الوطن

الولايات المتحدة تواصل سرقة النفط السوريّ

تقرير إخباري

رغم توالي التحذيرات بشأن قيام أميركا بسرقة النفط السوري، يواصل الجيش الأميركي إرسال تعزيزاته العسكرية واللوجستية إلى شمال شرق سورية، وذلك لتعزيز قبضته على حقول النفط السوري بذريعة حمايتها.

وكشفت تقارير عن جديد الأفعال الأميركية بنهب حقول النفط السورية وقيامها بتعزيز مواقعها في حقل العمر النفطي بريف دير الزور بمعدات عسكرية عبر عملية إنزال جوي.

وفي تفاصيل جديدة، نفذت طائرات أميركية، عملية إنزال جوي لإمدادات لوجستية وعسكرية للقواعد التي تتمركز فيها القوات الأميركية في ريف دير الزور الشرقي، شمال شرقي سورية، حيث نشر موقع «نورث برس»، تسجيلاً مصوراً، يظهر قيام طائرة عسكرية بإفراغ حمولتها عبر إنزالات جوية بالقرب من قاعدة «حقل العمر» النفطي بريف دير الزور الشرقي، لافتاً إلى أن «العملية تمت في وقت متأخر من يوم السبت 2020/4/4».

وتزامنت عملية الإنزال في منطقة «حقل العمر» النفطية مع دخول العشرات من الشاحنات إلى مناطق شمال وشرقي سورية، قادمة من منطقة كردستان العراق وعلى متنها معدات لوجستية وعربات عسكرية وذخائر، حيث تم إفراغ حمولتها في كل من قاعدتي «قسرك» (25 كلم) شمال الحسكة، وقاعدة «الشدادي» (60 كلم) جنوبها وفق صفحة «شبكة الخابور» المحلية.

ويعدّ حقل العمر أكبر حقول سورية النفطية وأشهرها ويقع في ريف دير الزور إضافة للآبار والحقول المحيطة به كحقل العزبة، وتخضع كلها لسيطرة «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة من القوات الأميركية. وتضم محافظة دير الزور أكثر الآبار والحقول النفطية السورية على الحدود مع تركيا.

وفي 11 من آذار الماضي، استقدمت القوات الأميركية إلى قاعدتها في «حقل العمر»، أسلحة مدفعية بعيدة المدى، وقال حينها الموقع الرسميّ لما يسمّى «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، إن «الغرض من هذه التعزيزات المكونة من أسلحة مدفعية ثقيلة هو حماية القواعد العسكرية، ودعم العمليات المشتركة مع قسد في محاربة داعش».

كما كشفت تقارير إعلامية في 5 كانون الثاني 2020، عن وصول عشرات الشاحنات الكبيرة المحملة بمدرعات ومعدات عسكرية ضخمة تابعة للقوات الأميركية إلى قواعدها في منطقة شرق الفرات، تضم أكثر من 100 شاحنة محملة بمعدات وعتاد عسكري وتجهيزات لوجستية ضخمة دخلت الاراضي السورية عن طريق معبر «الوليد» الحدودي غير الشرعي بين سورية ومنطقة كردستان العراق، وذلك ضمن خطواتها المتسارعة لتعزيز قبضتها على حقول النفط السورية وفي محيطها.

كذلك أكدت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا»، في يوم الجمعة 17 كانون الثاني الماضي، أن «الولايات المتحدة الأميركية أدخلت قافلة جديدة إلى الأراضي السورية، مؤلفة من عشرات الشاحنات المحملة بمدرعات عسكرية ومساعدات لوجيستية، توجهت إلى آبار النفط في الحسكة ودير الزور». وأضافت أن «قافلة أميركية من 75 شاحنة دخلت مساء الخميس بشكل غير شرعي من معبر سيمالكا مع إقليم شمال العراق، واتجهت إلى آبار النفط في الحسكة ودير الزور، وهي تحمل مدرعات عسكرية وذخائر ومساعدات لوجيستية لنقاط سيطرتها ومجموعات قسد هناك».

في هذا السياق، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كانون الأول الماضي، بعد لقاء جمعه مع الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبيرغ، في لندن، أن «أميركا وضعت النفط في سورية تحت سيطرتها وبات بمقدورها التصرّف به كما تشاء»، قائلاَ: «لقد حاول داعش حفظ سيطرته على النفط، أما الآن فأصبحنا نحن الذين نسيطر عليه بشكل كامل.. لم يبق في هذه الأراضي (السورية) من عسكريينا سوى من يحمون النفط. النفط في أيدينا ويمكننا أن نفعل به ما نشاء».

وجاء ذلك على خلفية التصريحات المتناقضة التي كررها «سمسار» البيت الأبيض في أواخر عام 2019، عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول انسحاب القوات الأميركية من سورية بحجة القضاء على جماعة «داعش» الوهابية، ليكشف زيف ادعاءاته وزير دفاعه مارك إسبر بتأكيده لاحقاً أن «واشنطن ستُبقي على قواتها العسكرية في سورية للحفاظ على سيطرتها على حقول النفط والغاز الرئيسية فيها».

وفي تشرين الأول الماضي، أعلن ترامب عن سحب القوات الأميركية من منطقة عملية «نبع السلام» العسكرية، التي شنتها تركيا في التاسع من الشهر نفسه، ضد المقاتلين الأكراد شمال شرقي سورية، لكنه أقر في الوقت ذاته بنية واشنطن إبقاء الحقول النفطية في هذا الجزء من سورية تحت سيطرتها.

إنّ كل كلمة يتفوّه بها ترامب في هذا المجال تقع ودون أدنى شك في إطار سعيه لحصاد إعلامي مع الاقتراب من موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية 2020، لكن ما بدا واضحاً وليس فيه أي غموض هو الإدلاء بتصريحات زائفة لجأ اليها الرئيس الأميركي حين أعلن الانسحاب من شمال سورية بذريعة القضاء على «داعش»، ليبرر بها التمركز العسكري الأميركي غير الشرعي في سورية، وما اعقبته من تصريحات نطقت بها مختلف الجهات السياسية والعسكرية الأميركية جاءت لتؤكد نية ترامب بقاء العديد من الوحدات العسكرية الأميركية في محيط حقول النفط السورية والتمركز فيها بزعم «حماية» تلك الحقول من سيطرة «الارهابيين»!

وهذا يذكرنا بفضيحة مماثلة ظهرت على لسان المبعوث الأميركي الخاص حول سورية، جيمس جيفري، حين اعتبر الوجود العسكري الأميركي في سورية «مشروعاً»، زاعماً بأن «واشنطن تريد ضمان ألا تقع حقول النفط شمال شرقي البلاد في أيدي الإرهابيين»، فيما يعرف القاصي والداني أن جماعة «داعش» الارهابية هي صنيعة أميركية تهدف إلى تبرير التمركز العسكري الأميركي في المنطقة وتحقيق مصالح واشنطن التي طالما استخدمت قواتها لحماية هذه العناصر الإرهابية المجرمة، وقامت بإرسال الإمدادات العسكرية واللوجستية لها عبر عمليات الإنزال الجوي للطائرات الأميركية وهو ما بات عنواناً بارزاً على وسائل الإعلام بعدما وثقته عدسة الإعلام الحربي عبر صور ومشاهد تفصيلية.

وإلى جانب هذه الوثائق هناك معلومات استخبارية دقيقة وأدلة ميدانية واضحة تكشف الارتباط الوثيق بين القوات الأميركية المتمركزة في سورية والعراق وعناصر جماعة «داعش» الإرهابية لا سيما في مناطق آبار النفط السورية ومحيطها لتبطل زيف ادعاءات ترامب وادارته التي تمارس الكذب والخداع لحرف الرأي العام عن معرفة الحقائق.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت سابقاً أن «الولايات المتحدة تقوم بتهريب النفط السوري إلى دول أخرى تحت غطاء شركات عسكرية أميركية خاصة ووحدات من القوات الخاصة».

 كما أكدت وسائل الإعلام السورية مراراً «قيام القوات الأميركية بإدخال مئات الشاحنات إلى الحسكة ودير الزور آتية من العراق، لتقديم الدعم العسكري والتقني واللوجيستي لمناطق الحقول النفطية التي تسيطر عليها القوات الأميركية والمجموعات والتنظيمات المسلحة التي تدعمها في شمال شرق سورية».

وتكشف وسائل الإعلام بين فينة وأخرى عن «قيام الولايات المتحدة بإرسال تعزيزاتها العسكرية واللوجستية إلى مناطق حقول النفط في سورية لإكمال عملية نهب حقول النفط السورية».

وأكدت وزارة الدفاع الأميركية، أنها خططت لـ»تعزيز وجودها العسكري في شمال شرق سورية»، بذريعة «حماية حقول النفط من السقوط مجدداً بيد داعش».

وكل ما ذكر أعلاه إنما هو غيض من فيض قياساً بما تقوم به القوات الاميركية والجماعات الارهابية التابعة لها من سرقة الثروات النفطية السورية وعائداتها بضوء أخضر من سمسار البيت الأبيض دونالد ترامب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى