حديث الجمعة

في الطريق إلى الكتابة

 

لا أكتب إلا عندما أكون بخير

أو هكذا ظننت!!

سأجرّب اليوم أن أزحف نحو قصيدة

بقلبٍ متصدّعٍ للغاية

أن اتفتّت أن اتآكل أمام ذاك السد

الذي يفصلني عن الكتابة..

قد يخونك الشعر كأي شيءٍ آخر

كذاكرة طفولةٍ مغتصبة بألف طريقة

تخشاها

تخشى أن تفردها للمارة

ترتجف

ترتجف بها وحدك

تسحبها برفق تحت جلد موتك

كما تعلّمت حشو تصدعاتك وصراعاتك الكثيفة

بكلمةٍ مقتضبةٍ جداً

مقتضبةٍ للغاية..

قلقٌ قديمٌ أشيب كان قد بدأ

يضرب بجذوره عميقاً جداً في رأسي..

تكمل طريقك

تعرّضها ذات موتٍ لغريبٍ ما

يبتسم هو الآخر ويضمّك بقوة

ويترك دموعاً مالحةً على كتفك المتفتت

ويختفي

كشبحٍ كظلٍ أو ربما كخيالٍ يتلاشى

وكأنه اللاشيء

اللاشيء فقط!!

بعض ملحٍ جافٍ تركه يتناثر من أعلى كتفي

أنفضه جيداً وقبل المضي

أدفع رجلاً آخر عن كتفي الأيسر

بأقفاله الرثة التي تركها الصدأ

لتعبث بثقوب القصب في روحي

وألبسني نضوجاً بطعم الخذلان

ذاك النضوج الذي نفقد معه الكثير من ملامحنا..

ولا نعود منه.. لا نعود أبداً!!

في الطريق أبدو هادئةً كالعادة..

يتكاثفُ الضجيج بداخلي وتعتلي

الأصوات سطحي لعنةً لعنة..

ألهو نفسي بتكوير قلقي المهترئ

واستخراجه من جمجمتي كسمٍ لعين

أركله بشغفٍ فيعود إليّ من جديد

أعاود الكرة مرات ومرات فيعود مجدداً

كساقطةٍ يعود وحسب..

يخرجني صوته من ضجيجي

بلكنته المحببة يخبرني

بتعرفي أنك حلوة ما؟

ابتسم وبخجلي المعتاد أجيب

لا منك عم اسمع والله

يضحك الطريق بيننا

وأعود لصمتي متناسيةً خوفاً صغيراً

دسه في جيب خوفي ذات غياب

لأركل قلقي من جديد

فلا يعود

لا يعود أبداً..!

ريم بندك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى