ثقافة وفنون

الأديب الألماني إيريش كيستنر

 

} الدكتور جوزيف عون

أديب معروف عند كل مَن ينطق بلغة غوته. ولد في 23/02/1899  في  مدينة دريسدنDresden  شرقي ألمانيا، وتوفي في  29/07/1974 في مدينة ميونيخ Muenchen. كتب بصورة خاصة عن وضع ألمانيا الغربية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وعن الفقر الألماني  بعد الحرب. والده إميل كان حرفياً قام بصناعة الأسرجة للفروسيّة، وأمه كانت حلاًقة نسائيّة.

كانت علاقته مع أمه أمتن من علاقته مع أبيه. لهذا السبب كتب كثيراً عن الأم بصورة عامة، وعن أمه ودورها في حياته بصورة خاصة. درس التاريخ والفلسفة والآداب الألمانية. وحاز على جوائز عدة للأدب الألمانيّ بعد الحرب. من بينها جائزة ميونيخ للأدب.

دخل عدد كبير من قصصه إلى عالمي السينما والمسرح. كان كيستنر مدمناً على الكحول. وسبب وفاته كان سرطاناً في الجهاز الهضمي، خاصة المرئي.

من كتبه العديدة: «عندما كنت صغيرًا»، «مدرسة الديكتاتوريين»، «الشهر الثالث عشر»، «أغنيات بين الكراسي»، و»الرجل صاحب المعلومات».

من مقتطفاته:

«لعبة الحظ».

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة، مرّت ألمانيا بجو من الفقر المدقع. كل مساء كان الولد الصغير هانس ينتظر أباه ليقول له راجياً باكياً بأنه يحب أن يملك دراجة صغيرة  ليذهب عليها الى مدرسته. وفي كل مرة كان أبوه يقول له بأنه لا يستطيع مالياً ان يحقق له أمنيته.

في إحدى المرات وصل هانس الى البيت مسروراً ليخبر والده بأنه شاهد في ساحة المدينة رجلاً يعرض لعبة حظ يستطيع بواسطتها أن يربح دراجة جميلة بـ 10 قروش فقط. أجاب والده بان الفقراء لا يملكون حظاً. وبعد تكرار وعناد هانس خضع الأب لمشيئة ابنه وذهب معه الى ساحة المدينة. فقطع له ثلاثة أوراق من اليانصيب. فدار دولاب الحظ  في المرتين الاوليين فكان حظ هانس ضئيلا، أما في المرة الثالثة فربح الدراجة وشعر بأنه أسعد إنسان في ألمانيا.

بعد مرور حوالي عقدين من الزمن وكان الأب قد توفي. احتفل هانس مع عائلته بحضور أمه بليلة عيد الميلاد. وراحوا سوية يستذكرون الأيام الماضية ويخبرون بعضهم القصص القديمة. فأتى هانس على ذكر الدراجة، وكيف ربحها مع أبيه في ساحة المدينة بورقة اليانصيب، وكم كان حظه كبيراً ذلك اليوم.

عندئذ أخبرته والدته قائلة: «أبوك قد اشترى الدرّاجة من صاحبها لكي يحقق لك أمنيتك، وبقي يقسط ثمنها حوالي عشر سنوات».

وهنا عرف هانس كم كان أبوه يحبّه ولم يرد له أن يعاني الفقر والعوز، وحاول بهذه الطريقة أن يحقّق أمنيته ويعتقد أن الحظّ ضحك له أخيراً وربح الدرّاجة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى