اقتصاد

ربع سكان إيطاليا قيد طوق صحيّ في إجراء غير مسبوق أوروبيّاً…

} روما ـ جودي يعقوب

يبدو أنّ خطر وتأثيرات فيروس كورونا الذي تفشى في عدد كبير من دول العالم لا يهدّد فقط البلدان والأشخاص، بل أصبح يضرب في كلّ مكان وفي أيّ شيء من خلال تطورات متسارعة يقوم بها هذا الفيروس على صعيد انتشاره، لذا وجّه نائب البابا العام على أبرشية روما الكاردينال أنجيلو دي دوناتيس، رسالة إلى المؤمنين الذين يواجهون أوضاعاً صعبة بدلت نمط حياتهم نتيجة انتشار هذا الفيروس، أعلن خلالها عن تخصيص يوم للصوم والصلاة، غداً الأربعاء في 11 آذار الحالي، طالباً من الله العون لإيطاليا والعالم كله.

وكتب نيافته أنه يصلي على نية المرضى والعاملين الصحيّين الذين يعتنون بهم، كما أنه يرفع الصلوات من أجل الجماعات الكنسيّة التي تشهد للإيمان والرجاء في هذه المرحلة الصعبة.

وأوضح أيضاً أنّه يوم الأربعاء المقبل سيترأس القداس في معبد «المحبة الإلهيّة» القريب من روما، وسيُنقل الاحتفال الديني مباشرة على الهواء عبر شاشة محطة Telepace التلفزيونية، وأيضاً من خلال صفحة الفيسبوك الخاصة بأبرشية روما.

واقترح نائب البابا العام على أبرشية روما ألا يتناول المؤمنون وجبة الطعام يوم الأربعاء المقبل، وأن يشاركوا أيضاً في حملة لجمع التبرّعات ستخصص عائداتها لمساعدة العاملين الصحيّين الذين يتابعون نشاطهم بسخاء وتضحية مقدّمين الرعاية اللازمة للمصابين بالفيروس.

بدورها عبّرت الدائرة الفاتيكانية للعلمانيين والعائلة والحياة عن قرب الكنيسة من الذين أصيبوا بفيروس «كورونا» وتشكر الأطبّاء والممرّضين والباحثين على سخائهم في التزامهم، وتدعو الجميع لكي يواجهوا حالة الطوارئ الصحية العالمية بجدية وهدوء وشجاعة.

جاء هذا بعد أن وجد ربع سكان إيطاليا أنفسهم قيد طوق صحي، في محاولة لاحتواء انتشار هذا الفيروس ضمن إجراءت شجاعة تبذلها إيطاليا.

لكن ووفق تعبير صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية فإنّ الرأي العام في الغرب لن يدعم اتخاذ إجراءات صارمة إلا حين تصبح الكارثة تُنذر بالخطر.

فقد أعلن زعيم الحزب الديمقراطي الحاكم في إيطاليا نيكولا زينجاريتي أنه تمّ تأكيد إصابته بفيروس كورونا، بعد إصابته بالعدوى من أحد حاملي الفيروس، ما جعله أول شخصية سياسية رئيسية في أوروبا، يتمّ تشخيص إصابتها بـ «كوفيد – 19».

زينجاريتي والذي يبلغ من العمر 54 عاماً علق على إصابته بالمرض عبر مقطع فيديو نشره على صفحته الشخصية على فيسبوك قال فيه: «أنا أيضاً مصاب بفيروس كورونا»، مضيفاً أنه عُزل في المنزل وليس في المستشفى وأنّ جميع الأشخاص الذين كان على اتصال بهم في الأيام الأخيرة يتمّ فحصهم، وأنهم بخير.

وجدّد دعوته للشعب الإيطالي بعدم الذعر، مضيفاً: «أنا بخير لكن عليّ البقاء في المنزل في غضون الأيام القليلة المقبلة، وسأواصل متابعة عملي من هنا».

بدورها أعلنت الإذاعة الحكومية الإيطالية إصابة رئيس قسم إقليم بييمونتي الإيطالي ألبيرتو سيريو بفيروس كورونا، ليصبح بذلك ثاني رئيس إقليمي يُصاب بالمرض خلال 24 ساعة فقط، بحسب وكالة «سبوتنيك».

ويُعدّ إقليم بييمونتي الذي يتمركز في مدينة تورينو الشمالية، رابع أكثر المناطق تضرّراً في إيطاليا بانتشار فيروس كورونا.

بدوره تعرّض ساندرو ماتيسولي مفوّض التنمية الاقتصادية للعدوى بسبب تواجده في منطقة لومبادريا الإيطالية وهي الأكثر تسجيلاً للإصابات بفيروس كورونا في إيطاليا.

كما ذكرت وكالة آكي الإيطالية بأن رئيس هيئة أركان الجيش الإيطالي الجنرال سالفاتوري فارينا قد أعلن إصابته بفيروس الكورونا وتمّ خضوعه للعزل الصحي وتسليم مهامه مؤقتاً لنائبه.

مما دفع إيطاليا بالمطالبة باتباع القواعد لمواجهة هذا الفيروس المستجدّ، حيث قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبيه كونتي: «إنّ البلاد ستتعافى من فيروس كورونا المستجدّ إذا اتبع الجميع القواعد».

هذا بعد أن باتت إيطاليا إحدى أكبر بؤر فيروس كورونا والأكثر تضرّراً في أوروبا، والثالث الأكثر تضرّراً على مستوى العالم، والتي وصل عددها إلى 58 دولة، بعد أن كشفت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها أنّ خمس دول جديدة انضمّت إلى قائمة الدول التي وصل إليها فيروس كورونا وهي: أذربيجان وإكوادور وإيرلندا وموناكو وقطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى