون كلمة التواصل بعينها هذا على مستوى التواصل مع الداخل في النمسا وأوروبا ومع الخارج حيث الوطن الكبير.

هذا وقد انطلق «ملتقى التواصل العربي النمساوي» بعد مخاض دام أكثر من عام لاكتمال فكرته والتي وضع أولى مداميكها الفلسطيني عدنان أبو ناصر والسوري طلال مرتضى. هذا لتنتهي الفكرة في ما بعد إلى منظومة على هيئة لجان تقوم بإدارة الملتقى والتي تعددت إلى فنية وإعلامية وأدبية ورياضية وصالون حواري.

في البداية قرأت الكاتبة السورية لوريس فرح قصة قصيرة بعنوان «زنزانة الحب» وقد لاقت فكرتها تفاعلاً لما تطرقت له من أفكار تدور حول فلك افتعال الحياة:

«كيف عساها تنسلخ من جلدها وتهرب عنك وأنت القابع تحت مسامها كمرض جلدي مستعصٍ، كيفما تحركت تحسستك بشرتها وعبثاً استطاعت إليه سبيلاً».

الشاعر الفلسطيني خالد جودة تلا عدداً من قصائد تتغنّى بالوطن والحب والإنسان ومنها:

«لا لم تفترقني ابتسامة ثغرها.. هي داء روحي ودواهاهي مهجة الصبح العليل بمقلتي.. وجه الملائكيّ والعبير شذاها».

الشاعرة سوسن ديكو أيضاً قرأت ما تيسر من قصائدها: «بعض أحلامنا جمالها أن تبقى أحلاماً».

الشاعرة وئام فتال قدّمت عدداً من القصائد والتي فتحت أيضاً أبواب الشوق والحب ومواجع اللهفة والحنين:

«سألني.. هل يؤلمك الليل مثلي؟.. أجبته لا.. ولم أنم طوال الليل من ألمي».

في نهاية الأمسية قدّمت رئيسة اللجنة الفنية في الملتقى التشكيلية جيهان محمد علي هدايا تذكارية لكل من الفرسان الأربعة وهي عبارة عن لوحة لنصف وجه تمثل الشاعر ومقولة له.

ما يميّز الفعالية هو خروج الضيوف كلهم على ود وهذا على عكس الفعاليات الأخرى نظراً للانقسام السياسي، وبالتأكيد هذا يحفّز للقيام بخطوات أمامية في المستقبل لردم الهوة التي افتعلتها السياسة بين أبناء الجالية الواحدة.

* المكتب الإعلامي للملتقى/ فيينا.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى