رياضة

أولمبياد طوكيو في خضّم التجاذبات إيجاد اللقاح … مفتاح التنظيم الآمن

 

حذّر خبير ياباني، غير راضٍ عن طريقة تعامل بلاده مع تفشي فيروس كورونا، بأنه «متشائم» بشأن إمكانية إقامة أولمبياد طوكيو في صيف 2021، بعد أن تسبب «كوفيد-19» بإرجائه لعام كامل. وقال كينتارو إيواتا، بروفسور الأمراض المعدية في جامعة كوبي: «لا اعتقد أن الاولمبياد قد يقام العام المقبل»، معتبراً بأن إقامة الألعاب «تحتاج الى شرطين، السيطرة على الوباء في اليابان، والسيطرة عليه في كل مكان، لأنه عليك دعوة الرياضيين والجمهور من جميع أنحاء العالم». واتخذت اللجنة الدولية واليابان الشهر الماضي قرار إرجاء دورة الألعاب لعام واحد، وحددتا موعداً جديداً لها من 23 تموز ولغاية الثامن من آب 2021. ولم يسبق أن تمّ تعديل أي موعد لدورة أولمبية صيفية لسبب غير الحرب. حيث تم إلغاء دورات 1916 (بسبب الحرب الأولى)، و1940 و1944 (بسبب الحرب الثانية). وتعد الدورات الأولمبية الصيفية أكبر حدث رياضي عالمي على الإطلاق، وتستقطب لدى إقامتها مرة كل أربعة أعوام، نحو 11 ألف رياضي، ومئات الآلاف من المشجعين على الأقل.

وأدى التأجيل إلى تقلّبات في جميع الجوانب التنظيمية للألعاب بما في ذلك المواقع الرياضية، الأمن، حجز التذاكر والإقامة. أما على الصعيد الرياضي، فسبق لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ التأكيد ان الرياضيين الذين ضمنوا تأهلهم مسبقاً الى دورة طوكيو 2020، سيكون مكانهم محجوزاً في دورة العام المقبل. وتشكل إعادة جدولة الألعاب معضلة على الصعيد التنظيمي لاسيما في ظل ازدحام جدول الأحداث الكبرى المقررة في العام المقبل، وأبرزها بطولة العالم لألعاب القوى وبطولة العالم للسباحة. لكن العديد من الاتحادات الرياضية الدولية أبدت استعدادها لتعديل جداولها أيضاً.

اللقاح مفتاح تنظيم الألعاب في 2021

لكن بالنسبة للبروفسور إيواتا، فالمشكلة التي تواجه الألعاب الأولمبية ليست مرتبطة بالنواحي التنظيمية أو الرياضية، بل هناك تساؤلات حول ما إذا كان الإرجاء لعام واحد كافياً في ظل استمرار تفشي «كوفيد19». ورأى أنه «قد تكون اليابان قادرة على السيطرة على هذا الوباء بحلول الصيف المقبل، أتمنى أن نتمكن من ذلك، لكني لا أعتقد أن هذا سيحدث في كل مكان على الكرة الأرضية». وأضاف إيواتا «لا يمكن إقامة الألعاب الصيف المقبل، إلا إذا أدخلت تغييرات كبيرة عليها مثل عدم وجود جمهور أو مشاركة محدودة للغاية». ومن المؤكد أن قرار إرجاء الألعاب يعقد مهمة اليابانيين كثيرا، لكن المنظمين يصرون على أنهم يعملون نحو موعد الافتتاح الجديد على الرغم من حالة عدم اليقين بشأن استمرار تفشي الفيروس ومتى بالإمكان الوصول الى احتوائه بشكل كبير. وأقرّ المتحدث باسم اللجنة المحلية المنظمة لأولمبياد طوكيو ماسا تاكايا في مؤتمر صحافي عبر تقنية الاتصال بالفيديو الأسبوع الماضي أنه «لا توجد خطة باء».

أما في ما يتعلق بالموقف الصادر عن إيواتا، رفضت اللجنة المنظمة الرد على ما أدلى به، علما بأنه ليس الخبير الوحيد الذي أثار تساؤلات حول الفائدة المرجوة من الإرجاء حتى 2021، إذ حذر دايفي سريدهار، رئيس قسم الصحة العالمية في جامعة إدنبره، الأسبوع الماضي أنه «من غير الواقعي» الاعتقاد بأن الألعاب يمكن أن تقام الصيف المقبل ما لم يتم ايجاد لقاح للفيروس. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية عن سريدهار قوله «اذا حصلنا على لقاح من الآن وحتى العام المقبل، فعندها، أعتقد أن تنظيم الأولمبياد أمر متاح. فاللقاح هو المفتاح الذي سيغيّر الأمور. لقاح فعال وبتكلفة مقبولة». وختم «إذا لم ننجح في تحقيق اختراق علمي، فأعتقد أن تنظيم الألعاب يبدو أمراً صعباً».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى