الوطن

هل يكون حسان دياب هو المنقذ؟

} علي بدر الدين

أعلن رئيس الحكومة حسان دياب الحرب من دون مجاملة أو مهادنة أو تردّد على الفساد والفاسدين بصراحته المعهودة وبثقة رجل الدولة المسؤول والمؤتمن على الوطن والناس والمؤسسات، الواثق من قدرته على مواجهة طبقة سياسية ومالية متمرّسة في وضع اليد والسيطرة على مقدّرات الدولة وأموالها العامة وحقوق الشعب وعلى تجيير المؤسسات الرسمية لخدمة مصالحها وأزلامها، وقد رفع دياب سقف كلامه حتى الحدّ الأقصى في اتهام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتحميله مسؤولية الانهيارات المتتالية المالية والنقدية وخاصة ارتفاع سعر صرف الدولار غير المسبوق، وأدّى إلى هبوط حادّ في قيمة العملة الوطنية ونجح في كشف المستور المخبّأ في مغارة المصرف المركزي.

انّ ما تضمّنه كلام رئيس الحكومة من قصر بعبدا يؤشر إلى انّ المعركة فتحت على المنظومة السياسية والمالية من دون هوادة، وانها بمثابة قرار ملزم لا يمكن التراجع عنه أو الانسحاب منه تحت أية ذرائع او مبرّرات وربطها بدقة وحساسية الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وأعتقد انّ قرار المواجهة مع هذه الطبقة قد اتخذ عن سابق إصرار وتصميم، خاصة انّ اللعب على المكشوف وفلتان السوق المالي والنقدي والتلاعب بالليرة ومصير الوطن والشعب لم يعد مطلوباً أن تقف الحكومة والجهات السياسية الرسمية والحرصاء على هذا البلد وهو ينهار ويغرق ويحتضر، ولا بدّ من يد نظيفة لانتشاله وإنقاذه ولو بقشة أو موقف أو حتى بكلمة صادقة صادرة عن رجل جاء من أقصى المدينة لخوض غمار معركة الإنقاذورغم الصعوبات قد يكون حسان دياب، ولكن دون ذلك مصاعب وعقبات وتضحيات.

انّ أولى خطوات المواجهة وانْ كانت بالكلمة الموقف والنجاح أوله كلام وآخره حصاد وفير، وهذا يفرض البدء بتقويض أسس وقواعد امبرطوربات الطبقة السياسية والاقتصادية والمالية وقصّ أجنحتها وقطع رأس الأفعى والباقي يتساقط الواحد تلو الآخر كأوراق الخريف

انّ شجاعة وجرأة وصراحة رئيس الحكومة لطالما انتظرها اللبنانيون المنتفضون على طبقة أكلت الأخضر واليابس، وقد صفقوا لها وله رغم الخوف من العودة الى التهدئة والتسوية وتأثير التدخلات الخارجية التي تهدّد كلّ من يعمل لمصلحة وطنه وضدّ ودائعها في لبنان وبعض مؤسساته.

انّ الصعود الى القمة إنجاز ولكن الإنجاز الأهمّ هو الحفاظ عليها والبقاء فيها وعدم السقوط الذي سيكون مدمّراً.

انّ كلمة دياب التي هي ليست كالكلمات تكمن أهميتها في مضمونها وتوقيتها، وهي بمثابة وعد وعهد من غير المقبول التراجع عنه مهما كانت الضغوط والمبرّرات لأنه الأمل الوحيد المتبقي للبنانيين وهو الرصاصة الأخيرة التي يجب أن تصيب الفساد وتجتثه وتخيف الفاسدين بل هي الرهان الأخير الذي يعوّل عليه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى