ثقافة وفنون

التشكيل نافذة خروج من الواقع الصعب إلى فضاء أكثر اتساعاً وشـموليّة بالنـسبة لغـطفان حبيـب

} بلال أحمد

الفنّ بالنسبة للتشكيلي الدكتور غطفان حبيب رسالة عالمية تتجاوز حدود اللغة تنقل الفكر الإنساني المبدع بطريقة بصرية تصل إلى عقل المتلقي أينما كان وتعالج بالخط واللون قضايا الإنسان وتلامس آلامه وآماله.

غطفان الذي يستخدم الألوان والمواد المختلفة والحجارة في إنجاز أعمال فنية تعبر عن دواخل الإنسان أوضح أن الفنّ التشكيلي هو نافذة خروج من الواقع الصعب إلى فضاء أكثر اتساعاً وشمولية يستطيع الفنان صياغته لينشر ضوءه.

وبيّن غطفان أنه اختار في دراسته الماجستير بكلية الفنون الجميلة خطاً يرتبط بالحضارة السورية في مرحلة ما قبل التاريخ أما في الدكتوراه فتتبع تطور الرسوم القديمة عبر مراحل ما قبل التاريخ وصولاً إلى أول أشكال الكتابة الصورية القديمة إيماناً بأهمية الإرث الحضاري والفني لسورية القديمة في بناء الإنسان.

أما بالنسبة لعمله رأس السنة السورية التي تصادف الأول من نيسان فأوضح غطفان أنه واحد من مجموعة أعمال نفذها في المرحلة الماضية بتقنية الحجر الطبيعي والاكريليك والألوان الترابية على الكنفاس، خامة قماشية خاصة باللوحات وهي بمجملها تلقي الضوء على زوايا مهمة من تاريخنا القديم وبالتحديد من حضارات بلاد الرافدين وسورية الطبيعية.

وعن تقنية استخدام الحجر الطبيعي في اللوحة أشار إلى أنه مزج الرولييف في اللوحة المسطحة ليصبح التحجيم نوعاً من إيصال الرسالة الفنية بطريقة جديدة تقارب اللوحة العادية والمنحوتة الطبيعية واصفاً إياها بحداثة تقنية ومتابعة لأساليب واقعية بطريقة مختلفة عن المألوف.

ويتابع غطفان أن أغلب أعماله التي عالجت موضوع المرأة أظهرت الأنثى الشرقية القوية والقائدة والملكة التي تحمل ملامح سورية والشرق وكان تنفيذها في أغلب الأحيان بتقنية الحجر الطبيعي المستخرج من الأرض.

وينطلق غطفان في أعماله من قول أرسطو إن مهمة الفن ليست تقديم الشكل الخارجي للأشياء بل تناول مدلولها الداخلي فالفن الحقيقي والأصيل برأيه هو القدرة على الدلالة باللون والتقنية وإعادة صياغة الشكل برمزية ماورائية تحمل ثقافة ومعرفة.

ولفت غطفان إلى أن الحركة التشكيلية في سورية كانت نشطة نوعاً ما وتسارعت حركتها في الآونة الأخيرة رغم الظروف التي مر بها بلدنا وهذا دليل على القوة والصمود والرغبة في الاستمرار بوجه كل المتربصين حيث أنتجت هذه المرحلة فناً بطريقة أكدت على المقاومة ورفض الموت والتعلق بالحياة ليثبت من خلالها الفنانون السوريون أن وطنهم لا يزال قلب العالم.

ويختم غطفان حديثه بالتأكيد على أنه رغم ما طال آثارنا وأوابدنا التاريخية من تخريب ممنهج على يد الإرهاب فإن روح التجدد والانبعاث الكامنة بروح كل فنان سوري تستطيع تجديد ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى