أولى

واشنطن بين رعب سليماني وكوثراني

} شوقي عواضة

في الثالث من كانون الثاني من هذا العام تناقلت بعض الوكالات ووسائل الإعلام الغربي نبأ اغتيال القائدين الجنرال قاسم سليمان والحاج أبو مهدي المهندس مضيفة أنّ من بين (القتلى) مسؤول الملف العراقي في حزب الله اللبناني محمد كوثراني الذي قضى بالغارة الأميركية على طريق مطار بغداد. لم تكن المرة الأولى التي يتداول الإعلام الغربي وحلفاؤه باسم القيادي البارز في حزب الله الشيخ محمد كوثراني الذي اعتبره البيت الأبيض أحد أذرع حزب الله السياسية والعسكرية في آن معا، وبالتالي فقد فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات في آب/ أغسطس من العام 2013 لتتبعها السعودية بوضعه على قائمة العقوبات الخليجية عام 2015. ووفقا لتقارير الاستخبارات الأميركية ومعهد واشنطن وبعض خبرائه مثل السفير المتجوّل ومنسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية ناثان سيلز والخبير المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج مايكل نايتس الذين يدأبون في تقديم الدراسات والاستشارات للمعهد وللرئيس ترامب، ومن ضمن استنتاجاتهم أنّ الشيخ كوثراني هو المسؤول المباشر عن العديد من الهجمات ضدّ قوات الاحتلال الأميركي في العراق، إضافة إلى دعمه للمقاومة العراقية وللعديد من الفصائل العسكرية في اليمن، إضافة إلى دوره في إرسال مقاتلين إلى سورية للقتال مع الجيش السوريكلّ تلك الأعمال التي يصفها البيت الأبيض بالإرهاب ما هي إلا وسام شرف يعلق على صدور كلّ المقاومين الشرفاء وفي مقدّمتهم قيادات المقاومة ومحورها الممتدّ من فلسطين إلى لبنان وسورية والعراق واليمن في معركة الكرامة والشرف ومقاومة المحتلّ على ايّ أرض كان

لم يأت البيت الأبيض بجديد يقدّمه عن الشيخ كوثراني أو قيادات المقاومة فالرجل معروف بانتمائه لحزب الله مع الرعيل الأول للمؤسّسين متميّزاً بموقفه المشرّفة والحكيمة والثابتة. وما أراده الأميركي من خلال استهدافه معنوياً التعويض على فشله وإخفاقه في استهدافه في عملية اغتيال القائدين سليماني والمهندس. فاستهداف الشيخ كوثراني يحمل دلالات كثيرة منها توجيه ضربة أميركية إسرائيلية لحزب الله والمقاومة في لبنان واستهداف صمّام أمان أجمع عليه العراقيون بكلّ أطيافهم سنة وشيعة ومسيحيون وكرد وتركمان وفصائل حشد وعشائر وقيادات سياسية ودينية وكان له دور في توحيد الكلمة ونبذ الفتن التي ما يئس الاحتلال الأميركي من زرع بذورها في العراق والتي وأدها الشيخ كوثراني مع عقلاء العراق في مهدها لينتصر العراق على المحتلّ بوحدته وبمقاومته التي اذلّت نخبة جيش الاحتلال الأميركي وجيشه، وحشده الذي سحق وكلاء الاحتلال وقضى على داعش ومشروعها، هذا الأمر تدركه إدارة ترامب ومستشاروه ووزراؤه واستخباراته الذين يريدون تحويل كلّ قضية الى فرصة انتخابية ضمن منهجية سياسية شيطانية تنتهجها الولايات المتحدة الأميركية بكلّ حقباتها منذ دعمها لحركة طالبان ثم القاعدة وداعش والنصرة وغيرها من العصابات الإرهابية التي لم تكن سوى دمى بيد البيت الأبيض تستثمر فيه الولايات المتحدة على دماء الشعوب وأنقاض الأوطان وبالتالي فإنّ كلّ من يقف في وجه تلك السياسة الشيطانية هو إرهابي ومدان وتلك هي التهمة الجاهزة للمقاومين والشرفاء الذين تصدّوا لمؤامرات واشنطن ومنهم الشيخ محمد كوثراني المقاوم الداعي إلى كلمة سواء فقاوم إرهاب أميركا و»إسرائيل» وداعش فأرعبهم وهم الذين يتقنون مرارة الرعب المقاوم والرعب السليماني الذي أذلّ أميركا التي شتتت وفرّقت وتآمرت واحتلت وقتلت وأفسدت وستدفع ثمن جرائمها مهما كانت التضحيات والتاريخ يشهد بذلك.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى