حديث الجمعة

ورد وشوك

 

 

خُلق الإنسان هلوعاً

إذا مسَّه الشر جزوعاً

قاعدة إلهيّة عامة لا تحتمل الاجتهاد ولا التأويل وصفت الإنسان بمجمل ظروفه وحالاته وأوضاعه بمكانته وإمكانياته بضعفه وقوته بإذعانه وتجبره….

صحيح أن واضع القاعدة جعل لها استثناء، لكنه بقي محدوداً بتفسيره وصدق تطبيقه من قبل الإنسان, في زمان غلب فيه الفجور على مستوى الأفراد وعلى المستوى الدولي التنكر لمفهوم أن الحاكم هو إنسان وهو خليفة الله في الأرض بما له من صفات أهمها إحقاق الحق وإبطال الباطل إعمالاً لمبدأ الثواب والعقاب….

فتجلّت واضحة معاني بقية القاعدة: إذا مسّه الخير منوعا….. وعليه نشأت الصراعات وقامت الحروب فخلفت البؤس والدمار.

فقر مدقع هنا وإثراء فاحش هناك

جوع وتخمة

ارتفعت الأثمانأثمان الأشياء وانخفض سعر وقيمة جوهر الإنسان فكان لزاماً توجيه رسالة قاسية من السماء تتماشى مع ما ساد في الأرض من فساد، سواء بفعل فاعل أو بأمر من أراد شيئاً أن يقول له كن فكان.

أن أعيدوا الحسابات واتقوا غضب من منح فرصاً للتوبة والاستغفار ومحاسبة الذات واتقائه في العباد قبل حلول يوم لا ينفع فيه مال أو جاه.

ضيف ثقيل لا يُرى بالعين المجردة أقضَّ مضاجع الأفراد والحكام بفعله أوقف الأرض عن الدوران فتغيّرت الدنيا بين عشية وضحاها، سكتت فيها عجلة الاقتصاد، والساسة لاذوا بالفرار. تسكرت الأبواب والموت راح يتجوّل في الشوارع حاصداً ما همّه ساكن القصر أو من بات يومه تحت الخيام منادياً ما رحمتم أنفسكم فإليِّ المآب.

صلة وصل بينكم وبين مُنزل العقاب….

تُرانا استفقنا من الثبات أم أننا جُلاس أمام شاشة عظيمة نتابع فلماً سينمائياً من إنتاج مؤسسات ترويج عالم الخيال

ربي إنَّا اعتصمنا بحبلك أن أجرنا مما نخاف.

 رشا المارديني

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى