حديث الجمعة

#نبضات_مبعثرة..

 

 

مضى زمنٌ ليس بالعيد على آخر شهيقٍ لي لم يتبعه زفير حتى الآن.. والغريب في الأمر أني لا زلت أكتنزه في رئتي وفي عروقي ونبضي دونما شعورٍ بالاختناق أو حتى الحاجة لإخراجه بزفيرٍ يحوله إلى ثاني أوكسيد الكربون بل لا زال أوكسجيناً يمنحني الحياة..

وعلى سيرة الحياة التي باتت تحتضر من حولي.. والموت عمّ المكان وتكدّس في أرجاء الأرض بلا أدنى شعور بالشفقة على الحال.. بل بات يدغدغ الرئتين ظناً بها حباً وعشقاً متيّماً فهو جاء بحضنٍ وغمرةٍ وقبلة متخفياً بلمسةٍ جميلة وأنفاسٍ عاشقة للحياة.. فإذا به يكشّر عن أنيابه ويتكشّف ترياقه.. ليكون الترياق أوكسجيناً وكثيراً من الصابون والماء.. والدواء ليس بجرعة حبٍ ولا يزول بحضنٍ دافئ.. والنجاة فقط لمن أراد له الحياة سيعفو عنه ويتركه وحيداً بعيداً عن الحياة..

وفي وسط الأجواء الخانقة والقاتلة الممتلئة برائحة الموت حولي أدخل في خلايا نفسي أغلق عليها الباب وأسدل ستائر الغمرات التي حيكتها بما خبئته من شغف تلك اللحظات.. وأضيء قنديل الأمل في داخلي وأبدأ بسرد ما اعتراني من تأملات..

ترقص روحي على إيقاع صوتك شغوفة بالآتٍ وتمضي نحوك بلا استئذانٍ أو خوفٍ وهدسٍ بالرّد القاسي.. لستُ من ينتظر رداً يؤرق أجفاني.. ولا أعلّق آمالي على نبرة تجتث كياني.. فقط أمضي بكل قوتي وحناني.. وأنا على يقين بأني سأعتلي عرش قلبك المتحجّر والمتصلّب من شدة الإدمان على الوحدة والهذيان.. سأعتليه ومع كل نفسٍ يتساقط مني سأذيب فيه بعضاً من القسوة حتى يغدو مفعماً باللهفة..

وها أنا أتنفس عشقاً وشغفاً ولا تنقطع أنفاسي. فإليك ومنك ذهابها وإيابها لا انقطاع ولا تملق ولا تعب يصيبه إلا نصيبٌ من برودك يقتل بعضاً من آلامي ويحييها ليقتلها. هكذا غدوت وغدت معك آمالي..

وفي أوّل موعد كان آخر شهيق أكتنزته لذاتي لا زالت أنفاسك تضخُ الدم في عروقي لتحيا عاشقة أنفاسي متمردة على البؤس ومنتعلةً تاج العشق ومتأهبة لاستكمال طقوس الحياة طالما أنك لي العشق المتغلغل في الجوى..

حتى غدوت طوق النجاة..

سماهر الخطيب

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى