مانشيت

النفط يباغت كورونا ويخطف الأضواء: لأول مرة في التاريخ البائع يدفع للمشتري… ولا مبيع ارتباك إسرائيليّ في قراءة رسالة «السياج»… و«القومي» لـ«حملة رفع العقوبات عن سورية» جلسة تشريعيّة اليوم… نصاب متوقّع وسجال سياسيّ مرتقب… و«الفساد» نجم الجلسة

كتب المحرّر السياسيّ

في توقيت مفاجئ، فيما العالم يتجه للترقب في متابعة فيروس كورونا مع بدء استقرار مؤشرات النمو في البلدان التقليديّة الستة الأولى، أميركا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، وبالتوازي مراقبة صعود دول جديدة إلى لائحة تسارع نمو الفيروس تتقدّمها تركيا بـ 90 ألف إصابة بعدما تجاوزت الصين وإيران، وتليها روسيا القلقة من المؤشرات التصاعدية، وكل من البرازيل والهند بأرقام لا تزال مقبولة، بينما القلق الذي تحدثت عنه منظمة الصحة العالمية يدور حول فرضية تفشي الفيروس في أفريقيا التي لا تزال خارج دائرة الانتشار المقلق. في هذا التوقيت سرق الضوء الانهيار الدراماتيكي لأسعار النفط الأميركي الخام الآجل لشهر أيار المقبل، حيث بلغ سعر مبيع البرميل سلباً سعره الإيجابي قبل أيام، أي أن البائعين عرضوا ثلاثين دولاراً على مَن يشتري البرميل ويقوم بتخزينه، والسعر يعادل نفقات التخزين لشهر، وبينما ربط الخبراء هذا الانهيار بامتلاء خزانات النفط الحكومية والخاصة، بسبب كميات الإنتاج المبالغ بها طول الفصل الأول من العام، والتي تسببت بتراجع كبير في الأسعار اليومية، توقع الكثير من الخبراء عدم تغير الوضع فيما يخص مبيعات شهر حزيران التي تبدأ اليوم، للأسباب نفسها، بل وصل البعض إلى الحديث عن انهيار لا يشبهه انهيار العام 1929 والكساد الكبير. فشركات إنتاج النفط الأميركية لا تستطيع التوقف عن الإنتاج بسبب الأكلاف الباهظة لاستئنافه لاحقاً، لأن المطلوب لوقف الإنتاج إقفال الآبار ومنع تسرّب النفط منها، وتسببه بالتلوث، والبيع السلبي للخارج سيؤدي إلى كارثة اقتصادية، أي البدء بالبيع المجاني فقط لقاء أجور النقل والتخزين، بينما توقع خبراء آخرون أن ينعكس هذا الوضع سريعاً بتراجع الإنتاج بأرقام كبيرة في دول أوبك وروسيا تداركا لانتقال آثار الكارثة، والاكتفاء بإنتاج محدود يحفظ استمرارية عمل المنصات، ويتفادى البيع بخسائر، بحيث قالت بعض التوقعات إن إنتاج النفط اليومي سينخفض من 100 مليون برميل يومياً إلى أقل من النصف بدلاً من تخفيض 10 ملايين يومياً كما كان قرار أوبك وشركائها في الإنتاج وفي طليعتهم روسيا، والانهيار سيطال وفق المحللين شركات النفط والغاز الصخري، كما سيطال شركات النفط التي لن يكون إعلان الإفلاسات في بعضها مستبعداً مع انهيارات بدأت تطال أسعار أسهمها في البورصة.

الحدث الكبير المفاجئ صعد إلى مرتبة الحدث الأول، وسيبقى عنوان التطورات العالمية بالتوازي مع تطورات فيروس كورونا، حيث لا يفصل الخبراء بين الحدثين، وبعضهم يتحدّث عن الاقتصاد السياسي لكورونا.

محاولات المكابرة والإنكار، التي مثلتها سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمقتضيات زمن كورونا، هي من يتحمّل برأي الكثير من المحللين مسؤولية الانهيار المقبل، في ظل محاولة معاندة لقوانين الطبيعة بالحفاظ على الإنتاج بوتيرة عادية كأن لا شيء يحدث، ومثله حاول «الإسرائيليون» الإنكار والمكابرة، فتخيّلوا أن غارتهم الحدودية يمكن أن تشكل إعلاناً عن قدرتهم على تخطي زمن كورونا في الحفاظ على جهوزية حربية، توصل رسائل موجعة للمقاومة، فجاءهم المشهد المرعب في السياج الإلكتروني، كما وصفته القنوات العبرية ليقول إن من قصّ السياج كان قادراً على العبور لو أراد، وإن زمن الجدران انتهى كوسيلة حماية، وإن التعب في اكتشاف الأنفاق للبحث عن الأمان بلا قيمة، لأن العبور المقبل قادم فوق الأرض لا تحتها، ووفقاً لمعلق الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن دافيد، فإن «حزب الله أثبت قدرة عملياتية مثيرة للإعجاب، سواء بالوصول إلى الحدود في نقاط مخفيّة، لا تراها مراكز المراقبة التابعة لنا، وفقط في حالة واحدة لاحظت نقطة المراقبة الشخص الذي يقصّ السياج، وفي باقي الحالات لم يروهم يقتربون أصلاً». ورأى بن دافيد أن طريقة قصّ السياج، وهو قطع بين عامودين، يعني أن رسالتهم هي: «إذا استطعت الوصول إلى هنا فقد كان يمكنني أن أكون في مستوطنة يفتاح، في المطلة وفي أفيفيم، لكني اخترت ألا أكون هناك. وهذا يعني، أنتم الجيش الإسرائيلي توجّهون لي رسالة، تهاجمون لي سيارة تتحرك على طريق دمشق بيروت، اذاً تسلموا هذه الإشارة في المقابل، وأنه على كل عملية تنفذونها سيحصل ردّ من قبلي».

لبنانياً، تنعقد أول جلسة تشريعية لمجلس النواب اليوم منذ بدء أزمة كورونا، بعدما تم تأمين شروط التباعد اللازمة في قصر الأونيسكو، ووفقاً للمعلومات التي تحدثت عنها مصادر متابعة لن تكون مشكلة تأمين نصاب للجلسة، التي سيحضرها نواب من كل الكتل النيابية تقريباً، وسينال كلام النواب الافتتاحي نصيبه من الجلسة، متوقعة سجالات سياسية بين كتل الموالاة والمعارضة، ستطال كل شيء لكن نجم الجلسة سيكون ملف الفساد، واتهامات المعارضة التي يتصدّرها ثلاثي تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية، للعهد والحكومة بمحاولة السيطرة على الدولة من بوابة ما يسمى استرداد الأموال المنهوبة، كما قال النائب السابق وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، مضيفاً إليها «الأموال الموهوبة والمورّثة»، بينما بدا من كلمة رئيس التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي الوزير السابق جبران باسيل بعد اجتماع أمس للتكتل، حيث خصص نصيباً منها للحديث عن إعادة الأموال المنهوبة والمهربة، مشيراً إلى تهريب قرابة 10 مليارات دولار عبر المصارف منذ انتفاضة 17 تشرين الأول فقط، منتقدا تقديم قانون العفو على قوانين مكافحة الفساد.

الحزب السوري القومي الاجتماعي شارك سورية في احتفالها بعيد الجلاء، وتوقف أمام استمرار العقوبات الظالمة والإجرامية التي تستهدفها داعياً لحملة تستهدف الدعوة لرفع هذه العقوبات عنها وفضح السياسات الأميركية الإرهابية، التي لا تقيم حساباً لأي معايير إنسانيّة حتى في زمن الوباء الذي يجتاح العالم، ويفترض أن يكون فوق السياسة ومصدراً لتضامن دولي في مواجهته.

واعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي أنّ عيد الجلاء الذي يحييه السوريون كلّ عام في السابع عشر من نيسان، احتفاء بدحر المستعمر الفرنسي، هو يوم مجيد في تاريخ سورية، يرمز إلى عطاء السوريين وتضحياتهم في سبيل نيل الحرية وتحقيق الاستقلال، كما يرمز إلى مقاومتهم الظافرة بأبطالها وشهدائها ومناضليها والتي لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا في مواجهة الإرهاب ورعاته.

ورأى الحزب القومي في بيان أصدرته عمدة الإعلام أنّ سورية التي بمقاومتها دحرت المستعمر الفرنسي قبل 74 عاماً، تكتب اليوم آخر فصل من فصول هزيمة محور الإرهاب بكلّ دولهِ وممالكه وإماراته وبكلّ فصائله المتشكلة من عناصر إرهابية متعدّدة الجنسيات وعملاء جدد ارتكبوا فعل الخيانة بحق بلدهم متنكّرين للتضحيات الجسام التي قدّمها رموز وأبطال المقاومة ضدّ الاستعمار.

وادان العقوبات الأميركية أحادية الجانب على سورية وغير بلد، لأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي، ونحرٌ للقيم والمبادئ الإنسانية، وأنّ استمرارها في ظلّ تفشي وباء كورونا المستجدّ هو جريمة حرب ضدّ الإنسانية بأسرها.

ورأى الحزب، أنّ الإدارة الأميركية بتجاهلها دعوات رفع الحصار والعقوبات عن سورية، تؤكد على غريزة الاستبداد والصلف الاستعلائي اللذين يحكمان سلوكها العدواني، وهو سلوك اتبعته أميركا في كلّ حروبها المفتعلة التي استهدفت عشرات الدول، وحين أبادت عشرات آلاف البشر بالقنابل النووية التي ألقتها على هيروشيما وناكازاكي، وحين غزت العراق ودمّرته وقتلت عشرات آلاف العراقيين، ومنذ أن رعت الحرب الإرهابية الكونية على سورية، وما نجم عنها من ارتكاب أفظع مجازر القتل الوحشي بحق السوريين.

ورأى أنّ الولايات المتحدة الأميركية وفي ظلّ تفشي وباء كورونا المستجدّ، كشفت عن وجهها الأصلي القبيح كراعية للإرهاب ومتبعة لشريعة الغاب التي أحلّتها محلّ مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، وغرزت حرابها الوحشية في جسد الإنسانية، وهي لم تكتف بترك حلفائها يواجهون وباء كورونا من دون أية مساعدة، بل أوقفت التمويل عن منظمة الصحة العالمية. وهذا جريمة كبرى ضدّ الإنسانية وضدّ إحدى أنبل منظمات الأمم المتحدة، كما أنها لم تكترث بالأميركيين أنفسهم، حيث تسجل أميركا رقماً قياسياً في أعداد الإصابات والوفيات.

على صعيد آخر، علمت «البناء» أن الرئيس سعد الحريري عاد الى بيروت لأسباب سياسية في اطار التحضير لقيادة جبهة المعارضة التي تضم الى جانب الحريري رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس القوات سمير جعجع، وذلك تنفيذاً لأوامر أميركية بتعميم الفوضى في لبنان عبر عرقلة عمل الحكومة ووضع العصي في دواليب اي حلول للأزمات المالية والاقتصادية.

وتضع مصادر سياسية ونيابية في فريق المقاومة إعادة إحياء قوى المعارضة لإسقاط الحكومة في دائرة المأزق الاميركي الاسرائيلي في المنطقة وحاجة اميركا لتوتير عدد من ساحات المنطقة عبر نشر الفوضى الشعبية والمالية والاجتماعية فيها، وتحديداً في العراق ولبنان وسورية واليمن للضغط على محور المقاومة، متوقعة مزيد من التأزم في المنطقة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الاميركية. ولفتت المصادر لـ«البناء» الى أن أي لعب بالأمن والاستقرار السياسي والأمني من أي فريق كان هو تآمر على البلد سيزيد من تردي الاوضاع رغم استبعادها تمكن فريق المعارضة من إسقاط الحكومة. متسائلة ما هي دواعي وموجبات إسقاط الحكومة وهي لم تمضِ الشهر الثالث من عمرها؟ علماً وبحسب المصادر أن أداء الحكومة كان جيداً في مواجهة الكورونا وعلى الصعيد الاقتصادي ووقف الفساد والهدر في مالية الدولة ومؤسساتها وقرارها التاريخي بإعادة جدولة الدين العام وسعيها الدؤوب لوضع الحلول للأزمات عبر الخطة المالية والاقتصادية المتوقع طرحها قريباً.

وعن تزامن عودة الحريري والهجوم الجنبلاطي القواتي وتحرك الشارع وبين التصاريح الاميركية المستفزة ودخول «اسرائيل» على الخط عسكرياً، لفتت المصادر الى أنها «ليست المرة الاولى التي تتدخل فيها الولايات المتحدة في الشؤون اللبنانية علناً او سراً وتمارس الابتزاز والتهديد. وخير دليل تدخلها الأخير في التعيينات المالية، فأميركا تمارس سياسة تحريض المواطنين على بعضهم البعض وعلى الدولة والقوى السياسية على بعضها لنشر الفوضى».

ونفت مصادر مطلعة لـ«البناء» كل ما يُقال ويُشاع عن انتقال رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى صفوف المعارضة لإسقاط الحكومة واضعة إياها في اطار الاشاعات المغرضة وتعميق الانقسام بين اطراف الحكومة. وأوضحت ان «كل المواقف الاعتراضية من الحكومة التي ادلى بها الرئيس بري تندرج في إطار مواقفه المبدئية في جميع الحكومات والظروف والتي لا يساوم عليها لا سيما موضوع ودائع المواطنين وأموالهم في المصارف كالكابيتال كونترول والحسم من الودائع واحتياطات المصرف المركزي التي تتصل بأمن المواطنين الغذائي؛ وبالتالي مواقف الرئيس بري لا تتعلق بأي اصطفاف سياسي جديد»، واضافت أن «رئيس المجلس لطالما كان يؤكد على ضرورة انتهاء عصر الاصطفافات السياسية لصالح الاصطفاف الوطني لإنقاذ البلد».

ويشهد قصر الاونيسكو اختباراً اليوم للعلاقة بين الحكومة والقوى المعارضة لها. إذ تعقد جلسة تشريعية في قصر الاونيسكو بدلاً من المجلس النيابي بسبب كورونا، وتناقش الجلسات الثلاث التي يرأسها الرئيس بري بحضور الحكومة جدول أعمال من 66 بنداً في مقدمها اقتراح قانون العفو العام اضافة الى سلسلة مشاريع لتعزيز القطاع الاستشفائي والحرب على الوباء، ولتشريع الحشيشة. وبحسب المعلومات فإن الرئيس سعد الحريري لن يشارك في الجلسات النيابية بسبب خضوعه للحجر الصحي مع الطاقم المرافق لمدة 14 يوماً اثر عودته من الخارج.

واذ تحدثت المعلومات ان كتل المعارضة تتحضر لشن هجوم عنيف على الحكومة ورئيسها وعلى رئيس الجمهورية والعهد ورئيس التيار الوطني الحر من بوابة ملفات اجتماعية ومالية كالكهرباء وارتفاع الأسعار وارتفاع سعر صرف الدولار وغيرها، الا ان مصدراً نيابياً لفت الى أن «مشاريع القوانين المطروحة على جدول اعمال الجلسة لا تتضمن بنوداً خلافية يمكن ان تهدد الجلسة»، مؤكداً ان الرئيس نبيه بري سيحتوي اي مشادات وسجالات سياسية بين النواب وحصرها في جدول أعمال الجلسة.

وأفادت أوساط مجلسية لـ«البناء» الى أن الجلسة ضرورية جداً على محورين: الأول الوضع المالي لجهة إقرار بعض البنود الإصلاحية التي تساعد في استعادة الثقة الدولية بلبنان، والثاني العفو العام وتشريع القنب الهندي لما له صلة بالأغراض الصحية والصناعية. وتوقعت الاوساط ان يشهد ملف العفو نقاشاً حاداً مع توقع معارضته من تكتل التيار الوطني الحر ويمكن ان يصار الى اعادته الى اللجان لمزيد من النقاش، كما من المتوقع ان يسجل حزب الله تحفظه على مشروع تشريع القنب الهندي لأسباب عقائدية.

وأعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أن «التيار قدم رزمة تشريعية من 7 قوانين لمقاربة ما يتعلق بكورونا ونأمل أن يصار الى إقرارها في الجلسة التشريعية»، وقال باسيل في تصريح له: «متأكدون علمياً بأن لبنان قادر على الخروج من الثغرة المالية الكبيرة دون المسّ بالودائع او بيع املاك الدولة ولا نقبل الا ان تكون بداية اي حل إنقاذي لاستعادة الاموال الموهوبة والمنهوبة والمحوّلة»، مشيراً الى انه «في ما يتعلق بالأموال المهربة في فترة 17 تشرين الموضوع لا يتطلب تحقيقاً بل قرار واضح بتسليمها وحضرنا إخباراً سنقدمه في هذا المجال».

وأشار باسيل الى انه «نادينا بإقرار قانون الكابيتال كونترول وعلى رأسه موضوع الاموال المهربة ونجدد المطالبة اليوم واذا لم يمر في الحكومة ومجلس النواب بتفاهم سنقدمه باقتراح قانون كتكتل».

وطالب الحكومة بوضع خطتها الإنقاذّية بـ»أسرع وقت ولا نريد الانتقال من هندسة مالية الى هندسة عقارية وإذا كانت الدولة اخطأت فهي اخطأت عبر أشخاص يتحملون المسؤولية والحل بمحاسبتهم وليس ببيع املاك الدولة».

وكشف رئيس التيار أنه «تبين لنا أن حركة الأموال التي خرجت في كانون الثاني وشباط 2020 من النظام المصرفي تقدّر 3.7 مليار دولار من فئة الودائع التي تفوق المليون دولار وقسم كبير منها ذهب الى الخارج وسنتقدّم بإخبار حول الأموال المهرّبة في فترة 17 تشرين».

واستغرب باسيل كيف أن «قوانين العفو دائماً تطرح في موقع متقدم»، موضحاً أن «الأولوية اليوم ليست لهذه المواضيع وموضوع اكتظاظ السجون يحل بعفو خاص او بعفو عام محدود جداً».

ويطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غداً بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

الى ذلك، حذرت مصادر اقتصادية من تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية مع استمرار إقفال المؤسسات والشركات والمحال التجارية والمصانع لاكثر من شهر ما دفع بشرائح شعبية واسعة للاحتجاج في الشارع في عدد من المناطق، رفضاً لارتفاع الاسعار وصرف الدولار بشكل عشوائي دون اي فعالية لرقابة مؤسسات الدولة.

الى ذلك نجحت الوسطات السياسية والامنية بتراجع نقابة الأفران عن قرارها بوقف توزيع الخبز الى المحال والسوبرماركت. ونفّذ الموزّعون اعتصاماً أمام الأفران في قب الياسالبقاع الاوسط، احتجاجاً على رفع سعر ربطة الخبز من قبل أصحاب الأفران إلى 1250 ليرة للموزّع، ما يحدّ من أرباح الموزّعين، فيما تمنّع بعضهم عن تسلم الخبز بالسعر الجديد. وعمد أصحاب الأفران في منطقة الغبيري اليوم إلى رفع سعر الربطة، وبالتالي انخفضت عائدات التوزيع على الموزّع، الذي بدوره سيضطر إلى رفع الأسعار على أصحاب المحال التجارية. وامتنع بعض الموزّعين عن تسلّم الخبز لتوزيعه، كذلك امتنع بعض أصحاب المحال عن تسلمه نظراً إلى انخفاض الأرباح. بناءً عليه، وجّهت بلدية الغبيري ثلاثة إخطارات إلى ثلاثة أفران عاملة في منطقة الغبيري، قضت بوجوب العودة إلى السعر السابق ما قبل التعديل، تحت طائلة إقفالها فوراً.

في المقابل قال وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمة على «تويتر»: «ليكون معلوم عند يللي بيجهل أو بيتجاهل! لقمة خبز المواطن من المقدسات وحمايته من الاولويات. منع الاحتكار وضبط الكارتيلات والمافيات واجب على وزارة الاقتصاد والتجارة وحق الها وما رح نتهاون بتطبيق القانون! حذار تخطي القانون وتجاوز الخطوط الحمر».

وحذر الاتحاد العمالي العام، من أنه «لن تبقى ثروات ولا مصارف ولا أملاك منقولة وغير منقولة في منأى عن غضب الناس واجتياحها للأخضر واليابس».

وفي السياق، تجمع عدد من التجار واصحاب المحال التجارية امام سوق الاحد في طرابلس للمطالبة بالسماح لهم بمزاولة اشغالهم ضمن الشروط الصحية والتعبئة العامة. ثم انتقل المحتجون من نهر ابو علي الى السوق العريض احتجاجاً على اقفال السوق. كذلك نفذ في طرابلس ايضاً اعتصام لنقابة أصحاب صالونات الحلاقة. وفي صيدا، تجمع عدد من الشبان في ساحة القياعة احتجاجاً على الغلاء وارتفاع سعر الدولار. وردّد الشبان هتافات ندّدت بالسياسات الاقتصادية التي أفقرت العباد وقضت على البلاد.

في المقابل يُعقد في مصرف لبنان اليوم اجتماع برئاسة الحاكم رياض سلامة، مخصّص للشركات والمؤسسات غير المصرفية التي تقوم بالتحاويل النقدية عبر الوسائل الإلكترونيّة  بمشاركة «الوحدة النقدية» المستحدثة في مصرف لبنان، لوضع آلية واضحة وملزِمة للتسعير اليومي وضبطه وفق ما أفادت مصادر مالية. وأشار إلى أن «الغاية من التعميم الأخير الصادر عن مصرف لبنان، دعم احتياطه من العملات الأجنبيّة».

لكن بعض المؤسسات أعلنت أنها مستمرّة في تلقي التحاويل بالعملات الأجنبيّة وصرفها بالعملة ذاتها، كما أن بعضاً منها لم يلتزم بالتعميم لغياب الآلية الواضحة لذلك.

وسجّل سعر صرف الدولار أمس، لدى الصرّافين، ما بين 3180 (مبيع) 3220 (شراء) للدولار الواحد.

على صعيد آخر، أعلن المستشفى الحكومي في تقريره اليومي عن استقبال 14 حالة مشتبه بإصابتها بفيروس كورونا نقلت من مستشفيات أخرى. ولفت الى ان مجموع الحالات التي شفيت تماماً من الفيروس منذ البداية حتى تاريخه بلغت 103 حالات شفاء.

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني عبر «تويتر»، أن «مجموع الحالات المشتبه بها التي تم نقلها من قبل الصليب الأحمر حتى تاريخه بلغ 798 حالة». ولفت الى أن «عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا بلغ 677 إصابة، و21 حالات وفاة و102 حالة تعافت».

وأشارت مصادر وزير الصحة لـ «البناء» الى «ان الوزارة استطاعت السيطرة على الوباء وأصبحنا في مرحلة جيدة وتجاوزنا مرحلة الخطر إن لجهة المقيمين او لجهة المغتربين حيث كانت الخشية من ظهور إصابات عدة من بين العائدين من الخارج تؤدي الى عدوى اجتماعية بين المقيمين»، موضحة ان «مهلة الـ 14 يومياً المفروضة لحجر المغتربين تنتهي خلال ايام، وبالتالي لم يظهر عدد كبير من الاصابات حتى الساعة».

اما المؤشر الثاني الذي يدعو للتفاؤل بحسب المصادر «فهو فحوصات الـpcr  العشوائية التي تجريها وزارة الصحة على عدد كبير من المواطنين في بعض المناطق والتي وصلت الى 1500 فحص وتحتاج الى يوم أو يومين لظهور نتائجها».  واشارت الى أن «هناك نية حكومية لتمديد حالة التعبئة لأسبوعين اضافيين اذ بحسب تقديرات وزارتي الصحة والداخلية لا يمكن العودة الى الحياة الطبيعية فجأة ودفعة واحدة الامر الذي ينطوي على خطورة من إعادة انتشار المرض عبر حالات غير منظورة»، واضافت الى أن «هناك اتجاهاً حكومياً لاعادة فتح بعض القطاعات والنقابات والمصالح بشكل تدريجي مع إجراءات وقائية وتخفيض أعداد الموظفين داخل كل مؤسسة». 

وكانت فرق وزارة الصحة توزعت على مناطق لبنانية عدة واجرت فحوصات الـPCR عشوائياً تنفيذا للخطة التي أطلقتها الوزارة. وتهدف الخطة الى إجراء مسح شامل لكل الاقضية واجراء فحوص للمواطنين، وذلك بالتعاون مع أطباء الأقضية والبلديات. ويتم اختيار المواطنين لإجراء الفحوص وفقاً لمعايير، فيسمح للأشخاص الذين يشعرون بعوارض، أو الذين لديهم احتكاك بمصاب، أو الذين لم يتوقفوا عن العمل بالخضوع للـpcr.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى