أولى

مات صديقي مارون خوري

 مات مارون خوري، وربما ماتت معه ملايين الكلمات التي لم يقلها،

 مات المعلّم الذي لن تنساه ألواح المدارس، ولا منابر الندوات، ولا صفحات الجرائد، ولا التلاميذ الذين أنار لهم طريق المعرفة، ولا الزملاء والأصدقاء الذين آمنوا، كما هو، أنّ المعرفة شرط أساس للحرية،

 مات صديقي مارون، وتوقف إيقاع عكازته عن العزف الذي طالما أطربني وهو يدخل بها إلى مكتبي، حاملاً في جعبته آخر ما قرأه، فيتلوه على مسامعي.. وتبدأ جولة أخرى من الحوار.

سيمرّ وقت طويل قبل أن تُنسى مدينة طرابلس هذا الأديب واللغوي والباحث الإسمه مارون خوري، وإذا كانت الظروف الصحية الطارئة قد فرضت هذا النوع من الجنازات الصامتة، فإننا نتطلّع إلى خروج لبنان من هذه الأزمة، لنتصالح مع المجتمع، ونقيم للفقيد العزيز مارون خوري حفل تأبين يليق بعطاءاته.

 لنفسه الرحمة.

الصديق الذي أحبك

الياس عشّي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى