أولى

أردوغان المأزوم

جمال القادري*

بعد أن فقد كلّ أوراقه وأدواته الإرهابية التي حارب بها الشعب السوري على مدار تسع سنوات، بدأ رئيس النظام التركي رجب أردوغان عدواناً مباشراً على الأراضي السورية، مسفراً عن وجهه القبيح وتعطشه لسفك الدماء واحتلال أراضي الغير، والتدخل بشؤون دولة مستقلة ذات سيادة، ضارباً عرض الحائط بكلّ القوانين والأعراف الدولية، في محاولة يائسة منه لتحقيق أطماعه التوسعية وإحياء السلطنة العثمانية البائدة، والأوهام التي تداعب مخيّلته المريضة والهروب إلى الأمام من الأزمات الداخلية والخارجية التي يعيشها والناتجة عن سياساته الرعناء.

السلجوقي أردوغان، وصل إلى مرحلة فقد فيها الوعي والاتزان، بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري واستعادته مساحات واسعة في ريفي حلب وإدلب، وإفشاله المخطط الإجرامي لرأس النظام التركي وأدواته وأعوانه، وما رافق ذلك من صمود قلّ نظيره للشعب السوري الذي يقدّم التضحيات الجسام لدحر كلّ المحتلّين والغزاة، ما شكل بدوره صدمة كبيرة لهذا «الأخونجي» راعي وداعم الإرهاب الأول في المنطقة.

لا يمكن وصف هذا المجرم أردوغان إلا بالشخص المريض والفاقد للوعي، وإلا ما ارتكب كلّ هذه الحماقات بحق الشعب السوري وشعوب المنطقة، فهو الذي ساهم بسفك دماء السوريين وسرق المعامل والمصانع من حلب وإدلب، وحرّض ودعم وموّل الإرهابيّين وفتح الحدود أمامهم للدخول إلى سورية وارتكب أبشع الجرائم التي يندى لها جبين البشرية جمعاء، وسط صمت دولي مطبق من القوى والدول التي تدّعي زوراً وبهتاناً حرصها على القانون الدولي وحياة وحقوق الشعوب.

إنّ ما يقوم به أردوغان المتعطّش للدماء، لا يمكن وصفه بالمغامرة فقط بل هو مقامرة لن يخرج منها إلا منهزماً مكسوراً كأسلافه من المجرمين والقتلة، ولن يكون مصير أدواته من المجموعات الإرهابيّة المسلحة مختلفاً عن مصيره، ما دام أبناء الشعب السوري متمسكين بوطنهم وسيادته واستقلالية قراره الوطني، ومستعدّين لتقديم الغالي والنفيس في سبيل كرامتهم وعزة وطنهمومن هنا فمن المؤكد أنه لن يكون لأردوغان ولجنوده ومرتزقته ولأيّ محتلّ وغاز موطأ قدم على هذه الأرض الطاهرة مهما كان الثمن.

يواجه أبناء سورية اليوم، الأصيل، بعد أن واجهوا خلال السنوات الماضية الوكيل الإرهابي الذي اندحر وانهزم شرّ هزيمة، فتدخل الأصيل لرفع معنويات أدواته وعملائه المنهارة، متذرّعاً بأكاذيب باطلة وحجج واهية، فضحَها أبناء سورية الشرفاء الذين أعلنوا استعدادهم للتصدّي لهذا العدوان ودحره وردّه على أعقابه. وهذا ما يحصل، فبواسل جيشنا يسطرون أروع ملاحم البطولة والرجولة في مواجهة المعتدين على الحدود الشمالية، متسلحين بالإيمان بوطنهم وشعبهم وقيادتهم.

لقد تورّط أردوغان، ولن يستطيع الخروج مما أوقع نفسه فيه إلا بانسحاب قواته المحتلة من أرضنا الطاهرة. فهذه «الأرض لنا، حرام على غيرنا»، ولن يستطيع هو أو غيره من قوى البغي والعدوان تحقيق أيّ من أهدافهم ومخططاتهم الدنيئة، ما دام أبناء سورية الشرفاء صامدين ومتحدين في وجه الإرهاب وداعميه.

إنّ أبناء سورية الذين واجهوا ولا يزالون المجموعات الإرهابية المسلحة ويلحقون بها الهزائم، عازمين ومصمّمين على التصدي للعدوان التركي السافر الذي لن يكون مصيره سوى الفشل. ومن المؤكد أنّ مغامرة رأس النظام التركي ستكون الأخيرة في مسيرته السياسية، والأوْلى بالشعب التركي أن يتدخل لوضع حدّ لهذا الشخص المريض الذي ورّط شعبه وبلده في الكثير من المشاكل والأزمات الداخلية والخارجية.

تحيّة إلى أبطال الجيش العربي السوري الذين واجهوا آلة القتل الأطلسية ودحروها، وكلّ التحية إلى أرواح شهدائنا الأبرار الذين صنعوا بدمائهم وتضحياتهم نصراً ستتغنّى بأمجاده الأجيال.

ـــــــــــــ

*عضو مجلس الشعب ورئيس الاتحاد العام لنقابات عمال سورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى