أولى

التعليق السياسي

التعليق السياسي

عند بداية ظهور الفيروس المستجدّ لبنانياً لم يهتم البعض للجانب الصحي الوطني بقدر اهتمامهم بالتنمّر السياسي باعتبار مصدر الإصابات الأولى كان إيرانياً، فرفع بعضهم تنمراً شعار «شكراً إيران»؛ وتصرف بعض آخر وكأن إجراءات الحكومة نقطة ضعف لستجيل الربح السياسي عليها بالنيل من حزب الله ووزير جاء من بيئته القريبة وتصوير الجميع في موقع الاستهتار بصحة اللبنانيين كرمى لعيون العلاقة بإيران، رغم أن أشد البيئات تقيداً بالتدابير الوقائية وبالحجر وبالفحوص كانت البيئة المحسوبة على حزب الله، بما في ذلك بعض قادة الحزب.

مع انتقال لبنان من مرحلة الاحتواء إلى التسرّب وظهور حالات مصدرها غير إيران تساهل الكثير من الممسكين بأدوات التأثير بالرأي العام وتجاهلوا وساهموا في حالة استهتار شعبية في بيئات لهم فيها تأثير لو استعملوه لشد اهتمام الناس لإجراءات الوقاية لساعدوا في تفادي بعض الفوضى التي رافقت هذا التسرب.

المزايدة على الحكومة في ما يجب فعله شكل هاجس مَن يريدون التنمّر عليها من سياسيين وأحزاب ووسائل إعلام، مرة بالدعوة بلغة التحدي لوقف الرحلات مع إيران وبعدها بإعلان حالة الطوارئ، والحكومة بتوقيت مناسب فعلت ما يلزم لوقف الرحلات مع إيران وغيرها وعند الضرورة ستفعل أكثر من الدعوة لمنع التجمعات إذا بقي الاستهتار.

يمكن هنا أن ندعو لوقف اللعب السياسي ونقول كفى. فالأمر على درجة من الجدية تستدعي التضافر. فهل يمكن أن نتصرف بقدر من المسؤولية يشبه ما فعله طلاب الطب في الجامعة اللبنانية الذين قد يحملون أفكاراً سياسية متنوّعة بينهم من يؤيد ومن يعارض الحكومة، لكنهم تطوّعوا بدافع وطنية خالصة للمساهمة في مواجهة التحدّي ووضعوا جانباً ولاءاتهم السياسية. فهل تصيب هذه العدوى السياسيين والإعلاميين لنمنع أن تصيب عدوى الفيروس القاتل مزيداً من اللبنانيين؟

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى