عربيات ودوليات

المراكز الصحيّة الأميركيّة تتحدّى ترامب وامتعاض دوليّ من قراره حول «الصحة العالميّة» واعتباره إضعافاً لقدراتها

 

أعرب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن أسفه الشديد لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية، مبرزاً أنّه «لا يوجد مبرر لتلك الخطوة».

وأشار بوريل في تغريدة له على «تويتر»، إلى أنّه «لا يوجد سبب يبرر تلك الخطوة في تلك اللحظة.. فقط بتوحيد الجهود يمكن أن نتغلب على أزمة فيروس كورونا التي لا تعرف الحدود».

بدوره، علّق الكرملين على قرار ترامب بالحديث عن أنّ «مجموعة الـ20 دعمت جهود المنظمة في مواجهة كورونا خلال القمة السابقة»، مشيراً إلى أن «موسكو تدرس المقترح الفرنسي حول وقف عالمي لإطلاق النار لأجل مكافحة الفيروس».

وتوجّه الكرملين لكل من أميركا والصين بالقول إن «الانتقاد المتبادل بين الدول حول فيروس كورونا أمر غير مشكور».

 من جهتها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية سيبيت ندياي أمس، إن «فرنسا تأسف لقرار ترامب بقطع التمويل عن منظمة الصحة العالمية».

وكانت ندياي تتحدث بعد اجتماع لمجلس الوزراء أنه قرر حزمة إنقاذ بقيمة 110 مليار يورو لدعم الاقتصاد أثناء أزمة فيروس كورونا.

من جهته، أكد المتحدّث الرسميّ باسم وزارة الخارجيّة الصينيّة تشاو لي جيان، إنّ «مجال محاربة كورونا وصل إلى مرحلة حاسمة، والقرار الأميركي سيضعف قدرات المنظمة، ما سيؤثر على جميع الدول بما في ذلك الولايات المتحدة».

واعتبر لي جيان، أن «قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتعليق تمويل بلاده لمنظمة الصحة العالميّة، سيضعف قدراتها ويعرقل التعاون الدولي، ما سيؤثر على جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة».

وأعرب لي جيان للصحافيين أمس، عن «قلق الصين البالغ بشأن وقف تمويل منظمة الصحة بصفتها المنظمة الدوليّة الأكثر موثوقيّة ومهنيّة في مجال أمن الصحة العامة، وتلعب دوراًً لا غنى عنه في مجال حل الأزمات الصحيّة».

لي جيان أوضح أنّ «منظمة الصحة العالمية، بقيادة أمينها العام الحالي، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، كانت تقوم بمسؤولياتها بشكل فعّال، وهي تلعب دوراً مركزيّاً في تنسيق جهود المجتمع الدولي لمواجهة انتشار فيروس كوفيد-19».

وأضاف المتحدث الرسميّ باسم وزارة الخارجيّة الصينيّة: «في الوقت الراهن الوضع في مجال محاربة الوباء وصل إلى مرحلة حاسمة، وهذا القرار الأميركي سيضعف قدرات المنظمة وسيعرقل التعاون الدولي، ما سيؤثر على جميع الدول، خاصة على الدول ذات نظام الرعاية الصحية الضئيلة».

يذكر أنّ الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيريس، انتقد بشدّة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معتبراً أنّ «هذا ليس هو وقت خفض الموارد لمثل هذه المنظّمة الأممية المنخرطة في الحرب ضدّ وباء كوفيد-19».

من جهتها، تحدّت المراكز الصحية الأميركية، أمس، الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأشادت بمنظمة الصحة العالمية.

وأعلنت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في تصريحات نقلتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أن «للوكالات الصحية الأميركية علاقة بناءة جداً مع منظمة الصحة العالمية».

وقال مدير الوكالة الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، روبرت ريدفيلد: «للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية تاريخ طويل من العمل المشترك في العديد من حالات التفشي في أنحاء العالم وهو ما نواصل القيام به في هذا التفشي».

وأضاف «كانت لدينا علاقة بناءة جدا في مجال الصحة العامة. ونواصل الاحتفاظ بهذه العلاقة».

كما انتقدت نانسي بيلوسي، رئيس مجلس النواب الأميركي، أمس، قرار الرئيس دونالد ترامب بوقف تمويل منظمة الصحة العالمية ووصفته بـ»الأحمق والخطير».

وقالت بيلوسي في بيان «وقف الرئيس لتمويل منظمة الصحة العالمية بينما تقود الحرب العالمية على وباء فيروس كورونا تصرف أحمق».

وأضافت «القرار خطير وغير قانوني وسيتم التصدي له سريعاً».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أصدر قراراً صباح أمس، بـ»تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية».

وأضاف ترامب خلال المؤتمر الصحافي اليومي لخلية الأزمة الأميركية بشأن جائحة كورونا،»منظمة الصحة العالمية فشلت في الحصول على المعلومات الكافية بشأن فيروس كورونا ونشرها بطريقة شفافة».

وتابع، «إخفاقات منظمة الصحة العالمية تسببت في وفاة الآلافكان يمكن إنقاذ الكثير من الأرواح لو أن منظمة الصحة أرسلت مبكراً خبراء إلى الصينقدمت معلومات خاطئة حصلت عليها من الصين».

وأشار الرئيس الأميركي، «يجب على منظمة الصحة العالمية إجراء إصلاحات داخلية».

وشدد، «منظمة الصحة العالمية وضعت اعتبارات السياسة فوق إجراءات السلامة العامة».

وانتقد الرئيس الأميركي أداء منظمة الصحة العالمية أكثر من مرة خلال الأسبوع الماضي. كما هدد بتعليق تمويل الولايات المتحدة لها بسبب ما يراه «تقاعساً» و»انحيازاً» إلى مواقف الصين في أزمة كورونا، متهماً إيّاها بـ»التسبب في زيادة نسبة الوفيات بفيروس كورونا بنسبة 20 ضعفاً بعد اعتمادها على تقارير الصين».

ترامب أشار إلى أن مراجعة الإدارة الأميركية لقرارها تعليق تمويل المنظمة سيستغرق بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، ولكن في الوقت نفسه أعلن تعليق كل الأموال المقدمة لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى