أولى

حذار اللعب بالودائع…

 

} د. قاسم حدرج

في الوقت الذي تعيش فيه شعوب العالم جمعات حزينة وأسابيع الآلام مترقبة مصيراً مجهولاً على يد عدو غامض لا يملكون في مواجهته إلا التضرّع الى الله برجاء القيامة من كابوس الموت، الذي غزا الأرض وحوّل حقولها الى مدافن، إلا انّ الشعب اللبناني الذي واجه هذا الغزو الكوروني بكثير من الشجاعة والوعي، بات يرسم خطوطاً سوداء حول مستقبله وهو الكابوس المالي الذي تسبّب به فيروس المصارف وجنرالهم سلامة الذي قام بمصادرة كافة أجهزة التنفس المالي عن المواطنين، واكتفى بمنحهم جرعات من الهواء الاصطناعي عبر تعاميم خلّبية لا تكفي للحيلولة دون موتهم خنقاً بحبل الجوع.

وفي الوقت الذي تحوّل فيه المجتمع اللبناني الى هيئة دفاع مدني يدافع من خلالها كلّ من موقعه في مواجهة الغزو الكوروني يخرج علينا الحاكم بأمر المال ليدافع عن سمعته المالية الشخصية بمواجهة التقارير التي تتهمه بتحويل مئات ملايين الدولارات الى الخارج. وبغضّ النظر عن مدى دقة هذه التقارير إلا انّ الحاكم لم ينف حجم ثروته ولم يبرّر لأصحاب الودائع المحجوزة في خزانته لماذا قام بمنح أمواله الشخصية تذكرة سفر الى البنوك الأجنبية، بينما أغرى اللبنانيين بإيداعها في المصارف الوطنية، وبالتالي فإنّ مرافعة سلامة تصلح لكي تكون مضبطة اتهام بحقه.

وبالأمس شنّ سعد الحريري هجوماً على مسودّة الخطة الاقتصادية التي أعلنت عنها الحكومة، شاهراً سيف الدفاع عن المصارف، متهماً إياها الحكومة بمحاولة إيجاد الحلول عن طريق المسّ بأموال المودعين. وبالنيابة عن حكومة الرئيس دياب ندعو الحريري ومعه الجهابذة الماليون في تياره الى وضع خطة اقتصادية بديلة يكون فيها ضمان لأموال المودعين وتجنّب لبنان خطر الإفلاس، لنكون له من الشاكرين، بدلاً من إطلاق التهديدات والحديث عن مهل انتهت ومطالبة هذه الحكومة بأن تصلح خلال أيام ما أفسدته حكوماته المتعاقبة على مدى سنوات.

*محام وعضو اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى