الوطن

دياب ينتظر دعوة السعوديّة والإمارات لبدء جولته الخارجيّة جهات لبنانيّة تحرّض فرنسا لعدم تعويم «سيدر»…

محمد حميّة

بموازاة الانشغال الرسميّ بالحالات المصابة بمرض كورونا والإجراءات المتخذة لاحتوائه، تتجه الأنظار الى ثلاثة استحقاقات ستطبع الأسبوع الحالي.

الأول: قرار الحكومة النهائي حيال استحقاق تسديد سندات اليوروبوند. الثاني الاعلان عن الخطة الاقتصادية الموعودة. الثالث الجولة الخارجية التي يعتزم القيام بها رئيس الحكومة حسان دياب والتي تشمل دولاً عربية وخليجية وباريس.

ورجّحت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن «تنتهي الحكومة من إعداد الخطة الاقتصادية الخميس المقبل على أن تعرضها في جلسة لمجلس الوزراء في بعبدا لمناقشتها»، ولفتت المصادر الى أن «الحكومة ناقشت بعض عناوين الخطة مع وفد صندوق النقد الدولي ومن أهم العناوين معالجة أزمة الكهرباءمكافحة الفسادإعادة هيكلة القطاع المصرفيتنمية القطاعات الإنتاجية»، وكشفت أن «وفد الصندوق سيعود الى بيروت بعد الاعلان عن الخطة الاقتصادية الحكومية لمناقشتها على أن يقدم الصندوق مشورته» مشيرة الى أن «المشورة غير ملزمة للحكومة».

وعن زيارة رئيس الحكومة حسان دياب للدول العربية لفتت المصادر الى أن «دياب مصر على القيام بجولة عربية وخليجية لحثّ الدول على مساعدة لبنان لإنقاذه من أزمته، لأن الوضع لم يعد يحتمل الانتظار وعلينا اتخاذ قرارات سريعة وجريئة»، لكن معلومات «البناء» أفادت بأن «دياب ينتظر زيارة سفراء السعودية والإمارت وبعض الدول الخليجية الأخرى لتقديم دعوة له لزيارة دولهم لكن السفراء المذكورين لم يطلبوا مواعيد لزيارة السرايا الحكومية حتى الآن باستثناء سفير قطر ما اعتبرته مصادر إشارة سلبية ستدفع دياب لاستثناء الرياض وأبو ظبي من برنامج زيارته»، إلا أن مشاركة وزير الداخلية اللبناني العميد محمد فهمي في اجتماع وزراء الداخلية العرب كانت لافتة للانتباه، وكذلك لقاءاته مع عدد من نظرائه العرب والخليجيين على هامش الاجتماع. وتشير المعلومات الى أن أجواء اللقاءات كانت إيجابية وتناولت أوضاع لبنان وحاجتَه الى دعم البلدان الصديقة للخروج من أزمته.

في المقابل، دعت مصادر لبنانية مطلعة على الموقف الفرنسي لـ«البناء» الى انتظار نتائج زيارة وزير الخارجية اللبناني مارون حتي الى فرنسا، ولقائه وزير خارجيتها إيف لودريان لا سيما أن مدير مكتب الاخير هو ايمانوال بون يعتبر خبيراً في الشأن اللبناني. ولفتت المصادر الى أن «فرنسا لن تسمح بانهيار في لبنان لأسباب عدة، حيث عملت الولايات المتحدة كثيراً لإبعاد باريس عن الملف اللبناني»، وأكدت وجود حماس فرنسي لمساعدة لبنان وأبلغوا لبنان استعدادهم مقابل اتخاذ إصلاحات لا سيما في ملفي مكافحة الفساد وقطاع الكهرباء». كما أشارت الى أن «فرنسا تضغط بثلاثة اتجاهات لدعم لبنان: الاول عبر تعويم مؤتمر سيدر، الثاني حثّ بعض الدول الخليجية كالسعودية والإمارات على تقديم مساعدات مالية للبنان والثالث التعاون لاستعادة الأموال المهربة والمحولة الى سويسرا والى البنوك الفرنسية في الأشهر القليلة الماضية».

 وكشفت المصادر أن «بعض الجهات السياسية اللبنانية تحرّض بعض الدول الخليجية على الحكومة الحالية بذريعة أنها حكومة اللون الواحد وأن حلفاء حزب الله يستحوذون على القرار فيها»، كما كشفت أن «تلك الجهات تمارس ضغوطاً على فرنسا لكي لا تعوم مؤتمر سيدر ولا سيما الرئيس سعد الحريري الذي يُعتبر أنه عراب الدعم الفرنسي عبر سيدر».

إلا أن مصادر نيابية في تيار المستقبل أشارت لـ«البناء» الى أن «الرئيس الحريري وتيار المستقبل لم يبادرا للهجوم على الحكومة. بل منذ تأليف الحكومة أعلن الحريري أنه سيمنح فرصة لها للعمل ومازال على موقفه، لكن رئيس الحكومة وفي أكثر من مناسبة تهجّم على الحريرية السياسية من الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الرئيس سعد الحريري وتحميلهم مسؤولية الأوضاع المالية والاقتصادية القائمة في حين تعاقب على رئاسة الحكومة رؤساء عديدين وشاركت في الحكومات معظم القوى السياسية بمن فيها التيار الوطني الحر. فلماذا التصويب على الحريرية؟».

واضافت المصادر: «تيار المستقبل جزء من هذا البلد ويريد إنقاذه من أزماته بمعزل عن الحسابات السياسية». ونفت المصادر وجود اتفاق بين المستقبل والقوات والاشتراكي باسقاط الحكومة أو اسقاط رئيس الجمهورية، موضحة ان «لكل طرف موقفه السياسي ونعمل في اطار اللعبة الديموقراطية. ونفت ان «يكون الحريري يحرّض على الحكومة في الدول العربية أو في فرنسا لا سيما أن قرار مساعدة لبنان يعود للدول المذكورة وليس للحريري، لكنه لا يزال على موقفه الذي أعلنه في 14 شباط بأنه سيلفّ العالم لتأمين مساعدات للبنان وهو يقوم بذلك من خلال تواصله الدائم مع الخارج».

وعن العلاقة مع التيار الوطني الحر لفتت المصادر المستقبلية الى أن «العلاقة تعيش أسوأ مراحلها منذ التسوية الرئاسية»، مشيرة الى أن «التيار الوطني الحر انقلب على التسوية السياسية والرئاسية ومارس رئيس التيار جبران باسيل الاستئثار بالحكم والتعدي على صلاحيات رئاسة مجلس الوزراء حتى اصبح يتصرف وكأنه رئيس للجمهورية والحاكم المطلق ما عطل الحكومة وقراراتها وأشعل الانتفاضة الشعبية وأجبر الحريري على الانكفاء عن الحكم».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى