حديث الجمعة

مختصر مفيد حزب الله لا ينشغل

في مطلع العام 2015 وتمدّد داعش في الذروة والهجوم التركي شمال سورية يسطو على محافظة إدلب ويضعها عهدة بيد جبهة النصرة، وحزب الله يقاتل على كل الجبهات السورية مع الجيش السوري وفصائل المقاومة، وقبل أن تتموضع روسيا في خنادق المواجهة، اعتقد الإسرائيليون أن حزب الله المنشغل بالحرب في سورية فرصتهم لتغيير قواعد الاشتباك وكسر موازين الردع، فخرجوا إلى صيدهم، يغتالون المقاوم جهاد عماد مغنية في عملية القنيطرة.

جاءت عملية مزارع شبعا الشهيرة كردّ على عملية القنيطرة لتلزم العدو بالقول إنه مصاب وجريح ومتألم، لكنه سيعضّ على الجرح ومنعاً للتصعيد، وجاء الكلام الأميركي معبراً، برسالته لقادة الكيان عن الضربة المؤلمة ولكن التي لا تبرر الذهاب إلى الحرب، لكن الأهم في الدرس الذي صاغه حزب الله هو ما كان قاله أمينه العام السيد حسن نصرالله عن أن الحزب لا ينشغل، وأن جهوزيته للحرب في سورية لا أثر لها على جهوزيته في مواجهة كيان الاحتلال.

قبل أيام أعلن السيد حسن نصرالله أن الحزب أعلن التعبئة لطاقاته ومقدراته لمساعدة الشعب والدولة على مواجهة العدو المتغلل والمتسلل «فيروس كورونا». وقبل يومين أعلن رئيس المجلس التنفيذي للحزب السيد هاشم صفي الدين شكل هذه التعبئة مفصلا بتوزع أكثر من عشرين ألفاً من أطباء وممرضين ومهندسين في جبهات المواجهة كاشفاً عن تصنيع أجهزة تنفّس إصطناعي من الفرق الفنية في الحزب، وعن قيام متطوّعيه بحملات تعقيم لمئات البلدات والقرى.

مرة أخرى يأتي خبر عن الإعلام الإسرائيلي بإسقاط طائرة شراعيّة يقولون إنها لحزب الله ومصدرها جنوب لبنان، وبمعزل عن صحته، وسواء كانت طائرة شراعية أما طائرة ورقية يلعب بها أحد أطفال القرى المتاخمة للشريط الشائك الذي يفصل الجنوب اللبناني عن فلسطين المحتلة، وسواء كان الاحتلال قد أسقطها أم لا، فإن الخبر يقول إن حزب الله لا ينشغل أبداً، وإن ما يرصده للمواجهة مع الاحتلال من مقدرات وخطط ومشاريع لا تتاثر بأي جبهة مواجهة أخرى مهما عظمت. فهو حزب مهام كثيرة، لكنه أولاً وأخيراً حزب المقاومة وحزب للمقاومة.

 

ناصر قنديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى