اقتصاد

ميرسر: على المستثمرين في سوق الأسهم النظر أبعد من الاضطراب الاقتصاديّ الحالي

توقع تقرير اقتصادي أخير أصدرته شركة ميرسر للاستشارات عودة النمو الاقتصادي العالمي إلى سابق عهده سريعًا، طالبًا من المستثمرين في أسواق الأسهم النظر أبعد من الاضطرابات الحالية قصيرة الأجل، المتمثلة بتفشي كورونا.

وأصدرت شركة ميرسر الاستشارية تقريرًا بعنوان «تقرير ميرسر للآفاق الاقتصادية تحت تأثير تفشي فيروس كورونا» تناولت فيه تداعيات تفشي هذا الفيروس على الاقتصاد العالمي، قالت فيه إنه مع اقتراب فبراير من نهايته، ارتفع العرض على الأسهم وغيرها من الأصول ذات المخاطر العالية، كما ارتفعت الأصول الآمنة وسط مخاوف متزايدة بشأن تفشي فيروس كورونا المستجدّ.

وبسبب توقّع استمرار تفشي الفيروس في العالم، انخفضت أسواق الأسهم العالميّة بنحو 6 في المئة خلال جلسات التداول الثلاث من 21 حتى 25 فبراير، بينما ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من اثنين في المئة، كما راوح عائد سندات الخزينة الأميركية لأجل عشر سنوات عند عتبة 1.3 في المئة، وهو أدنى مستوى لها على الإطلاق.

ويقول التقرير إن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجدّ ارتفع في العالم إلى حوالي 80239 إصابة حتى 25 فبراير. فالفيروس الجديد  انتقل إلى إيطاليا وكوريا واليابان، والتي تشكّل مراكز صناعيّة ترفد إجمالي الدخل القومي العالمي بنسب 1.7 و4.0 و1.6 في المئة على التوالي، بحسب صندوق النقد الدولي.

ويتحدث التقرير عن مخاوف تساور الاقتصاديين في العالم من أن يتفشى المرض في دول أخرى، ما يؤثر سلبًا في النشاط الاقتصادي العالمي مثلما أثر سلبًا في النشاط الاقتصادي الصيني، خصوصًا أن تفشي الفيروس في إيطاليا وكوريا حصل في مناطق صناعية مهمة، تساهم مساهمة فاعلة في رفد الاقتصاد العالمي.

بحسب تقرير ميرسر، إن التأثر الاقتصادي بتفشي هذا الفيروس خارج الصين أكبر مما توقع الاقتصاديون في بداية الأزمة، خصوصًا أن هذه الحالة الطارئة دفعت الاقتصاديين في العالم إلى تعديل توقعاتهم لإجمالي الدخل القومي الصيني في الربع الأول من العام الحالي، هبوطًا من 6 في المئة إلى توقع سلبي جدًا.

ولأن الصين تشكل اليوم نحو 20 في المئة من حجم الاقتصاد العالمي، لا يمكن تفادي تأثير هذا التراجع على نمو الاقتصاد العالمي؛ فقد راجعت أسواق الأسهم توقعاتها مع تراجع توقعات مؤشر الأسواق الناشئة لعوائد الأسهم للعام الحالي بنسبة تجاوزت اثنين في المئة خلال الشهر المنصرم.

وعلى الرغم من أن هذا التراجع ليس كبيرًا، فإن له تأثيره الفعلي على أرباح الأسهم في عام 2019، وعلى تباطؤ الاقتصاد العالمي.

ويتوقع تقرير ميرسر أن يزيد تفشي هذا الفيروس من منسوب عدم الثقة عند المستثمرين، ما يؤثر سلبًا في المحافظ الاستثمارية. لكن إذا استمر تراجعت أعداد المصابين بالفيروس في الصين، فربما تخفف السلطات هناك من حال الطوارئ المفروضة على المناطق المنكوبة، فتعود الأعمال إلى سابق عهدها تدريجًا، ويستعيد الاقتصاد الصيني نشاطه في مارس وأبريل المقبلين، بعد شبه توقف في فبراير. إن حصل ذلك، يتوقع التقرير عودة المؤشرات الاقتصادية إلى الارتفاع.

يرى التقرير أن الدول المعتمدة على السياحة لن تستعيد نشاطها الاقتصادي سريعًا، وستشهد تراجعًا في نموها. أما الدول الأخرى، فيتوقع التقرير أن يزيد فيها الإنفاق، بدافع من المصارف المركزية التي ستخفف من القيود المالية على الأعمال التجارية.

يقول تقرير ميرسر إنه بشكل عام، تبقى الحال قائمة كما كانت قبل تفشي الفيروس، فلا يزال التقرير يتوقع عودة النمو الاقتصادي العالمي إلى الاتجاه صعودًا في عامي 2020 و2021، وإن كانت مخاطر التراجع اليوم أعلى مما كان متوقعًا في السابق.

إلى ذلك، يمكن الأسهم أكثر أن تنخفض إذا تحول المرض وباءً عالميًا، فالجهود التي ستبذل للسيطرة على انتشاره ستؤدي إلى تعطيل النشاط الاقتصادي. مع ذلك، يحث التقرير المستثمرين في أسواق الأسهم على أن ينظروا أبعد من الاضطرابات الاقتصادية قصيرة الأجل؛ إذ يمكن تخفيف جانبها السلبي بهندسة سياسات نقدية مؤاتية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى