حديث الجمعة

نهايات عجولة

 

 

قبل أن نبدأ

أكتبُ لكَ رسالةًولا أنهيها

أبدأُ بمهاتفتكَ

ثمّ أغلقُ السّمّاعةَ قبل انتهائي من الأرقام

أتخيّلُ بداية ارتشافي لفنجان قهوة معكَ

ثمّ أسكبُ قهوتي على الطّاولةِ

أركبُ الحافلةَ آتيةً للقائكِ

فأترجّلُ في منتصفِ الطّريقِ لأتنزّه بمفردي

فأنا

لا أحبّ إنهاءَ أيّ شيءٍ

فنهايتي دائماً على أهبةِ الاستعدادِ للمثولِ أمامي بكاملِ أناقتها

فإنهاء أشيائنا معناهُ انتهاؤنا

ولهذا السّبب

أنهيتُ قصّتنا قبل أنْ تبدأَ 

***

كانتِ الجثثُ منتشرة في كلّ مكانٍ في الحيّ،

خرجتِ النّسوةُ ليبحثنَ عن جثّةِ زوجٍ أو أخ أو عاشق

عمليّةُ البحثِ هذه بالذّات ليست لإيجاد الجثّة التي يبحثنَ عنها،

بل

لعدمِ إيجادها

يحصلُ هذا كثيراً في حياتنا

نبحثُ عن الأشياءِ لا لنتأكّدَ من وجودها

بل

لنتأكّدَ من عدمِ وجودها

فاليقين قد يكون النّهاية

وفي الشّكّ عزاء لنا !!

ريم رباط

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى