أخيرة

برسم مَن…؟

 

 

محمود هزيمة

تلقيت اتصالاً هاتفياً من موظفة في السفارة اللبنانيّة في أوتاوا تتأكد من المعلومات التي أرسلتها إلى وزارة الخارجية في بيروت

خلال الحديث اللبق من الموظفة سألتها عن ثمن تذكرة السفر فقالت: «بين 4000 و 5000 $ وربما أكثر «one way» للدرجة العادية.

حتى الآن كلّ شيءٍ ممكن في دولة اللصوص والحيتان والنصابين

يُذكر أننا خسرنا تذاكر السفر التي اشتريناها منذ شهرٍ ونصف الشهر تقريباً نتيجة تعنّت «حوت الميدل إيست».

المشكلة ليست في ما تحدّثت به الموظفة بل في أنّ الاتصال ليس لي بل لإبني البالغ من العمر 11 عاماً حيث إنّ اسمي غاب عن الطلب وبقي اسمه وقد تفاجأت سعادتها وبدأت بالبحث عني وعن المعلومات التي أرسلتها للخارجية مع تأكيدها أنّ الأمر ليس محسوماً في العودة لأنّ الطبابة في كندا أفضل من لبنان، حسب تعبيرها، وأنّ بعض الأشخاص لا تنطبق عليهم صفة الحالة الطارئة

هل المطلوب أن نعرّي أنفسنا ونفضح أوضاعنا حتى يسمح لنا بالعودة إلى لبنان؟

وهل المطلوب أن نكون مرضى ونتسكع على الطرقات لنصبح حالاتٍ طارئة بنظر حكومتنا؟

او لأننا لم نُصَب بالرصاص في خمارات السكارى ليتحرك رئيسنا وينقذ ثلاثة من أبناء كبار القوم ويرسل طائراته ويستنفر أجهزة الدولة؟

في أيّ عالمٍ نعيش وفي أيّ دولةٍ سرقت جنى العمر ورمتنا خارج المحيطات السبع لتحصيل لقمة عيشٍ كريمة لتفرض علينا ثمن التذكرة ونحن الذين وثقنا في مصارفنا حتى أذلتنا وتذلنا لتحصيل قشور المال الغارق في جيوب بعض اللصوص من رياض سلامة وجمعية المصارف وغيرهما من اللاعبين ببورصات الأرواح؟

كلامي موجّه مباشرةً إلى (بي الكل)…

إلى متى سنبقى نتحمّل سرّاق المال ولصوص الهيكل وتجار العقارات وبائعي كرامتنا في بورصات الدنيا؟ لطالما خاطبتم مَن فيه عرق لبناني أن يستعيد جنسيته حفاظاً على الكيان اللبناني من البقاء خارج بلد أرض الأجداد، نتمنّى عليك الوقوف بجانبنا حتى نشعر بأننا أبناء تلك الأرض التي تعبت من كثرة اللصوص والمتآمرين. نشعر بالقرف يا صاحب الفخامة من تعاملٍ مستهترٍ بكرامتنا، صرنا نشعر أنّ الحاجة لنا هي في موسم الصيف السياحي

أما بقية العام هي للمناكفة وعذابنا.

يا أصحاب الدولة والمعالي والسعادة نحن الذين جيّشتم الطائرات لنتكرّم عليكم بأصواتنا، ونحن أيضاً مَن ننتظر ذلك الصندوق اللعين الذي باعنا عند أول وباء أصاب الكرة الأرضية..

احفظوا كرامة أبنائكم في الاغتراب لأنّ العبرة في خواتيم الانتماء إلى الوطن وليس إلى كرسي يزول عند أول تعديلٍ وزاري او انتخاباتٍ قد تكون قريبة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى