مرويات قومية

الرفيق موسى جريس (أبو جورج) والحزب في مخيم «ضبية» بانتظار المزيد

عرفت الرفيق موسى جريس، المعروف بِاسم أبو جورج، في أواخر الستينات. كان مقيماً في مخيّم «ضبيةالمتن الشمالي» وناشطاً في اتحاد عمال فلسطين، إلى أن غادر إلى النروج حيث ما زال مقيماً.

هذه المعلومات التي كنت استلمتها من الرفيق جريس بتاريخ 13/01/2013، أنشرها على أمل أن أستلم منه لاحقاً، أو من رفقائنا في الضبية، ومنهم حضرة الأمين أنطون خليل(1)، والرفيق أنطون راغب، ما يغني تلك المعلومات.

من جهة ثانية، كنّا نشرنا نبذة مضيئة عن الرفيق المناضل الراحل جبران الاطرش، الذي كان انتقل في آخر سنيّ حياته إلى مخيم الضبية. لمن يرغب الإطلاع، نقترح عليه الدخول إلى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

* * *

« بداية، أودّ أن أشير إلى أنني تعرّفت على الحزب عندما كنت في العاشرة من عمري، وذلك في العام 1954 في مخيّم الرشيدية قضاء صور في الجنوب اللبناني، لأننا انتقلنا من قريتنا البصة عام 1948 بعد النكبة إلى ذلك المخيّم المذكور، وفي عام 1956 تمّ نقلنا إلى مخيّم ضبية في عملية فرز طائفي مقيتة أقدمت عليها السلطات اللبنانية، حيث أقامت مخيمات للمسيحيين الفلسطينيين، وهي مخيم الضبية وجسر الباشا ومار الياس. وهذه قصة طويلة من مسيرة معاناتنا في الكيان اللبناني.

تعرّفت على الحزب من خلال أساتذتي في المدرسة، وهما الرفيق يوسف أيوب حداد(2) ويوسف الشاعر(3)، ولستُ متأكداً إذا كانا قد انتسبا إلى الحزب في فلسطين أم في لبنان، والاثنان يعيشان الآن في الولايات المتحدة الأميركية وقد بلغا العقد الثامن أو التاسع من العمر.

وعندما انتقلنا إلى مخيم الضبية، تابعت أخبار ونشاطات الحزب، ولم أصبح عضواً عاملاً إلّا عند بلوغي السادسة عشرة من العمركان الحزب السوري القومي الاجتماعي هو الحزب الوحيد في مخيم الضبية، بينما كان عدد المنتسبين إلى حزب الكتائب لا يتجاوز أصابع اليد، وجميعهم من قرى الجنوب اللبناني الذين تركوا قراهم عام النكبة وقدموا إلى المخيم وسُجّلوا كلاجئين، علماً أنّهم لبنانيون!

كان الحزب ينشط في أوساط أهالي المخيم، من خلال إقامة الحلقات الإذاعية وإقامة المهرجانات في المناسبات الرسمية، كالأوّل من آذار والثامن من تموز وذكرى التأسيس، وكان الأول من آذار مميزاً بحيث كانت تُنار قمم الجبال ليل الأوّل من آذار في عيد ميلاد الزعيم. كما كان القوميون الاجتماعيون ينشطون خارج المخيم بناءً على طلبات المركز وما تقتضيه الضرورات الحزبية. ومن أكبر النشاطات التي قام بها الحزب هو الحشد السوري القومي الاجتماعي الكبير الذي أُقيم في المخيّم في العام 1959(4)، وحضرته وفود حزبية من مختلف المناطق اللبنانية وعلى رأسهم الأمين الدكتور عبدالله سعاده، وغيرهم من الرفقاء المسؤولين ولا أذكر تاريخ اليوم أو الشهر.

لقد كانت الحلقات الإذاعية والندوات الحزبية عاملاً أساسياً في تعميم الوعي القومي لدى المواطنين، وقد كانت تتوافد أعداد كبيرة من المسؤولين الحزبيين أذكر منهم الرفقاء: جبران جريج، عبدالله قبرصي، حيدر عيسى، عصام شريح، ياسين عبد الرحيم وغيرهم(5). لقد تأثّر الحزب في المخيم بالظروف التي مرّ بها، فانقسم القوميون بين الولاء للمركز وبين ما سُمّي بالانتفاضة (جورج عبد المسيح)، وأصبح هناك مديريتان تتنافسان على كسب المواطنين، وإن كان في النهاية الهدف واحد هو الإيمان بالعقيدة السوريّة القومية الاجتماعية.

ثمّ جاءت المحاولة الانقلابية التي قادها الحزب، لتضع حدّاً للنشاط الحزبي، وقامت السلطات اللبنانية باعتقال جميع القوميين ومن يؤيّدهم، وقد كان نصيبهم التعذيب في أقبية المكتب الثاني اللبناني، وكان من نصيب الرفيق المرحوم جبران الأطرش الحكم بالإعدام ومن ثمّ الإفراج عنه لاحقاً كباقي القوميين المعتقلين المحكومين. كما أصبح المخيّم خاضعاً لسلطة المكتب الثاني، التي أوجدت مكتباً لها لتراقب النشاط الحزبي وغيره.

وأذكر من القوميين الرفقاء: يوسف أيوب حداد، فؤاد رضا الليوس وشقيقته ثريا، إسكندر أندراوس، بديع الشاعر، ميخائيل خليل وشقيقه جريس خليل، فيكتور يونان، سهيل ورور، نمر قزوح، جريس قزوح، حنا حداد، جاد الله حداد، ميلاد حاصباني، نمر حاصباني، جوليا حاصباني، جريس حاصباني، حبسة حداد، يوسف مالك، يوسف الشاعر، جبران الأطرش، يوسف الليوس، رضا جدعون، طنوس دورو، سامي حمدان، سليم معتوق، جوزيف معتوق، سلوى فريوات، إميل خوري وسمير خوري. وهنا، لا بدّ من الإشارة إلى أنّه ومع احتلال القوى اليمينية للمخيم عام 1976، تشرّد أهالي المخيم وتوزّع معظمهم بين دول الخليج العربي وبلدان الاغتراب في كندا والولايات المتحدة وأستراليا وبعض البلدان الأوروبية، وانقطع التواصل فيما بينهم نوعاً ما.

كان لديّ بعض الصور، ولكن مع احتلال المخيّم صودرت كل ممتلكات منزلي من قِبل القوات اللبنانية كما الآخرين، وخرجنا من المخيم صفر اليدين.

 

هوامش:

1 – كنت رافقت انتماء الأمين أنطون خليل، والرفيق ريمون قرطباوي الذي كان غادر الوطن، وكنت أطمئن دائماً عنه كلّما التقيت الأمين أنطون إلى أن عرفت برحيله. كان رفيقاً جيداً.

2 – يوسف حداد: توفي مؤخراً وقد عممت نبذة عنه. للإطلاع على الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info  .

3 – يوسف الشاعر: يُفترض أن يكون غير الرفيق يوسف الشاعر الذي ذكرته أكثر من مرّة على أنّه من مؤسسي العمل الحزبي في كلية الآدابالجامعة اللبنانية، كان مديراً وناظراً للإذاعة وناشطاً حزبياً. غادر إلى مدينة «مندوسا» في الأرجنتين، حيث وافته المنيّة. من بلدة تنورين. شقيق الرفيق د. رامح والرفيقة غريتا.

4 – حضرت المهرجان المذكور، وكنت في أوائل سنوات انتمائي إلى الحزب. مراجعة ما أوردت عنه على الموقع المذكور آنفاً.

5 – مراجعة ما نشرت عنهم على الموقع المذكور آنفاً.  

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى