أخيرة

«كل مواطن خفير ومسؤول».. مبادرة للتعميم في مؤسساتنا: حملة تعقيم في ثانوية الأسد المختلطة – قلعة جندل

في الملمات والشدائد تعرف معادن الأفراد، نفوسهم وقيمهم وتتوفر فرصة بائنة للحكم بينهم ليكون منهم فاضل ومفضول، معطاء ومقصر، نبيل وانتهازي..

وكثيرون يتطاولون على سورية الانتصار، ويتعامون عن حقائق معدن إنسانها الفائقة السطوع، انتمائه، نبله، وطنيته، تمسكه بالمجتمع والأرض والدولة والنظام العام والسيادة والعزة والكرامة؛ وهذه القيم العقلية النفسية ميّزت إنساننا منذ بدء الحياة في هذه الأمة. كان النموذج السوري العام أن في النفس كل فن وعلم ونبل وفلسفة في العالم.. هذه الروحية شكلت رحماً للرسالات الدينية لتكون سورية أمها مباشرة وبشكل غير مباشر، بلا منازع وملهمها الروحي والنفسي والأخلاقي.. رغم ان المفاسد لا تصيب المجموع كله بل تصم الأفراد، وهم في وصمة فسادهم يكونون حتى عبرة أخلاقية وامثولة في مآل فسادهم ومصيرهم في سياق الحياة العامة.

طلاب ثانوية الأسد المختلطة في قلعة جندل إقليم حرمون من محافظة ريف دمشق لم ينتظروا إيعازاً بل هبّوا لأداء مهمتهم في عملٍ طوعيّ يانعٍ كإشراقة أيديهم .

تربيتهم الوطنية وإدارتهم التربوية الرشيدة أطلقتا الفكرة لتكون نموذجاً يحتذى في كل مدارس ومؤسسات الوطن السوري، ونظمتا حملة تطوعية شارك فيها الطلاب والمدرّسون والحجاب والموظفون كيد واحدة وعين واحدة تسهر على الصحة والسلامة. فالصحة عامة والسلامة عامة في كل حال. لأن الإنسان الحقيقي هو المجتمع بحضور افراده المنتمين.

وكتبت المربية المديرة ولفة يوسف الخطيب على صفحتها في فيسبوك تعليقاً مع صور عن الحملة، الآتي:

«بكم نحن نكبر

قبل أن يأتينا أي إيعاز قام طلاب مدرستنا ثانوية الأسد المختلطة قلعة جندل بحملة نظافة وتوعية وبذلوا جهوداً مشكورة نهاري الأربعاء والخميس 11 و12 /3/ 2020، وذلك ضمن مبادرة لنشر الوعي وثقافة تنظيف وتعقيم أمكنة إقامتنا ودراستنا. فالشكر الجزيل لطلابنا ولمشاركتهم الجميلة».

وما يلبث الضوء ان ينتشر، حتى بادرت وزارة التربية غلى تقدير النشاط وتمّ تعميمه على نطاق واسع. وتداعى المواطنون للتبرع بما يستطيعون من مواد تنظيف وغيرها.. دائما النار تبدأ من عود ثقاب..

نعم، بأيديكم وأيديكن، بوحدتنا جميعاً، نكبر.. وننتصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى