اقتصاد

وزير الصحة: لا زلنا في عين العاصفة وفي دائرة الخطر وعودة المغتربين تحدٍّ جديدٌ لنا

 

قدم وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن تقييماً تحليلياً للوضع الوبائي في لبنان من خلال عرض تقني يفصل تطور الوباء والإصابات بعد مضي أسبوعين من التعبئة العامة ومتابعة تدابير الاحتواء التي تطبقها وزارة الصحة العامة، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الصحة العامة، واستهله بتوجيه التحية إلى «فريق العمل في الوزارة، بدءاً من المدير العام إلى رؤساء المصالح والإدارات، لا سيما الطب الوقائي والترصد الوبائي ومديرية المستشفيات والمستوصفات والفريق التقني والإعلام وفريق المستشارين»، منوهاً بـ «ما يظهرونه من تعاون بناء ونشاطات تكاملية بهدف تحقيق مواكبة واقعية وشفافة لخطة مواجهة الوباء».

وشدد على أن «هذه المواجهة هي شراكة بين الحكومة والمرجعيات الرسمية التي تخطط وتتابع وتصدر الإرشادات والتعليمات، وبين المجتمع المدني الذي هو الشريك الأساسي، لأن انضباط المجتمع هو الذي يترك التأثير الأكبر في عملية مواجهة الوباء»، وقال: «إن الفيروس ذكي، لكن الإنسان يكون أكثر ذكاء منه إذا ما عرف كيف يواجهه ويمنعه من الانتشار».

وأضاف: «إن المعطيات التي لدينا لغاية أمس جيدة، إنما تبقى محفوفة بالخطر والحذر. وإذا ما تصرف مجتمعنا بما يتفق مع الإرشادات والتعليمات ينجح في أن يحول دون وقوع المحظور الذي يعني تفشي الوباء بسرعة، على غرار ما حصل في مختلف دول العالم، حيث رأينا أن أي منظومة صحية لم تتمكن من مواجهة الوباء عندما اجتاح المجتمع».

وتابع: «إن معدل الانتشار المحلي لا يزال ضعيفاً، إنما ليس من مبرر على الإطلاق حتى يعتبر مجتمعنا أن المنازلة قد انتهت، فنحن لا نزال في صلب الأزمة. وإن المنازلة مستمرة بين السعي إلى حماية كبارنا الأكثر عرضة للخطر وبين جيل الشباب الذين هم المصدر الأساسي لنقل العدوى والوباء».ثم عرض وزير الصحة العامة رسوماً بيانية ومؤشرات، واستهلها برسم يظهر تطور الوضع في الأسبوعين الأخيرين، بدءاً من وصوله إلى ذروته في تسجيل 68 حالة في يوم واحد في الثامن عشر من آذار عندما تمّ الإعلان عن إغلاق كل نقاط الدخول والخروج، وقال: «إن المجتمع بدأ ينضبط منذ ذلك الحين نتيجة الخوف والالتزام، رغم بروز بعض الخلل في هذا الانضباطـ إلا أن في الإجمال بدأ عدد الإصابات يتراجع، وهذا أمر جيد نلمسه الآن بعد مرور أسبوعين. وللجنة الوطنية لمكافحة وباء كورونا برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدور المهم الذي قامت به في هذه المرحلة».

وتناول الوزير حسن مسألة زيادة ضعف العدد التراكمي، وقال: «إن عدد الإصابات كان يتضاعف كل خمسة أيام، إلا أننا اليوم بجهد الجميع نقترب من الوصول إلى الهدف، وهو تضاعف الرقم كل عشرة أيام. وقد تبين أننا نستطيع تحقيق هذا الرقم، متبعين مثال اليابان وسينغابور اللتين استطاعتا تحقيق ذلك. واقترب لبنان من هذا الهدف مع ارتفاع العدد إلى 497 إصابة، بعدما كان قبل عشرة أيام 237».

أضاف: «لا نزال في عين العاصفة وفي داخل دائرة الخطر، خصوصا أن الانزلاق خطر جدا وسريع جدا في حال لم نعرف كيف ندير المعركة، خصوصاً أننا نسير فيها بسلاح متوسط، فنحن لسنا ضعفاء، لكننا لا نملك سلاحا فتاكا. ندير المعركة بحكمة وبصيرة ووعي للإمكانات الموجودة وبثقة مطلقة بالمجتمع المدني والأهلي ومؤسسات الدولة الشريكة، لا سيما وزارات الدفاع والداخلية والشؤون الاجتماعية».

وعرض الوزير حسن رسماً بيانياً يظهر توزع الإصابات بين الوافدين باللون الأحمر، والمقيمين باللون الأزرق، وقال: «منذ توقيف الموانئ البحرية والجوية والحدود البرية، تراجعت نسبة الإصابات من قبل وافدين، لكن نسبة الإصابات المحلية ارتفعت. فيوم اول أمس، بلغ عدد المصابين من الوافدين النسبة الأدنى، فيما كانت النسبة الأكبر من الإصابات أو العدوى المحلية. والخطر أن ترتفع نسبة الإصابات المحليةباللون الأزرقالأأمر الذي يعني أن العدوى المجتمعية تنتشر، ما قد يأخذنا إلى المجهول».

أضاف: «التزام التعليمات هو الذي يبشر بالخير. أما نذير الشر فسيكون ارتفاع اللون الأزرق».

وتابع: «سنشهد مرحلة جديدة تبدأ الأحد المقبل ببدء وصول قوافل المغتربين الراغبين في العودة إلى الوطن. وفي هذا الأمر تحدّ جديد، فإذا نجحنا بشكل جزئي في التحدي الأول، ستكون العبرة والخلاصة في التحدي الثاني. ولذا، يجب التزام الإجراءات والتوصيات والخطة الموضوعة في مجلس الوزراء، والتي تشرك كل الوزارات ذات الصلة بتحمل المسؤولية»

وأعلن الدكتور حسن أنه «تم تسجيل حالتي وفاة إضافيتين اليوم، الأمر الذي يرفع عدد الوفيات إلى 14 حالة»

وأضاف: «إن نسبة الوفاة كانت 1,5 في المئة لمن تتراوح أعمارهم بين 40 و49.

4,3  في المئة لمن هم بين 50 و59.

2,1  في المئة لمن هم بين 60 و69.

13  في المئة لمن هم بعمر 70 وما فوق».

وتابع: «إن نسبة الوفيات المسجلة في لبنان تبلغ 3 في المئة، وهي رقم مقبول، علماً بأننا نحزن كثيراً على كل شخص نفقده، خصوصا إذا ما كانت خسارته نتيجة إهمال أو تقصير من ذوي الضحية».

وتوجه وزير الصحة برسالة إلى اللبنانيين قال فيها: «نريد أن نربح المعركة بإمكاناتنا المتواضعة وعزيمتنا القوية وإصرارنا الذي لا حدود له».

والتقى وزير الصحة العامة وفداً من شركة «هواوي» للتكنولوجيا ضم المدير الإقليمي للشركة بول فانج ومدير العلاقات العامة محمد شرارة، بحضور مدير مكتب الوزير حسن عمار.

وأبلغ الوفد حسن عن تقديم هبة لوزارة الصحة تشتمل على تركيب أجهزة اتصالات ذكية ومتطورة تسهل الاتصال المرئي عن بعد في مرحلة مواجهة وباء «كورونا»، بين كل من الوزارة والمستشفيات الحكومية والصليب الأحمر إضافة إلى برنامج لتحليل المعلومات.

 كذلك، التقى الوزير حسن وفداً مشتركاً من مستشفيي الساحل وبهمن بحضور النائب فادي علامة، وضعه في أجواء الاستعدادات لتجهيز مبنى يخصص لمواجهة وباء كورونا، بإدارة مشتركة من المستشفيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى